يوميات ناقصة | الشاهد (نزيه أبو عفش)
نزيه أبو عفش
انتهت الحرب.
القاتلُ غفرَ للقتيل
والقتيلُ قبَّلَ القاتل..
وبقيتُ أنا.
ولأنّني أبصَرْتُ وأبصَرت
اتّفقَ كلاهما على قتلي.
27/2/2011
عيب
من جملةِ عيوبي غيرِ القابلةِ للشفاء:
كراهيتي للمنتصرين.
يوماً ما
إذا قُدّرَ لأمي
أن تستوليَ على عرشِ عدوٍّ لي
سأتحالفُ مع الشيطان
لأجلِ إسقاطِها.
27/2/2011
حوار
ضعْ مسدّسك على الطاولة ، ودَعْني أراه!
ثمّ : قلْ ما شئت!
أنت تتكلمُ إلى من لا يُنصت
وأنا أتَنَصّتُ إلى ما أراه
ولا أعرف ما يقول.
الآن ، بإمكانكَ أن تقولَ ماشئت
الآن ، بإمكانكَ
أنْ
أُصَدّقَكْ.
27/2/2011
… وأيضاً أبكي
كلّما قلتُ له:
«يا أخي! يا عدوّي!
لا تَقْسُ كثيراً عَليّ!..»
يهزُّ عصاهُ في وجهي
ويتركني أبكي.
الآنَ، وقد هزَمْتُه،
هو مَن يتوسّلُ:
«يا أخي! يا صديقي!
لا تَقْسُ كثيراً عليّ!».
هو يتوسّلُ
وأنا أبكي.
28/2/2011
التلميذ
كأيِّ تلميذٍ خائبْ :
حيثما تَوَجّهْتَ/ أيّاً كان ما عملتَ/ وأيّاً كانت الطريقُ التي قطعْتَ والربُّ الذي عبدْت..
لن تجدَ مَن يقول لك:
حسناً! ها أنتذا أخيراً صالحٌ للحياةْ.
.. .. ..
قدّام كلّ مدرسةْ
في باحةِ كلّ كنيسةْ
في كلّ ميدان حربْ
على بابِ كلّ مقبرةٍ أو عاصمةٍ أو بيتِ عقيدةْ
ستجدُ دائماً مُبَشِّراً قوياً
يهزّ عصاهُ في وجهك ويقولُ لكْ:
أيها الأحمقُ الخائبْ
لَهَوْتَ ما يكفي، وبَدّدتَ من ذخائرِ الحياة ما يكفي.
وقد حانَ وقتُكَ الآنَ لكي تتعلّم.
.. .. ..
كأيِّ تلميذٍ خائبْ
في حقيبتكَ المدرسيةِ خمسونَ شهادة موتْ
لكنّ أيّاً منها
لايؤَهّلكَ لأنْ تتوجّهَ ناحيةَ الربّ وتقول:
أريدُ أن أصيرَ حيّاً.
.. .. ..
كأيّ تلميذٍ خائبْ
في حقيبتك المدرسيّة
شهادةُ واحدةٌ للإقامةِ داخلَ الحياة:
شهادةُ موتِكْ.
1/3/2011