شعور بالتشاؤم يرافق الأتراك حيال الاقتصاد المتهالك
أظهر مسح جديد نشر الأربعاء أن الأتراك يشعرون بالتشاؤم حيال اقتصاد البلاد وبالتشكك إزاء الشركاء الدوليين ويعارضون التدخل العسكري في سوريا.
لكن غالبية الأتراك مازالوا يحبذون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وذلك وفقا لمسح التصورات التركية الصادر عن صندوق مارشال الألماني.
وخلال الشهور القليلة الماضية واجهت تركيا الكثير من المتاعب سواء داخليا أو خارجيا تمثلت في انتخابات غير حاسمة وضعف النمو الاقتصادي وصراعات إقليمية وتنامي عنف المسلحين الأكراد الأمر الذي أثار قلق الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي.
وقدم المسح صورة لا يبدو فيها الأتراك واثقين كثيرا من الآفاق الاقتصادية لبلادهم بعد فترة نمو كانت من بين أسباب احتفاظ الرئيس رجب طيب اردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه بالسلطة لفترة تجاوزت العشر سنوات.
ووفقا للمسح فإن 47 بالمئة قالوا إن الاقتصاد تراجع في الخمس سنوات الماضية بينما قال 39 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع إنه تحسن. وتوقع 44 بالمئة أن يتراجع الاقتصاد بشكل أكبر بينما توقع 28 بالمئة تحسنه.
وعرف الاقتصاد التركي تراجعا واضحا في الفترة الأخيرة خاصة في ظل التعنت الكبير الذي يبديه الرئيس رجب طيب أردوغان وتمسكه بسياسة مالية مغايرة للمعايير العالمية وفق ما يرى خبراء اقتصاديون.
وحمّل سياسيون واقتصاديون أتراك الرئيس رجب طيب أردوغان مسؤولية تدهور الاقتصاد وارتفاع نسب الفقر والبطالة داخل المجتمع على خلفية مواقفه المتصلبة واستعدائه المتواصل للبنك المركزي وتراجعت الليرة التركية مقارنة بالدولار الى ارقام قياسية بسبب استعداء أردوغان للبنك المركزي على خلفية أسعار الفائدة.
ونعمت تركيا بسنوات من النمو الملفت في عهد العدالة والتنمية. ففي عام 2002 كان متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 3600 دولار وهو ما كان يضع تركيا قبل غينيا الاستوائية مباشرة. وبحلول عام 2013 زاد لثلاثة أمثاله مسجلا 11 ألف دولار لتتقدم تركيا على ماليزيا. وبعد أن تجاوز حجم الناتج السنوي 800 مليار دولار تقف تركيا الآن بارتياح في مصاف أقوى 20 اقتصادا في العالم.
لكن النمو تعثر وتراجع إلى 2.9 بالمئة العام 2014 بعد أن كان يزيد على أربعة بالمئة في 2013. ويقول بعض منتقدي السياسة التركية إن البلاد تعتمد أكثر من اللازم على قطاع الإنشاء والاستهلاك الخاص والدين وتحتاج بقوة لتعزيز مدخرات الأسر.
ميدل ايست أونلاين