«الأميركيّة» ترى في «حوسبة السحاب» دعماً للابتكار والاقتصاد
أوصت الندوة السنويّة الأولى لـ «الشبكة الأكاديميّة الإقليميّة لسياسات تكنولوجيا المعلومات» التي عقدتها «الجامعة الأميركيّة في القاهرة» أخيراً، بضرورة التركيز على تعظيم الاستفادة من التقنيّات الرقميّة المتطوّرة، خصوصاً «حوسبة السحاب» Cloud Computing. واعتبرت الندوة أن تلك التقنيّة تدعم الابتكار وتساهم في دعم الاقتصاد عبر خلق فرص عمل جديدة.
وشارك في الندوة المتخصّصة باحثون وممارسون واستشاريون ومجموعة من صُنّاع السياسات في مصر، ونيجيريا، وكينيا، وكندا، وتركيا، وجنوب إفريقيا، وساحل العاج، والمملكة العربيّة السعودية، وهونغ كونغ. وجرت مشاركة المجموعة الأخيرة بتقنية البث المباشر عبر شبكة الإنترنت.
وكذلك ساهم في الندوة، ممثلون عن «المجلس الأعلى للجامعات»، و»جامعة القاهرة»، و»وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات»، و»الصندوق الاجتماعي للتنمية». وخبراء دوليّون في التنمية والقطاع البنكي جاؤوا من كندا وهونغ كونغ، إضافة إلى ممثلين عن جامعات خاصة وأحزاب سياسيّة في مصر.
وفي سياق الندوة، أكّد الدكتور طارق شوقي، أمين عام المجالس التخصّصيّة ورئيس المجلس الرئاسي الاستشاري للتعليم والبحث العلمي، ضرورة تطوير منظومة التعليم في شكل شامل، مشيراً إلى أن ذلك الهدف يمثّل أحد أولويات «المجلس الاستشاري للتعليم».
وتأسّست «الشبكة الأكاديميّة الإقليميّة لسياسات تكنولوجيا المعلومات» بفضل جهود من «كلية الأعمال» في «الجامعة الأميركيّة»، وشركة «مايكروسوفت» العالميّة. وتهدف إلى دعم البحث العلمي في السياسات المرتبطة بالنمو الاقتصادي في دول الشرق الأوسط وأفريقيا، إضافة إلى مواكبة التطوّر التكنولوجي المتسارع في تكنولوجيا المعلومات، والعمل على الاستفادة منه أيضاً.
وأعرب عميد كلية الأعمال في الجامعة الأميركيّة بالقاهرة الدكتور كريم الصغير، عن سعادته لإقامة الندوة الأولى للشبكة. واعتبر الصغير أنها تعزز دور الكليّة في تقديم دراسات مرتبطة بتنمية الأعمال وتشجيع الابتكار وخلق فرص العمل في المجتمع المصري، ما يساعد صُناع القرار على وضع تصوّر مناسب في الاستفادة من التكنولوجيّات الحديثة.
وعرض المهندس محمود الخطيب، رئيس القطاع العام في فرع مصر لشركة «مايكروسوفت»، رؤية الشركة في دعم مجتمع البحث العلمي في الدول المختلفة. وأشار الخطيب إلى حرص الشركة على إطلاع مجتمع البحوث على أحدث مستجدّات التطور التكنولوجي، كـ «حوسبة السحاب» التي توفر إمكانات هائلة في المجالات كافة. وعرض الخطيب أيضاً تجارب دول كثيرة في الاستفادة الفعّالة من تلك التقنيّة المتقدّمة.
وتناولت الندوة محاور شملت التعريف بتقنية «حوسبة السحاب» وعلاقتها بتعزيز الابتكار وتدعيم التنمية، والتحديات التي تحد من انتشار تلك التقنية في المنطقة وكيفية التغلب عليها، وطرق تطبيق «حوسبة السحاب» في القطاعات المختلفة كالتعليم والصحة، والنقل، والصناعات الصغيرة والمتوسطة، والقطاع البنكي وغيرها.
حضور البحوث و…السّاسة
أوضحت البحوث التي قدّمت في الندوة، أهمية استخدام «حوسبة السحاب» في تغيير مفهوم تقديم الخدمات وإدارة منظومات العمل، مع ما يستتبعه ذلك من سياسات تشجع على استخدامها من جهة، والحفاظ على خصوصية البيانات ومتطلبات الأمن القومي من الجهة الأخرى.
وأشار الدكتور أشرف عبد الوهاب، وهو مدير تقني معلوماتي، إلى أهمية مشاركة الحكومة والأحزاب في الندوة، لأن ذلك يساهم في تعرّفها في شكل دقيق على طرق استخدام التكنولوجيّات المتقدّمة في دول المنطقة. ورأى عبد الوهاب أن تلك المشاركة تساهم أيضاً في التعريف بالسياسات المطلوب اتّباعها لتسريع النمو الاقتصادي، والحدّ من الأخطار المتعلّقة بسريّة البيانات وخصوصيّتها، ما يؤدي إلى سرعة اتخاذ القرار المستند إلى بيانات دقيقة وحديثة.
في سياق متّصل، شرح الدكتور نزار بالشيخ، نائب عميد «كلية الأعمال» في «الجامعة الأميركيّة»، أسلوب بناء الشبكات الرقميّة بطُرُق تشمل صنع منصة افتراضية للتفاعل بين الباحثين ومتخذي القرار، والمشاركة في البحوث والمشاريع ذات الاهتمام المشترك بين دول الإقليم. كما شدّد الشيخ على أهمية بناء علاقات متواصلة ووطيدة بين الباحثين والتقنيّين من جهة، وصانعي السياسات من الجهة الثانية، بهدف التوصّل إلى بحوث تكون نتائجها مفيدة ووثيقة الصلة مع الواقع.
وشملت الندوة عرض مشاريع متنوّعة، من بينها مشروعان سبق أن فازا في العام الحالي بمنح تمويلية من «الشبكة الأكاديميّة الإقليميّة لسياسات تكنولوجيا المعلومات في مصر. »وتمحوّر المشروعان على التعليم والنقل، كما أظهرا الحاجة إلى وضع سياسات تشجّع على استخدام «حوسبة السحاب» في مجالات متنوّعة.
صحيفة الحياة اللندنية