الأسد: الغرب يعمل على خلق الرعب في سوريا مثلما حدث مع صدام والقذافي.. ولن ألتقي إردوغان بشروطه..
صرّح الرئيس السوري، بشار الأسد، بأنّ الغرب يعمل على خلق حالةٍ من الرعب في سوريا مثلما حدث مع الرئيسين الليبي معمر القذافي، والعراقي صدام حسين، والجيش السوري يستهدف بشكل أساسي تحت عنوان الوجود الإيراني.
وقال الأسد خلال لقاءٍ أجرته قناة “سكاي نيوز عربية” إنّ “الدول التي خلقت الفوضى في سوريا هي التي تتحمل مسؤولية تجارة المخدرات”.
وعن المعارضة السورية، أعلن الأسد أنّ المعارضة التي يعترف بها هي المعارضة المصنّعة محلياً، لا المصنعة خارجياً.
وأشار إلى أنّ “جامعة الدول العربية لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي”.
كما شدد على أنّ “صورة الحرب، هي التي تمنع أيّ مستثمرٍ من القدوم إلى سوريا للاستثمار في السوق السورية”.
وقال الأسد إنه لن يلتقي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وفقاً للشروط التي يضعها.
يُشار إلى أنّ قناة “سكاي نيوز عربية” ستبثّ، مساء اليوم الأربعاء، لقاءً مع الرئيس السوري بشار الأسد يتحدث فيه عن الحرب والإرهاب وقضية المخدرات، واللاجئين وعودتهم، وتحديات الاقتصاد والمعيشة في سوريا، ومستقبل العلاقات السورية – العربية والوضع في لبنان والموقف من حركة “حماس”، والخلاف مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
واعتبر الرئيس السوري في المقابلة أنّ البنى التحتية المدمّرة بفعل سنوات الحرب تشكل التحدّي الأبرز الذي يعيق عودة ملايين اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتصدّر ملف عودة اللاجئين اجتماعات عدّة آخرها مقررات القمة العربية التي حضرتها سوريا في أيار/مايو للمرة الأولى بعد أكثر من عقد من نزاع مدمر دفع أكثر من 5,5 مليون سوري إلى الفرار من البلاد هربا من المعارك.
وتساءل الأسد “كيف يمكن للاجئ أن يعود من دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج؟ هذه أساسيات الحياة”.
وأضاف، رداً على سؤال عن التحدّي الأبرز، “لوجستياً، البنى التحتية التي دمّرها الإرهاب”، مشيراً إلى “حوار بيننا وبين عدد من الجهات في الأمم المتحدة المعنية بالجانب الإنساني” بهذا الصدد.
وتابع “بدأنا نناقش معهم بشكل عملي مشاريع العودة، وكيفية التمويل، وما هي متطلباتها بالتفاصيل”.
ويُثقل ملف اللاجئين السوريين كاهل دول مضيفة عدة، على رأسها لبنان الذي يطالب المجتمع الدولي بإعادتهم مع توقف المعارك في مناطق واسعة باتت تحت سيطرة الحكومة السورية.
إلا أنّ منظمات حقوقية ودولية تحذّر من عمليات ترحيل “قسرية”، وتشدّد على أنّ توقّف المعارك لا يعني أنّ ظروف عودة اللاجئين باتت آمنة في ظلّ بنى تحتية متداعية وظروف اقتصادية صعبة وملاحقات أمنية وعمليات توقيف تطال احياناً عائدين الى سوريا، الأمر الذي نفاه الأسد.
وردا على سؤال عن مستقبل العلاقة بين دمشق والعواصم العربية، أجاب الأسد “هناك بداية وعي لحجم المخاطر التي تؤثّر علينا كدول عربية لكنّها لم تصل إلى مرحلة وضع الحلول”، مضيفاً “طالما لا توجد حلول للمشاكل، فالعلاقة ستبقى شكلية”.
وقال الأسد في هذا الإطار إنّ “تجارة المخدّرات كعبور وكاستيطان موجودة (…) هذه حقيقة، ولكن عندما تكون هناك حرب وضعف للدولة، فلا بدّ أن تزدهر هذه التجارة، هذا شيء طبيعي”.
وأضاف “من يتحمّل المسؤولية في هذه الحالة هي الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سوريا وليست الدولة السورية”، مشيراً في الوقت ذاته إلى حوار بين دمشق ومسؤولين عرب في هذا الصدد انطلاقاً من أنّ “لدينا مصلحة مشتركة معهم في القضاء على الظاهرة”.
وتنتظر الدول العربية من دمشق إجراءات ملموسة في ما يتعلق بكبح تجارة المخدرات، أحد أكبر مصادر قلق دول خليجية وخصوصاً السعودية التي باتت سوقاً رئيسية لحبوب الكبتاغون المصنّعة بشكل رئيسي في سوريا.
وتعوّل دمشق، وفق محلّلين، على الدول العربية لاستقطاب تمويل لمرحلة إعادة الإعمار بعد أكثر من 12 عاماً من نزاع أنهك الاقتصاد ومقدّراته.
وتوّجت مشاركة الأسد في قمّة الرياض فكّ عزلته إقليمياً، على وقع انفتاح عربي على سوريا بدأ مع إعادة دولة الإمارات فتح سفارتها في دمشق ثم بمساعدات إنسانية تدفقت الى البلاد إثر زلزال شباط/فبراير، وأخيراً استئناف العلاقات مع الرياض.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية