تجاوزت حلقات برنامجي (موزاييك) الذي تبثه الفضائية السورية المائة حلقة ، وقد اعتدت سابقا أن أعتذر عن متابعة إنجاز فكرة البرنامج عندما تصل الحلقات إلى هذا الحجم، والسبب ببساطة أنني سأكرر نفسي، وسوف يعجز البرنامج بأدواته عن تقديم الجديد أو تجاوز ماقدمه سابقا ولو بقليل .
وبالنتيجة ينبغي أن أبدأ بفكرة برنامج جديد تجعلني أكثر حماسة للمتابعة، فمنذ بداية الحرب، كنت طرحت فكرة برنامج (سلطة الصحافة) في اجتماع يترأسه المدير العام الأسبق الصديق المهندس معن حيدر، وكان في الاجتماع نحو عشر قامات صحفية دعيت لهذه الغاية من بينها المرحوم إبراهيم ياخور والفنان الطاهر ماملي والكاتب محمود عبد الكريم وبعض رؤساء تحرير الصحف السابقين وبعض المخرجين والصحفيين، وتمت الموافقة على فكرتي فورا وجوهرها رفع درجة الشفافية، واستخدام أسلوب جديد..
نجح البرنامج بمقدمته (العزيزة رشا الكسار)، وبعناصره وكوادره وأدواته ولغته النقدية وجرأته التي جعلت رئيس الحكومة يتابعه أسبوعيا، كما أخبرني شخصيا عند لقائنا به عام 2017، ولم أكن أتصور أن يستمر كل هذه السنوات إلى أن أوقفني عن الإعداد المدير العام (وقتها) الزميل عماد سارة بسبب عبارة أوردتها المذيعة (زهر يوسف) على الهواء، واستمر البرنامج من إعدادها..
وعندما شرعت بالبرنامج الثاني (كلام الورق) ، وكان فكرة استثنائية بعنوان (صحافة جنيف) لتغطية ردود الأفعال الإعلامية على أول مؤتمر في جنيف مع المعارضة بعد الحرب، طلب الصديق خالد مجر وكان مدير للفضائية استمرار البرنامج ، وأقام احتفال تكريم لطاقم العمل المؤلف مني ومن المذيعة المميزة رشا الكسار والصحفية القديرة سيلفا رزوق وحضر احتفال التكريم الصديق المهندس محمد رامز ترجمان وزير الإعلام وقتها ، كذلك استمر البرنامج لسنوات وتجاوز المائة حلقة.
بعد كلام الورق كان لابد من إطلاق فكرة جديدة ، وأقر مدير الفضائية الأستاذ حبيب سلمان المدير العام الحالي ومدير الفضائية وقتها الفكرة التي طرحتها، واحترنا في تسميته، فوجدت أن اسم (موزاييك) هو الأنسب ، وهو اسم لبرنامج قديم من التسعينات تشاركت فيه مع الصديق تميم ضويحي وتمت الموافقة على هذا الأساس..
(برنامج موزاييك) أتعبني أكثر مما كنت أتصور، فقد كانت الصديقة رشا الكسار قد أضحت مذيعة أخبار ولايحق لها تقديم برنامج غير إخباري، وهذا يعني أنني خسرت عنصرا هاما من عناصر نجاح البرنامج ، أي (التقديم) ، وكانت زهر يوسف التي حلت محلها في سلطة الصحافة قد أصبحت في الأخبار أيضا، كذلك انشغلت الصحفية سيلفا رزوق إثر عملها الجديد في صحيفة الوطن .
المهم تم اقتراح اسم الصحفية المذيعة أروى شاهين كمقدمة ، وقدمته فنجحت، وشاركتني العمل حتى اليوم، وأرجو أن لاتسرقها الأخبار أيضا.
برنامج (موزاييك) برنامج يليق بفكرته وضيوفه وأفكاره، ولايعني وجود اسم آخر شبيه في محطة محلية أن ثمة منافسة، أنا لا أنافس زملائي بالأسماء، وأنا لا أحقد على من يسعى للإساءة لي. فربما لم يكن ذاك الذي حاول الإساءة لي في قناة محلية يقصد العدائية، وإذا كان يريد ذلك، فليس لدي وقت للرد ، وقد حصل ذلك معي في تلفزيون الدنيا عام 2007 مع الصديقة عزة الشرع عندما كانت مديرة القناة الثانية، وتشابه اسما برنامجين في قناة الدنيا التي أدير برامجها، وفي القناة الثانية التي تديرها هي، ولم يفسد الأمر الود بيننا رغما صوتها المرتفع في وجهي، واليوم هي من أعز الأصدقاء.
الآن أقوم بالتحضير للبرنامج الجديد الرابع خلال الحرب، ولكي أكون منصفا، سأقول صراحة إن الجديد فيه سيكون أسلوبي في الإعداد وفي آلية العمل المهنية التي يجري الإعداد عليها، ولايهمني الاسم، وأنا جاد في البحث عن خصوصيتي، وخصوصيتي تكمن في البناء على عناصر ناجحة في أي فكرة أكلف بها، أما الزملاء فهم أحرار بما يعملون ويقولون، فالناس قادرة على التمييز بين الجيد والرديء وبين هوية برنامجي وأي برنامج آخر!