العراق يستورد الغاز من تركمانستان لتقليص العجز في الكهرباء
وقّع العراق وتركمانستان اتفاقا تستورد بموجبه بغداد الغاز لتلبية جزء من احتياجات محطات الطاقة الكهربائية في البلاد، وفق وزارة النفط العراقية، فيما تأتي هذه الخطوة في سياق جهود مكوكية لإيجاد حلول لأزمة النقص في الكهرباء التي يعاني منها البلد منذ عقود.
وأفاد عزت صابر وكيل الوزارة لشؤون الغاز في بيان نشر على صفحة الوزارة على موقع فيسبوك بأنه “تم الاتفاق مبدئيا على استيراد كميات من الغاز لتلبية جزء من احتياجات محطات الطاقة الكهربائية”.
وقال صابر عقب اجتماع وفد حكومي مع مسؤولين في قطاع الغاز في تركمانستان إنه “وفق مذكرة تعاون يجري الإعداد لها لهذا الغرض، من المؤمل التوقيع عليها قبل نهاية العام الجاري وتتضمن الكميات المقترحة والآليات التي يتم اعتمادها بين البلدين”.
وتشكل أزمة نقص الكهرباء أبرز التحديات التي واجهت الحكومات المتعاقبة في العراق، إذ لا يتجاوز إنتاج الطاقة الكهربائية 19 ألف ميغاوات فيما تفوق الاحتياجات 30 ألف ميغاوات.
ويستورد العراق الكهرباء والغاز من إيران بما يتراوح بين ثلث و40 في المئة من احتياجاته من الطاقة وهو أمر بالغ الأهمية خاصة في أشهر الصيف عندما تصل درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية ويبلغ استهلاك الطاقة ذروته.
ويواجه العراق صعوبة في سداد ثمن تلك الواردات بسبب العقوبات الأميركية التي تسمح لإيران فقط بالحصول على الأموال لشراء السلع غير الخاضعة للعقوبات مثل الغذاء والدواء.
وتضغط الولايات المتحدة على العراق ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك، لخفض اعتماده على الغاز الإيراني.
وفي يونيو/حزيران الماضي أعلنت وزارة الكهرباء العراقية عن انطلاق مباحثات مع قطر تتعلق بتوريد الغاز إلى بغداد وتأهيل حقول النفط، فيما تستعد شركة “أورباكون” القابضة القطرية للبدء في إنشاء محطتين لإنتاج الكهرباء في العراق بطاقة إنتاجية تصل إلى 2400 ميغاواط وبكلفة إجمالية تبلغ 2.5 مليار دولار
ولا يزال العراق يحرق بعض الغاز المصاحب لإنتاج النفط الخام لأنه يفتقر إلى المرافق اللازمة لمعالجته وتحويله إلى وقود للاستهلاك المحلي أو التصدير.
وتعمّق الانقطاعات المتتالية للتيار الكهربائي معاناة العراقيين خاصة في فصل الصيف ولطالما احتج المئات منهم في الشوارع، مطالبين بوضع حد للأزمة المتفاقمة جراء الحروب وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد واستشراء الفساد.
وتكثف الحكومة العراقية من مساعيها للدخول في شراكات جديدة مع عدد من الدول والكيانات الاقتصادية بهدف إعادة بناء البنية التحتية الكهربائية المتهالكة، فيما لا يشكّل تحقيق الاكتفاء الذاتي على صعيد توليد الكهرباء، هدفا سهلا.
ميدل إيست أونلاين