يعتقد البعض من أن الحياة الزوجية مثالية ومليئة بالحب والانطلاق، وبعيدة عن أي خلافات أو مشاحنات زوجية ولايدركون أن الخلاف بين الزوجين أمرطبيعي بل وصحي أيضاً، وبالتأكيد لا تعني نهاية العلاقة، بل تعني اختلاف الطباع ووجهات النظر والمزيد من فهم الآخر، ولكي تستقيم الحياة الزوجية لابد أن يعلم كل من الزوجين حق الآخر عليه.
الحياة الزوجية لا تخلو من المشاكل
تقول استشاري العلاقات الأسرية د. ثناء أبو سعدة لسيدتي : التفكير بأن الحياة الزوجية كلها سعادة ومرح وإنها خالية من الخلافات والمشاكل، تفكير خاطئ تماماً يصل لحد الهُراء، فطبيعي أن تحدث الخلافات بين الزوجين نتيجة اختلاف وجهات النظر بين الزوجين، وبسبب اختلاف البيئة وأسلوب التربية، كذلك تحدث الخلافات نتيجة لبعض التحولات والتغيرات التي قد يواجهها الزوجان في بداية الزواج خاصة لو رزقوا بالأطفال سريعاً، ولكن تظل الحياة الزوجية ناجحة وسعيدة تكللها أواصر المودة والدفء لذلك لابد من التعامل بحرص مع الخلافات بين الزوجين، وعدم ترك الأمر ليتصاعد أو يتفاقم أو حتى على أمل أن الخلافات ستختفي بالزمن، فالخلافات إذا لم يتم الوصول فيها لحل تتراكم وتظل حجر عثرة يؤرق هدوء الحياة بين الزوجين، على أن هناك بعض الأمور يمكن تجنبها حتى تهدأ زوبعة الخلاف وتهدأ وتيرة الصراع ونتجنب الخسائر قدر الإمكان وليظل فعل الاحترام قائماً بين الزوجين.
بعض الأفعال يجب تجنبها وقت الخلاف حتى لا تتطور الأمور
-
البحث عن سبب المشكلة
وللوصول لحل المشكلة لابد من معرفة أسبابها الحقيقية، فمعرفة سبب المشكلة هو جزء من حل المشكلة نفسها، وذلك عن طريق السؤال عن سبب حدوثها والسعي لإيجاد حل لها يمنع هذا الخلاف من التطور.
-
عدم خلط المشاكل
بعض الأزواج يخلط المشكلة بمشاكل قديمة أو يفتح ملفات قديمة كتصفية حسابات قد مرت بينهما وقد تكون بسيطة ولكن مازالت في الذاكرة ولم يتم الصفح عنها، فتؤدي إلى تعقيد الأمور وزيادة اشتعالها بدلاً من حلّها .
-
السماح للغير بالتدخل
من أهم أسباب الخلافات بين الزوجين تدخل الآخرين في العلاقة، فلاشك في أن الاستسلام لتدخل الأهل يؤدي إلى انهيار الحياة الزوجية، فلكل أسرة شخصيتها الاستقلالية، ولها أسلوبها الخاص بها في الحياة، وتدخل الآخرين سواء من الأهل أو الأصدقاء يؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي للزوجين، ومن أجل متانة العلاقة وسلامة الحياة الزوجية لابد من منع تلك التدخلات بمشاكل الزوجين، والذي يصعد المشكلة أكثر ولا يحلّها.
-
التسامح والغفران
لا ينجح الزواج إلا إذا توافرت فيه عوامل التماسك والاستقرار والتسامح والعفو، فكلنا نخطئ، فلابد أن يكون هناك تراضٍ وعفو وتسامح بين الطرفين لكي تكون الحلول واقعية وقابلة للتنفيذ وحتى لا تتأزم الحياة، وتتوسع الخلافات وتؤدي إلى انهيار العلاقة.
-
اللجوء للعنف
العنف الأسرى هو سلوك يؤدي إلى إثارة الخوف للطرف الآخر، أو التسبب بالأذى له سواء كان هذا العنف جسدياً أو نفسياً، كاستخدام الطلاق كورقة ضغط، أو الإهانة بالتأكيد سيؤدي إلى انهيار الحياة الزوجية.
-
الاعتراف بالخطأ
الاعتذار عند ارتكاب الخطأ يعتبر أفضل وأقصر الطرق للتراضي بين الزوجين، فإذا شعر أحد الطرفين بأنه أخطأ في حق الآخر لابد أن يسارع بالاعتذار عما بدر منه، خاصة إذا كان في تصرفه أي إهانة، فلابد يتحلى بشجاعة الاعتذار عمّا اقترفه من ذنب، فذلك سوف يقلل من حدة المشكلة ويسهل حلها.
كيفية التعامل وقت الخلافات الزوجية
- يجب الحرص بعدم إلقاء العبارات العنيفة والحادة، أو الكلمات غير المتزنة التي تساعد في اشتعال المشكلة وتترك أثراً نفسياً سلبياً داخل الشريك الآخر.
- الصمت أثناء المشكلة أوالخلاف، يقلل من التوتر والعصبية، ويسمح لك بالتعامل بأسلوب متحضر
وخاصة في وقت النقاش في المشكلة .
- إعطاء مساحة من الحرية للشريك الآخر لإعادة التفكير في حل مقبول للمشكلة والابتعاد لبعض الوقت، فقد يتمكن المخطئ من مراجعة نفسه والاعتذار لشريكه الآخر.
- عدم الهروب من الحوار وترك المنزل أثناء الخلاف، حيث إن ترك المشكلة دون حل والهروب منها يزيد الأمور تعقيداً لدى الطرف الآخر.
- عدم إقحام الأبناء في الصراعات والمشاحنات الزوجية، لأنهم بالتأكيد سيدفعون الثمن وقد يفشلون في تحصيلهم الدراسي، وقد يميلون إلى العنف تجاه أحد الوالدين والمجتمع.
- تذكير الطرف الآخر بالمشاعرالإيجابية لإعادة الألفة والود بعد انتهاء العصبية والخلاف بالتأكيد سيكون له دور فعال بالتخفيف من حدة الخصام، والتخلص من آثار المشكلة.