مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى في رابع أيام «العُرش»
اقتحم مئات المستوطنين، صباح اليوم، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، المسجد الأقصى، حيث نظّموا اقتحامهم على شكل مجموعات متتالية دخلت إلى باحات المسجد من جهة باب المغاربة، مؤدّيةً طقوساً تلمودية في رابع أيام «عيد العُرش اليهودي».
واعتدت قوات الاحتلال، في غضون ذلك، على الصحافيين الذين تواجدوا في أزقة البلدة القديمة وفي محيط الأقصى، مجبرةً أيضاً المصلّين الفلسطينيين على مغادرته. وأفاد صحافيون بأن جنود العدو أرغموا 10 مصلّين على ترك المسجد بعد الاعتداء عليهم، بحجّة التشويش على المستوطنين أثناء اقتحامهم الأقصى.
كذلك، جالت مجموعات كبيرة من المستوطنين في أزقة البلدة القديمة، مؤدّيةً رقصات وطقوساً تلمودية عند أبواب الأقصى، وتحديداً عند بابَي السلسلة والقطانين.
وبحسب «وكالة الصحافة الفلسطينية» (وفا)، فإن 1941 مستوطناً اقتحموا الأقصى أمس على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، مؤدّين طقوساً تلمودية بينها حمل «قرابين نباتية» من سعف النخيل، وذلك بعد نجاحهم في إدخالها، فيما ارتدى آخرون «لباس الكهنة» الديني.
من جهتها، فرضت سلطات الاحتلال، بالتزامن مع «عيد العُرش»، قيوداً على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس وأراضي الـ48، مدقّقةً في هوياتهم، ومحتجِزةً بعضهم عند البوابات الخارجية.
ومنذ بدء «العُرش» الذي يستمرّ حتى السابع من تشرين الأول الجاري، كثّفت «منظمات الهيكل» دعواتها إلى اقتحام المسجد الاقصى وباحاته، فيما اشتكى مسيحيون فلسطينيون، ورجال دين، ورهبان وقساوسة من المقدسين وممّن يحجّون إلى القدس، من تعرّضهم لاعتداءات متكرّرة من المستوطنين، وتحديداً خلال «الأعياد اليهودية».
وأظهرت مقاطع مصوّرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مساء أمس، تعرّض مجموعة من الحجّاج المسيحيين القادمين من شرق آسيا إلى القدس، للبصق والشتائم من مستوطنين، وذلك خلال تجوّلهم في البلدة القديمة.
ونقلت «وفا» عن منسّق «مجلس الكنائس العالمي» في القدس، يوسف ظاهر متري، قوله إن «الحجاج المسيحيين في القدس يتعرضون لاعتداءات متكررة في العامين الماضين، وتحديداً في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية»، مضيفاً «(أنّنا) حذّرنا باسم مجلس الكنائس من هذه الاعتداءات التي يتعرّض لها المسيحيون، ومنشآتهم، وأراضيهم».
وتابع أن ثمّة «استياء من رؤساء الكنائس من عدم تدخّل العالم لوضع حدّ لهذه الاعتداءات التي تتكرّر بشكل كبير، خاصة أن مجسماً للمسيح قد تعرّض قبل ستة أشهر للاعتداء والتكسير». وأشار إلى أن «خوريا من الطائفة الأرمينية في مدينة القدس تعرّض للبصق في وجهه 90 مرة خلال عام واحد من المستوطنين»، مشدّداً على «ضرورة توفير الحماية الدولية لهم، بسبب الاضطهاد الذي يتعرّضون له». ولفت إلى أن «رؤساء الكنائس أصدروا 12 بياناً يحتجّون فيه على هذه الانتهاكات، منذ نهاية عام 2021 حتى اليوم».
بدورها، دانت الأمانة العامة لـ«منظمة التعاون الإسلامي»، «بشدة»، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، والاعتداء السافر على المصلين واعتقال عدد منهم، وإغلاق الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
واعتبرت المنظمة أن هذه الاعتداءات «تُشكل امتداداً لانتهاكات إسرائيل المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة وحرية العبادة، وخرقاً صارخاً لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي»، محمّلةً حكومة الاحتلال الإسرائيلي «المسؤولية الكاملة عن تبعات استمرار هذه الجرائم والاعتداءات الممنهجة التي تغذي العنف والتوتر وعدم الاستقرار في المنطقة»، داعيةً في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته لوضع حد لهذه الانتهاكات الخطيرة، وضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة».
صحيفة الأخبار اللبنانية