قوة مشورة من المارينز في إسرائيل لترتيب عملية اجتياح غزة
أرسلت الولايات المتحدة مجموعة من ضباط قوات مشاة البحرية “المارينز” إلى إسرائيل لتقديم المشورة للدولة العبرية بشأن عملية اجتياح غزة التي تعتزم تنفيذها فيما دعا الرئيس الاميركي جو بايدن الى الافراج عن الرهائن لدى حركة حماس قبل الحديث عن وقف اطلاق النار ما يعني منح اسرائيل الضوء الاخضر للاستمرار في قصف القطاع.
وأفاد موقع “اكسيوس” بأن “جنرالا من “المارينز” ومجموعة من الضباط الأميركيين وصلوا خلال الأيام الأخيرة إلى إسرائيل لتقديم المساعدة لقيادة الجيش الإسرائيلي بخصوص اجتياح غزة .
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الاثنين إرسال عدد من المستشارين العسكريين إلى إسرائيل يتمتّعون بخبرة في “نوع العمليات التي تشنّها الدول العبرية حاليا وقد تشنّها في المستقبل”، مضيفا أنهم “موجودون هناك لتبادل وجهات النظر”
قوة المارينز في إسرائيل لترتيب عملية اجتياح غزة
وتحرص إسرائيل على سرية توقيت هذه العملية ومع ذلك فإنه بمرور 17 يوما على بدء الحرب فإن تساؤلات بدأت تبرز عن دوافع تأجيلها. وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية اليوم الاثنين إن الجيش الإسرائيلي أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن “أهداف الحرب تتطلب عملية برية بقطاع غزة حتى على حساب سقوط قتلى” في صفوفه.
وأوضحت أن “المستوى السياسي الإسرائيلي سبق ووجه الجيش بتدمير القدرات العسكرية والسلطوية لحماس وخلق واقع أمني جديد في القطاع”. وأضافت نقلا عن مصادر عسكرية لم تسمها أن “بعض أعضاء هيئة الأركان العامة يرون أن الدخول البري سيشكل ضغطا على حماس للتوصل إلى اتفاق لإعادة المختطفين. في محاولة لإنهاء الحرب”، بينما تقول مصادر في المؤسسة العسكرية إنهم “لمسوا ترددا في المستوى السياسي بشأن استمرار الحرب”.
عدم التسرع باجتياح غزة
ومؤخر. بدأ مسؤولون مقربون من نتنياهو يرددون رسالة مفادها أنه “من الأفضل عدم التسرع باجتياح غزة نظرا لخطر اندلاع حريق مع حزب الله اللبناني. بل وربما المنطقة برمتها”.
غير أن باروخ باديد المحلل في القناة 14 الإسرائيلية أشار إلى أن “العملية البرية ليست مسألة إذا ما كانت ستجري ولكن متى ستجري. أعتقد أنها مؤكدة وستجري على الأرجح خلال الأيام القادمة”.
وقال “لدينا تأكيدات بأن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة الإسرائيلية تأجيل العملية البرية لمحاولة بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية للإفراج عن الرهائن. وعلى رأسهم حملة الجنسية الأميركية”. كاشفا أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” أعطى الإذن قبل يومين للجيش بالدخول البري الى قطاع غزة.
وتابع “عندما كان يقول الجيش الإسرائيلي إنه بانتظار قرار المستوى السياسي فإنه على حق. وقد حصل على الضوء الأخضر قبل يومين”، مستدركا “من المؤكد أن الطلب الأميركي هو الذي أجل العملية البرية. ولكن هذا لا يعني أن واشنطن تعارضها. على العكس هي تؤيدها ولكن طلبت تأجيلها لاعتبارات لها علاقة بمحاولة إيجاد حل سياسي لقضية الرهائن”.
تأجيل الدخول البري
وفي هذا الصدد. قال الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات بالجيش عاموس مالكا لهيئة البث الإسرائيلية اليوم الاثنين حول التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل تأجيل الدخول البري. “إن ما حدث بين إسرائيل والولايات المتحدة في الأسبوعين الماضيين غير مسبوق. من حيث الإيجابيات والسلبيات. هناك توقع بالتنسيق ولا أرى أن إسرائيل تتصرف بشكل مخالف للرأي الأميركي. إذا لم يكن هناك تناقض جوهري”.
وأكد بايدن الاثنين أنه لا يمكن الحديث عن مباحثات حول وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس قبل الإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم الحركة، فيما لا يزال الفصيل الفلسطيني المسلح متمسكا بموقفه الرافض للتفاوض بشأن الأسرى قبل وقف الغارات الإسرائيلية. مقتصرا على إطلاق سراح عدد قليل منهم لدواع إنسانية.
وكثّفت إسرائيل قصفها لقطاع غزة المحاصر وحيث الأوضاع الإنسانية كارثية. وذلك في اليوم السابع عشر لحرب بدأت بهجمات مباغتة شنّتها حركة حماس في الأراضي الإسرائيلية. وسط دعوات إلى هدنة بين الطرفين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم الاثنين. أنه ضرب “أكثر من 320 هدفا عسكريا في قطاع غزة” خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. بينها “أنفاق تضم إرهابيي حماس وعشرات من مراكز قيادة العمليات وإرهابيي حركة الجهاد الإسلامي ومجمعات عسكرية ونقاط مراقبة”.
وأوقعت هذه الضربات أكثر من 70 قتيلا، وفق المكتب الإعلامي الحكومي لحماس. وبين هؤلاء 17 شخصا من عائلة واحدة قتلوا في غارة جوية في جباليا في شمال القطاع.
الإفراج عن رهائن
وأعلنت حماس اليوم الاثنين أنها أفرجت عن امرأتين تحتجزهما في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري للحركة أبوعبيدة في بيان “قمنا وعبر وساطةٍ مصريةٍ قطريةٍ بإطلاق سراح المحتجزتَين نوريت يتسحاك ويوخفد ليفشيتز لدواعٍ إنسانيةٍ ومرضيةٍ قاهرة” . وأفادت قناة “اكسترا نيوز” التلفزيونية بوصول الرهينتين المفرج عنهما إلى معبر رفح.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر . أنها سهّلت الإفراج عن الرهينتين، بعدما سهّلت الجمعة الماضي الإفراج عن امرأتين أميركيّتين.
واتّهمت حماس إسرائيل بارتكاب “أكثر من 8 خروقات للإجراءات التي تم الاتفاق مع الإخوة الوسطاء على التزام الاحتلال بها خلال هذا اليوم لإتمام عملية التسليم”. مشيرة إلى أن “العدو ما يزال يهمل ملف أسراه”.
ودوليا. أعلن الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيدعو الثلاثاء خلال زيارته إسرائيل إلى “استئناف عملية فعلية للسلام”. كما طالبت روسيا وإيران وتركيا بالكف عن “استهداف المدنيين الأبرياء” في غزة. لكن واشنطن رفضت الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة، معتبرة أن هذا الأمر سيفيد حماس.
المساعدات إلى قطاع غزة
ومنذ السبت عبرت ثلاث قوافل مساعدات إلى القطاع المحاصر ضمت نحو 50 شاحنة. في وقت أشارت الأمم المتحدة إلى أن سكان غزة يحتاجون إلى 100 شاحنة يوميًا.
وطالب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الاثنين. بتوفير مساعدات إضافية وبشكل أسرع الى غزة، مشيرا إلى أن التكتل القاري سيدرس الدعوة إلى هدنة إنسانية في القطاع.
كما أعلنت رئيسة الوزراء الفرنسية اليزابيت بورن أمام الجمعية الوطنية أن باريس تدعو إلى هدنة إنسانية للسماح بتوزيع المساعدات في قطاع غزة والتي قد تؤدي إلى وقف لإطلاق النار.