مدن ذكيّة في الخليج العربي تعزّزها تقنيّات صوتيّة ومرئيّة متقدّمة
يسود انطباع لدى خبراء في المعلوماتيّة والاتصالات المتطوّرة بأن المشاريع الضخمة في «دول مجلس التعاون الخليجي» تمثّل العنصر المحفّز لسوق النُظُم الصوتيّة والمرئيّة المتقدّمة في منطقة الشرق الأوسط، مع تقديرات بوصول تلك السوق إلى قرابة 3 بلايين دولار مع حلول العام 2016.
وباتت سوق النُظُم الصوتيّة والمرئيّة في منطقة الشرق الأوسط مهيّأة لتصبح أحد أسرع أسواق النمو عالميّاً، إذ ارتفعت قيمتها قرابة 76 في المئة، وقفز حجمها من 1.57 بليون دولار في العام 2012 إلى 2.76 بليون دولار في 2016، وفق خبراء «إنفوكوم إنترناشيونال». وتذكيراً، تمثّل «إنفوكوم إنترناشيونال» جمعية تجاريّة عالمية تجمع تحت مظلتها مؤسّسات مهنيّة تتخصّص بالصوتيّات والمرئيّات.
وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، باتت السوق مهيّأة لتصل إلى 4.63 بليون دولار بحلول العام 2016.
وتغطي التقنيّات الصوتيّة والمرئيّة القطاعات الرئيسيّة كلها، ويمكن أن تشمل الشاشات العالية الوضوح وأجهزة العرض بالإسقاط الضوئي، ونُظُم الإضاءة والصوت، وتقنيّات البث عبر الـ «ويب».
ومن المنتظر أن تصبح المشاريع والفعاليّات الضخمة في «دول مجلس التعاون الخليجي»، بتأثير المنتجات والمعدات والخدمات، من أكثر المشاريع المهيّأة لتحقيق منافع مرتفعة. وتشمل قائمة تلك المشاريع والأحداث الكبرى «معرض إكسبو الدولي 2020» في دبي، وبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، ومشاريع النقل والمدن الذكيّة في المملكة العربيّة السعوديّة، ومشاريع قطاع الضيافة والتجزئة وغيرها.
في السياق، بيّن مسؤولون كبار في «إنفوكوم آسيا»، إن منطقة الشرق الأوسط تبرز اليوم كواحدة من أسرع المناطق في معدلات النمو في مجال التقنيّات الصوتيّة والمرئيّة. ورأوا أن ذلك يدل إلى الانتقال من حقبة الحديث عن منافع التقنيّات، إلى مرحلة تتسم بتبني الشركات والمؤسسات لتلك التقنيّات وشرائها، سواء كانت شاشات عرض عالية الوضوح تعمل في مواقع المعارض والفعاليات والملاعب، أو أكشاكاً افتراضيّة لتسجيل الوصول في الفنادق، أو نُظُماً أمنيّة لمشاريع المترو وخلافها.
أرقام التقنيّات
تستضيف دبي سنوياً معرض وقمة «إنفوكوم الشرق الأوسط وإفريقيا»، التي تنُظُمها «إنفوكوم آسيا» كحدث مصاحب لـ «معرض جيتكس دبي»، بالتعاون مع «مركز دبي التجاري العالمي». إذ يساهم الحدث في تعريف الجمهور بالتقنيّات الصوتيّة والمرئيّة، وما يرافقها من فرص هائلة في أسواق المنطقة.
ووفق خبراء «أنفوكوم»، باتت الشركات في الشرق الأوسط تبحث عن أعلى مستويات الجودة في التقنيّات الصوتيّة والمرئيّة، كي تتلاءم مع مشاريعها الضخمة، وبغية إثراء تجربة الجمهور والأجيال الشابة الشغوفة بالتقنيّات المرئيّة والمسموعة. ويتيح ذلك الأمر فرصة ذهبية للشركات المنتجة لتلك التقنيّات لرفع مستوى الكفاءة في إدارة المعلومات، وتحسين الحياة اليومية للجمهور. وتذكيراً، في العام 2014، نجح حدث «إنفوكوم الشرق الأوسط وإفريقيا 2014» في اجتذاب 184 شركة من 42 بلداً، وزاره قرابة 14 ألف شخص، بزيادة 12 في المئة عن العام 2013، ما يُبرز الارتفاع في الطلب على التقنيّات الصوتيّة والمرئيّة على الصعيد الإقليمي.
وفي الصيف الفائت، استقطب الحدث في دورته الخامسة، عشرات الشركات التي قدمت من أوروبا و»دول مجلس التعاون الخليجي» وشرق آسيا والولايات المتحدة، مع الإشارة إلى أنه عقد تحت شعار «الربط الرقمي للوصول إلى قمة الأداء»، كما رافق معرض «جيتكس دبي- 2015».
وتأسست «إنفوكوم العالميّة» في العام 1939، وتضمّ خمسة آلاف خبير ومؤسّسة تعمل في تقنيات الصوت والصورة، بما فيها الوسائط المتعدّدة (ميلتي ميديا)، ينتمون إلى ما يزيد على 80 بلداً. وتعتبر جمعية «إنفوكوم العالمية» مصدراً للبحوث والأخبار في سوق النُظُم الصوتيّة والمرئيّة، كما ترسي برامجها التدريبيّة والتعليميّة معايير التميّز للمهنيين والاختصاصيّين في الصوتيّات والمرئيّات. وكذلك أسست الجمعية مؤتمر «إنفوكوم» الذي يعتبر أكبر مؤتمر ومعرض سنوي في الصوتيّات والمرئيّات عالميّاً، إضافة إلى أنها تعقد معارض تجارية في أوروبا وآسيا والصين.
صحيفة الحياة اللندنية