تحليلات سياسيةسلايد

مخاوف إسرائيلية من تداعيات سحب حاملة طائرة أميركية شرق المتوسط

محلل عسكري إسرائيلي متخوف من تفسير حزب الله خطوة سحب حاملة الطائرات ‘ جيرالد آر فورد ‘ على أنها فرصة للقيام بالمزيد من المخاطر.

 

عبر المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل الثلاثاء عن مخاوفه من أن خفض الولايات المتحدة وجودها البحري شرق البحر الأبيض المتوسط “لا يبشر بخير”، معتبرا أنه قد يكون مصحوبا بإشارة إلى طهران بعدم تصعيد الوضع المتوتر بالمنطقة.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت القوات البحرية الأميركية أن حاملة الطائرات “جيرالد آر فورد” ستعود إلى قاعدتها في الولايات المتحدة، وذلك بعد أشهر من التمركز في منطقة البحر المتوسط لحماية إسرائيل عقب أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

واعتبر هارئيل، وهو المحلل العسكري بصحيفة “هآرتس” العبرية، أن “التطور المفاجئ الأخير في حرب غزة جاء من الولايات المتحدة”.

وأشار إلى تقرير شبكة “إيه بي سي” الأميركية الذي أورد أن “حاملة الطائرات جيرالد آر فورد ستغادر مع فرقة العمل التابعة لها والسفن الحربية الأخرى منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام القليلة المقبلة متوجهة إلى مينائها الرئيسي في فيرجينيا”.

وقال إن “هذا سيترك حاملة طائرات أميركية واحدة فقط في المنطقة، وهي دوايت دي أيزنهاور” مذكرا بأنه “تم إرسال السفينتين، إحداهما إلى البحر المتوسط والأخرى إلى الخليج العربي بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الاول، بناءً على أوامر الرئيس الأميركي جو بايدن  ورغم ذلك، لم يتمّ ردع إيران”، وفق تعبيره.

وتواجه طهران اتهامات من واشنطن وتل أبيب بـ”الانخراط بشكل غير مباشر عن طريق أذرعها من التشكيلات المسلحة في المنطقة”، بشن هجمات ضد أهداف أميركية وإسرائيلية، وهو ما تنفيه إيران.

ومن هذه الهجمات تلك التي تتبناها جماعة الحوثي في اليمن ضد سفن “لها ارتباط بإسرائيل” وذلك تضامنا مع قطاع غزة المحاصر منذ بداية الحرب الإسرائيلية المدمرة في أعقاب أحداث 7 أكتوبر/تشرين الاول.

وتابع هارئيل “انخرطت الولايات المتحدة وإيران في حوار مثمر يتضمن رسائل سرية ومفتوحة، ربما كان تخفيف القوة البحرية الأميركية في المنطقة مصحوبًا بإشارة منفصلة إلى طهران بعدم تصعيد الوضع المتوتر بالفعل نتيجة لذلك”.

ومنذ بدء الحرب على غزة، برزت جهود دولية في مقدمتها من الولايات المتحدة لمنع توسع الحرب إلى دول الجوار، حيث تتمركز العديد من التشكيلات المسلحة المحلية المدعومة من إيران، مثل “حزب الله” الذي يستهدف شمال إسرائيل من جنوب لبنان، وجماعة الحوثي اليمنية التي تمنع مرور سفن الشحن الإسرائيلية من البحر الأحمر.

واستدرك هارئيل “لكن، من الممكن أيضا أن يكون رهانًا خاطئًا هنا من جانب أميركا، وأن حزب الله سيفسر هذه الخطوة على أنها فرصة للقيام بالمزيد من المخاطر”. وخلص إلى أن “انخفاض الوجود البحري الأميركي في المنطقة ليس خبرا جيدا لإسرائيل”.

وقال: “كان الدعم الأميركي لمجهودها الحربي واسع النطاق، لكن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليس لديها حد ائتماني غير محدود”، في إشارة إلى إمكانية الحد من هذا الدعم.

وأضاف هارئيل: “في الآونة الأخيرة، جرت اتصالات هاتفية متوترة بي بايدن وبينه (نتنياهو) بشكل رئيسي حول علاقات نتنياهو مع السلطة الفلسطينية”.

ورأى أن “التدفق المستمر للتصريحات التي يدلي بها وزراء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو، والتي تتحدث عن نقل السكان الفلسطينيين إلى خارج غزة وإحياء المستوطنات اليهودية هناك، لا يساهم في توفير جو من الثقة بإسرائيل من جانب واشنطن”.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 حربا على غزة خلّفت حتى الاثنين، “21 ألفا و978 شهيدا و57 ألفا و697 مصابا، ودمارا هائلا في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى