بالنسبة لبكرا شو؟ رائعة زياد الرحباني تنبعث على الشاشة

منذ 35 عاماً، بقي السؤال من دون إجابة: هل صوّر زياد الرحباني مسرحياته؟ حفظ جمهور الفنان اللبناني أعماله عن ظهر قلب، بعدما سمعها كتسجيل صوتي من دون أن يتمكّن من رؤيتها، حتى أجمع كثيرون على أنّ زياد ارتكب خطأً كبيراً بعدم تصوير تلك الأعمال.

لكن المفاجأة أن شركة M media نشرت أخيراً خبراً على موقعها الإلكتروني تؤكّد فيه أنّ مسرحية «بالنسبة لبكرا شو؟» (1978) ستُعرض قريباً في صالات السينما. وأكّدت أن المسرحية أصلية، وستُعرض كاملة بنسختها الأولى التي عرضت في منتصف السبعينيات. لا تزال المعلومات المسرّبة عن هذا العرض شحيحة، غير أن «الأخبار» تأكّدت من أن المسرحية وصلت فعلاً إلىM media بعد مفاوضات استمرت سنوات، لكنها تطلّبت الكثير من العمل في لبنان وخارجه، لترميم الأشرطة وتحسينها، ولا سيما أن المسرحية لم تصوّر للعرض بل للاستخدام الداخلي فقط، ما تطلّب جهداً تقنياً لتُصبح صالحة للعرض. ورفض المصدر تأكيد أو نفي ما إذا كانت الشركة قد حصلت على تسجيلات بقية المسرحيات، وعلى رأسها «فيلم أميركي طويل» و«نزل السرور».

وأوضح المصدر أن M media شركة تتضمّن موقعاً إلكترونياً يهدف إلى «إعادة تجميع الأعمال الثقافية اللبنانية أو المتعلّقة بلبنان، بما فيها المسرحيات والكتب والموسيقى وبعض الأعمال الخاصة التي تتولى «ام» إنتاجها بنفسها، ما سيشكّل البوابة الرئيسية للثقافة اللبنانية أونلاين»، علماً بأن الموقع صار متوافراً أونلاين ويعتمد على تفاعل المشاهدين وطلباتهم لاختيار مواده وتحديثها. وسيتمكّن المشاهدون من الاطلاع على المواد عبر موقع M media من خلال التسجيل أو الاشتراك مع مجموعة من الحزمات المجانية والمدفوعة. وتنتمي M media إلى مجموعة «كوانتوم» التي يرأسها إيلي خوري، وتضمّ كذلك شركة «أم أند سي ساتشي» وموقع «ناو» وغيرهما من الشركات المتعلّقة بالإعلام والتواصل.

وأكّد المصدر أن المسرحية ستُعرض في شهر كانون الثاني المقبل (يناير)، وأن الشركة ستعلن تفاصيل العروض قريباً، متوقعاً أن تشكّل حدثاً ثقافياً ضخماً، وخصوصاً أنّ المسرحية التي تقارب موضوعاً اجتماعياً/ اقتصادياً من خلال زوجين يعملان في أحد المقاهي في بيروت، تعدّ من أهم ما أنتجه المسرح اللبناني. فهي تنتمي إلى المسرح الواقعي الذي أسسه زياد واتسم بعفوية وصراحة بالغتين، فضلاً عن كونها جسّدت هواجس اللبنانيين بعيداً عن الكليشيهات والتصنّع، وهو ما كان طاغياً على المسرح آنذاك.

وتقدّم المسرحية رؤية موضوعية عن الصراع الطبقي في لبنان، ووقوع المواطن اللبناني ضحية المجتمع الاستهلاكي وضرب مبدأ التوازن الإنمائي واتكال الاقتصاد على قطاع الخدمات حصراً، وتأثير ذلك في الناس الذين يبدأون بخوض معركة البقاء ولو على حساب مبادئهم وكراماتهم.

المسرحية التي تبقى راهنةً أكثر من أي وقت مضى، تتحدث عن الثنائي زكريا (زياد الرحباني) وثريا (نبيلة زيتونة) اللذين يتركان الريف للعمل في حانة في الحمرا لتحسين أوضاعهم المعيشية. لكن الثنائي يصطدمان بالغلاء المعيشي الفاحش وصعوبة البقاء، فتضطر نبيلة للخروج مع الزبائن بعلم زوجها، لتتمكّن من تلبية حاجات عائلتها، فيبدأ الصراع الكبير مع الذات، ما يؤدي إلى نتائج كارثية.

«بالنسبة لبكرا شو؟» قريباً في السينما وفق M media، لكن ماذا عن بقية المسرحيات، فهل سنراها أيضاً في الصالات قريباً؟ وحدها الأيام كفيلة بإثبات ذلك في ظلّ أخبار ترجّح ذلك.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى