تحليلات سياسيةسلايد

هنية يبحث في أنقرة عن وساطة في ملف الرهائن

العداء لإسرائيل يلبي مصلحة القاعدة الشعبية التي تدعم أردوغان في تركيا.

 

بحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، تطورات الأوضاع في غزة، وقضايا وقف إطلاق النار وزيادة المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن، بينما تحاول أنقرة أن تلعب دورا في الواسطة بين حماس واسرائيل خصوصا في ملف الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

ونقلت الأناضول عن مصادر دبلوماسية بأنّ فيدان استقبل هنية السبت. وبحث الجانبان “سبل إيصال المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني وإغاثته خاصة في شمال القطاع، وملف التبادل الأسرى. ومما بحثه هنية مع الوزير فيدان أيضا “تحقيق الأهداف والتطلعات السياسية (للشعب الفلسطيني) بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وحق تقرير المصير”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد رفض دعوات الولايات المتحدة لقطع العلاقات مع حماس في ظل الحرب بينها وبين إسرائيل في قطاع غزة.

وأعرب وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون أثناء زيارة إلى تركيا الشهر الماضي عن قلق واشنطن “العميق” بشأن علاقات أنقرة مع حماس. لكن تركيا باتت تمثل في الوقت الحاضر شريكا يمكنه التحدث مع حماس، فالنداءات التي تم توجيهها إلى أنقرة وطلبت وساطتها من أجل إطلاق سراح الرهائن الأجانب الذين تحتجزهم حماس منحت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الفرصة للعب الدور الذي كان يأمل فيه.

وأصدرت حماس بيانا، قالت فيه إن وفدا من الحركة بقيادة هنية التقى مساء السبت فيدان “حيث بحثا التطورات السياسية والميدانية المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسبل وقفه”.

وتحاول تركيا موازنة موقفها بعناية في مواجهة الحرب على غزة، من خلال الحفاظ على مناصرتها للقضية الفلسطينية مع تبريد العلاقات مع حماس والسعي لتجنب تداعيات جديدة مع إسرائيل. رغم أن  أردوغان قطع الاتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، وقال إن “نتنياهو لم يعد شخصا يمكننا التحدث معه بأي شكل من الأشكال”. واستدعت تركيا سفيرها في تل أبيب، و أستدعت إسرائيل دبلوماسييها من تركيا .

وذكر موقع “المونيتور” الأميركي أن أنقرة تواصل فتح الباب لقادة حماس للبقاء في تركيا بينما تسير على حبل دبلوماسي مشدود لعدم تعريض ذوبان الجليد مع إسرائيل للخطر مع الحفاظ على دعم القضية الفلسطينية.

وأدت تصريحات أردوغان قبل أيام بشأن ما يفعله الجيش الإسرائيلي في غزة، ووصفه له بأنه “لا يقل بأي حال عما فعله هتلر”، إلى تدفق عشرات الآلاف من الأتراك إلى شوارع إسطنبول وهم يهتفون “إسرائيل قاتلة، اخرجوا من فلسطين”.

وقالت هيلين ساري إرتيم، الأستاذة المساعدة في العلاقات الدولية بجامعة إسطنبول المدنية، إن هذا العداء لإسرائيل يلبي مصلحة القاعدة الشعبية التي تدعم الرئيس أردوغان في تركيا.

وأضافت “لطالما كانت فلسطين قضية بالنسبة لتركيا والشعب التركي، ويشمل هذا جميع الاتجاهات السياسية تقريبا. وليس من الممكن للحكومات التركية لذلك أن تنظر إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بوصفه قضية تتعلق بالسياسة الخارجية فقط، لأنه بالتأكيد يؤثر في مجريات السياسة الداخلية”.

وفي النصف الثاني من القرن الـ20، ربطت إسرائيل وتركيا علاقات اقتصادية واستراتيجية وثيقة. وكانت تركيا أيضا أول دولة في المنطقة تعترف رسميا بإسرائيل بعد تأسيسها.

ولم يمض وقت طويل بعد وصول أردوغان إلى السلطة في عام 2002 حتى تدهورت العلاقات مع إسرائيل، بينما تحسنت العلاقات مع حماس. وفي عام 2006، زار خالد مشعل، زعيم حماس آنذاك، تركيا بناء على دعوة من أردوغان.

وكانت إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ودول أخرى قد صنفت حماس في ذلك الوقت على أنها جماعة إرهابية.

ويرجع تحول تركيا بعيدا عن إسرائيل وتقاربها مع الفلسطينيين، إلى القاعدة الشعبية المحافظة والمؤيدة للإسلام في حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان.

ويرى محللون إنه يهدف أيضا إلى تهدئة الجماعات السياسية القومية المحافظة، التي لم تشهد رد فعل كافيا من حزب العدالة والتنمية في الأيام الأولى من الحرب.

ودعا زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا، أوزغور أوزيل، المجتمع الدولي إلى التحرك من أجل غزة، ووصفت زعيمة ثاني أكبر حزب معارض، ميرال أكسينر، رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه “إرهابي”. لكن هذا الدعم لحماس جاء على حساب مصلحة تركيا.

ويقول جورجيو كافييرو، الرئيس التنفيذي لشركة غلف ستايت أناليتيكس، وهي شركة استشارية للمخاطر الجيوسياسية مقرها واشنطن العاصمة، إنه من غير المرجح أن يغير الرئيس أردوغان المسار.

وأضاف كافييرو “لدى أردوغان مؤيدون وناخبون محليون، ولا يمكنه تجاهل مثل هذه الضغوط القادمة من داخل تركيا ومن قاعدته”.

ميدل  إيست أونلاين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى