منذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على غزة قبل أكثر من مائة يوم و الإدارة الأمريكية الداعمة بكل شيء لهذه الحرب تعلن ضرورة (عدم توسيع الحرب) وتهدد الأطراف الفاعلة في المنطقة بأن أي مسعى لتوسيع الحرب سيلقي منها ردا قويا.
ألم يهدد بايدن من يفكر بتوسيع الحرب بقوله :(أقول لك ألا تفعل). وردت عليه إيران صاحبة النفوذ في المنطقة أنها مع تأييدها لحركة حماس في غزة إلا أنها أيضا لا تريد توسيع الحرب. ورغم التوافق الأمريكي الإيراني حول ضرورة عدم توسيع الحرب نرى أن إسرائيل تستهدف الجنوب اللبناني. ويرد عليها حزب الله . كما أن إسرائيل تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت. وتقصف اجتماعا للمقاومة الفلسطينية وتقتل القيادي صالح العاروري و تقصف سيارات القادة من المقاومة كما فعلت في قتل وسام الطويل. ويرد حزب الله – وسىيرد دائما – كما يعلن. كما أن قصف إسرائيل وأمريكا لمواكب و مقرات الفصائل العراقية على الحدود السورية العراقية ترد عليها الفصائل بقصف القواعد الأمريكية. كذلك فإن الحوثيين يقصفون السفن المتجهة إلى إسرائيل. فتقوم أمريكا وبريطانيا بقصف اليمن، وتهددان باستمرار عملياتهما ضد صنعاء. وأخيراً ما زالت إسرائيل تقصف مواقع في سوريا تضم عناصر للمقاومة وذخائر وأسلحة، وآخرها كان قصف مبنى وسط دمشق في حي المزة، قتل فيه خمسة مستشارين إيرانيين وعناصر من حزب الله. وحتما سيجري الرد عليها. كل ذلك يجري ويحدث ومازال شعار واستراتيجية (عدم توسيع الحرب) سائد وقائم وترددهما الادارة الأمريكية كما تكررهما طهران.
من خلال التدقيق بالوقائع الجارية يتضح أن (عدم توسيع الحرب) ليس معناه (عدم وقوع أي صدام عسكري خارج قطاع غزة)، بل معناه (عدم توسيع الحرب بشكل يؤدي إلى صدام مباشر بين إيران و محور المقاومة من جهة وبين إسرائيل وأمريكا من جهة أخرى.) ومع الحرص على عدم الصدام المباشر هذا فإنه لمن المسموح به (توسيع مضبوط للحرب) تقوم به أطراف بالوكالة عن الطرفين الأساسيين. وهكذا نرى أن العمليات بين حزب الله وإسرائيل تستمر دون إيقاع لا يتمدد إلى حرب شاملة. كذلك فإن ما يجري بين القواعد الأمريكية والفصائل العراقية منضبط. لكن الخوف هو من انفلات إنضباط التحرك الحوثي بشكل يؤدي إلى حرب شاملة.
عدم توسيع الحرب إلى صدام مباشر هو المعلن، لكن (التوسيع المضبوط للحرب) الجاري والمتمادي والمستمر يتضمن مخاطر كبيرة تهدد بالانزلاق إلى الحرب الشاملة المدمرة مما يعني أن المنطقة مهددة بمخاطر الحرب الشاملة الخطيرة.. وهو تهديد يزداد كل يوم ومع كل خطوة من هذا الطرف أو ذاك.
بوابة الشرق الأوسط الجديدة
