يعيش الشارع الفلسطيني حالة كبيرة من الغضب والغليان بسبب ممارسات السلطة الفلسطينية التي لا تتوقف، في ملاحقة المقاومين بالضفة الغربية المحتلة، في ظل المجازر الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة، وويلات أكثر من 2 مليون فلسطيني هناك وتجاوزت بشاعتها كل الحدود والخطوط الحمراء.
الضفة الغربية، وتحديدًا مدينة جنين ومخيمها، كانت مسرحًا لعمليات ملاحقة واشتباكات عنيفة دارت بين أجهزة السلطة الفلسطينية ومجموعة من المقاومين، أدى وفق معلومات أولية لإصابة أحد المقاومين بنيران فلسطينية، فيما لا يزال الغضب مشتعلاً داخل المدينة وخارجها.
ورغم التنديد الفلسطيني الواسع من الدور “المشبوه” الذي تلعبه أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في ملاحقة المقاومين بالضفة. في ظل حملات الاعتقال والملاحقة والمداهمات الإسرائيلية التي تجري بشكل يومي في الضفة واختفاء أجهزة أمن السلطة الفلسطينية قبل ساعات من بدء عمليات الاقتحام الإسرائيلية “المستفزة”. إلى أن السلطة تواصل إغماض عينيها عن كل تلك الانتقادات. بل تؤكد وعلى لسان مسؤوليها أن حملاتها ستتواصل، تحت ذريعة “الحفاظ على الامن وملاحقة حاملي السلاح” أيضا.
اشتباكات مسلحة بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ومقاومين فلسطينيين في مخيم جنين
وأفادت مصادر إعلامية، أمس، أن اشتباكات مسلحة عنيفة جدًا وقعت بين أجهزة الأمن الفلسطينية ومقاومين فلسطينيين في مخيم جنين بعد محاولة اعتقال أمن السلطة أحد المقاومين.
وذكرت المصادر أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية أرادت اعتقال المطارد من قبل الاحتلال والأسير المحرر قيس السعدي في حي الهدف بمحيط مخيم جنين.
ودارات الاشتباكات بين المقاومين وأجهز أمن السلطة بعد انتشارها في حي الهدف بمحيط مخيم جنين ومحاصرة السعدي.
لمصلحة من؟
وذكرت قناة “الجزيرة” القطرية، أن السعدي أصيب برصاص أمن السلطة خلال محاولة اعتقاله.
وهذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها اشتباكات بين المقاومين وأمن السلطة. فقد جرت مواجهات بين الطرفين الشهر الماضي في مدينة طوباس الواقعة شمالي الضفة.
وكان مقاومون خرجوا إلى شوارع المدينة استعدادا لاقتحام متوقع من قبل قوات الاحتلال للمدينة بعد رصد قوة عسكرية إسرائيلية في المنطقة. وتفاجأ المقاومون بملاحقتهم من قبل عناصر قوى الأمن الفلسطينية. وهو ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم.
هذه الممارسات من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية التي غالبًا ما تصاحبها موجه غضب كبيرة وتنديد فصائلي واسع، يفتح باب التساؤل واسعًا وعلى مصرعيه، حول أهدافها، وتوقيتها الحساس جدًا في ظل الحرب الشرسة التي يتعرض لها قطاع غزة، والجهة التي تخدمها مثل هذا التوتر.
توترفي جنين بين الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية وسكان ومسلحي المخيم
ولاحقا. شهدت جنين توترا بين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة وسكان ومسلحي المخيم على خلفية الاعتقالات. تخللها إطلاق نار على مجمع الأجهزة الأمنية (المقاطعة). وأعلنت كتيبة جنين، التابعة لحركة الجاهد الإسلامي. أن الأجهزة الأمنية اعتقلت عددا من مقاتليها خلال الأيام الأخيرة.
وتأتي هذه التطورات الساخنة بينما يشن الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، وبينما يغلي الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية نتيجة اعتداءات الاحتلال والمستوطنين والتي خلّفت مئات الشهداء وآلاف الجرحى.
وفي هذا السياق، دعت حركة “حماس”. السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، إلى “وقف ملاحقة المقاومة والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين. والالتحام مع خيار شعبنا الفلسطيني في مواجهة العدو”.
وقالت الحركة، في بيان لها. إن “حملات التيار المتنفذ في السلطة ضد المقاومة والمقاومين من مختلف التيارات السياسية الفلسطينية بالتعاون والتنسيق الأمني العالي مع الاحتلال الإسرائيلي. لن تنجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني الذي يتمسك بالمقاومة سبيلًا للتحرير والعودة والدفاع عن المسجد الأقصى” أيضا.
هل ستنجح؟
وأهابت الحركة بالشعب الفلسطيني لـ “مواصلة احتضان المقاومة والمقاومين وحمايتهم من براثن التنسيق الأمني. والضغط على المتورطين في ملاحقة المقاومين عشائريًّا وشعبيًّا”.
وحذرت الحركة “التيار المتنفذ في السلطة من الاستمرار في غيه وجريمته الوطنية”. كما وأكدت. أن “دفاع شعبنا عن نفسه وحقوقه ضد الاحتلال ومستوطنيه ولحماية مسرى نبيه، هو حق مشروع سيتواصل ما بقي الاحتلال”.
وفي ذات السياق توقع المحلل السياسي، حسن عبدو. بأن طرق محاولات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في فكفكة مجموعات المقاومين في الضفة، ستبوء إلى الفشيل الحتمي. عازيًا الأمر، إلى أن المقاومة هي من خيار شعبي. ومستمرة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي.
وقال. إن “السلطة الفلسطينية لن تنجح في تفكيك مجموعات المقاومة بالضفة”. مضيفًا أن ارتفاع وتيرة ملاحقة واعتقال المقاومين وقادتهم من أمن السلطة، تصب بالدرجة الأولى في خدمة الاحتلال الذي يحاول السيطرة على الضفة كاملةً بقوة السلاح.
وأمام هذا المشهد..
السلطة الفلسطينية تنفذ دور من بالضفة؟ ولمصلحة من؟ وهل ستتسبب بإشعال الانفجار الكبير؟
صحيفة رأي اليوم الألكترونية