اقتراب ساعة الصفر للحرب؟ مائة صاروخ وأكثر خلال ساعةٍ استهدفت الجليل والجولان..
زهير أندراوس
يتواصل تبادل إطلاق النيران بين حزب الله اللبنانيّ وجيش الاحتلال الإسرائيليّ، فيما رجّح عدد من المختصين والخبراء والمحللين في الكيان أنّ ساعة الصفر لبدء الحرب الشاملة مع الحزب اقتربت جدًا، وقال رؤساء المستوطنات في الشمال، والتي باتت بلداتهم خاليّة من السُكّان إنّهم يعيشون حالة حربٍ، وأنّ حزب الله هو الذي يقوم بضبط الإيقاع وليس الجيش الإسرائيليّ.
يُشار إلى أنّ جيش الاحتلال قام بتعيين الجنرال تشيكو تامير مسؤولاً عن المناورة البريّة لاجتياح جنوب لبنان عندما تندلِع الحرب الشاملة بين الطرفيْن، ووأنّ الجيش قام بتعزيز قوّاته على الجبهة الشضماليّة مع بلاد الأرز انتظارًا لساعة الصفر.
واعترفت دولة الاحتلال صباح اليوم الثلاثاء أنّ منطقة الجولان المُحتَّل ومنطقة الجليل تعرّضت خلال ساعةٍ واحدةٍ لقصفٍ صاروخيٍّ مكثّفٍ من حزب الله اللبنانيّ، ولم تنشر وسائل الإعلام العبريّة فيما إذا وقعت إصابات في صفوف الإسرائيليين خلال الهجوم الصاروخيّ.
في السياق عينه، قال رئيس المجلس البلديّ في مستوطنة شلومي الحدوديّة، والتي قامت السلطات بإخلائها من سُكّانها قبل عدّة أشهر بسبب صواريخ حزب الله، قال في حديثٍ إذاعيٍّ إنّه يخشى من دخول قوّات الرضوان، وهي الوحدة النخبويّة لحزب الله إلى المستوطنة بريًّا والسيطرة عليها، دون أنْ يُضيف على ما ماذا اعتمد في التعبير عن خشيته العميقة وقلقه البالغ.
في سياق ذي صلةٍ، ونقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وأمنيّةٍ رفيعة المُستوى في تل أبيب، ذكرت صحيفة (إسرائيل هيوم) العبريّة أنّ وزارة المواصلات الإسرائيليّة وضعت هدفًا يتمثل بإقامة مرفأ آخر لإسرائيل، في لارنكا في قبرص، خلال 60 يومًا، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ العمل جارٍ على إقامة مرفأ وتشغيله وفقًا للجدول الأمريكيّ الذي أعلنته إدارة الرئيس جو بايدن لإنشاء الميناء العائم قبالة سواحل غزة لنقل المساعدات الإنسانية، وفقًا لمزاعمهم.
وطبقًا للمصادر عينها، تابعت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّه قد توجّه، صباح أمس الاثنين، إلى قبرص وفد من ي وزارة المواصلات والسلامة على الطرقات برئاسة رئيس شركة مرافئ إسرائيل عوزي يتسحاق. ويهدف الوفد إلى دراسة موضوع إقامة مرفأ يكون ردًا على سيناريوهات أمنية مختلفة بأمرٍ من الوزيرة ميري ريغيف؟
وشدّدّت الصحيفة على أنّه وفقًا لتقديرات وزارة المواصلات الإسرائيليّة، فإنّ تكلفة المرفأ ستكون بمئات الملايين من الدولارات، والخطط مطلوبة على المستوى القومي ليجري تنفيذها على الفور.
ومضت الصحيفة العبريّة قائلةً، نقلاً عن المصادر ذاتها، أنّها “ستقوم بتشغيل المرفأ في لارنكا، ومسائل التفتيش الأمني ستتولاها شركات تابعة إسرائيلية. وعُلم أيضًا أنّه بخلاف المعلومات المختلفة التي نشرت، فإنّ الهدف الأساسي لإقامة المرفأ ليس نقل المساعدات إلى غزة، بل هو ردّ على وضع يُشلّ فيه مرفأ حيفا في حال حدثت حرب مع حزب الله.
علاوة على ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ الأمر يتعلّق أيضًا باستعداد شامل بين الوزارات يهدف إلى تحسّب إسرائيل من تطور حرب في الشمال، وعلى غرار الاستعدادات لمختلف سيناريوهات العتمة المختلفة، يُعد مرفأ لارنكا حاجة ملحة لإسرائيل لتجنّب وضع تكون فيه مقطوعة عن العالم تجاريًا وللتزود خلال الحرب، على حدّ تعبير المصادر عينها.
وقال مصدرٌ إسرائيليّ مطلعٌ على القضية للصحيفة العبريّة إنّ “هناك أيضًا جانبًا مستقبليًا مشجعًا لإنشاء المرفأ؛ حيث من المقرر أنْ يكون الميناء جزءًا من خط النقل البديل المزمع إنشاؤه في إطار التطبيع مع السعودية وربط أوروبا والهند عبر إسرائيل. وكما ذكرنا، يجري الآن معالجة هذه المشكلة مع أنّ التطبيع لمّا يبدأ بعد. وفي إسرائيل هناك من يرى في ذلك إشارة إيجابية لما هو قادم”، طبقًا لأقوال المصادر.
يُشار إلى أنّ جميع السيناريوهات الإسرائيليّة التي تمّ أخذها بعين الاعتبار تؤكِّد أنّ حزب الله سيقوم بشلّ مرفأ حيفا ومطار بن غوريون الدوليّ، بالإضافة لمنشآتٍ حساسّةٍ جدًا في الكيان، معترفة في ذات الوقت أنّ صواريخ المقاومة باتت تُصيب كلّ هدفٍ في العمق الإسرائيليّ من المطلّة في الشمال وحتى إيلات (أم الرشراش) في الجنوب.
ويبقى السؤال مفتوحًا: حتى متى تقدر إسرائيل على الانجرار وراء حرب الاستنزاف التي تمكّن حزب الله من جرّها إليها؟ وهل جيشها قادرٌ على الحرب على جبهتيْن في آنٍ واحدٍ؟
صحيفة رأي اليوم الألكترونية