أنت يا مَن تقرأُ هذه السطور في هذه اللحظة؛ أعلمُ بأنك تجد نفسك غارقاً كل يوم في دوّامة من الأعمال اليومية قد تكون مواظباً عليها منذ سنوات طوال، وأعلم كم هو عبءُ النمطيّة ثقيلاً على الإنسان، فلا يشعر معها سوى بأنّ الأيام تعدو وتعدو من دون أن يجد فيها يوماً واحداً مختلفاً عن الآخر..
ضغط في العمل.. هموم معيشيّة.. مستقبلٌ ضبابيّ.. مشاكل متراكمة هنا وهناك ..
كلّ ذلك سيجعل منك وردةً ذابلة لا تعرف الفصل الحالي إن كان ربيعاً أم شتاءً، قلبها متجمّد بائس لا تستطيع أن تتحسّس دفءَ الشمس ولا أن ترى ألوان الفراشات..
هل تبغي أن تكون تلك الوردة؟ أم أنّك هي حقّاً؟
دعني أخبركَ شيئاً..
لماذا يا تُرى نشعر بالابتهاج عند ركوبنا الأرجوحة برغم أنّنا نكرّر نفس الحركة برتابة مطلقة؟
ربما يكون السبب هو أنّنا عندما نصعد إلى الأرجوحة تكون البهجة هي مُرادنا الأوّل، وهذا هو ما نبحث عنه عندما نفكّر بركوبها، لا يمكن لأحد أن يربط الأراجيح سوى بالفرح والضحكات، وهنا هي الفكرة الجوهرية التي يجب علينا أن نعيها عندما تخنقنا الحياة اليوميّة بالروتين وضغط العمل اليومي.
تشبيهٌ يبدو ساذجاً للوهلة الأولى، ولكن ما الفكرة من ورائه بالضّبط؟
الفكرة ببساطة هي أنّ الإنسان نتاجُ أفكاره، فإن كنت شخصاً متشائماً متذمّراً من كلّ شيء حولك، سيكون بالتأكيد من الصعب أن تتعامل مع منغّصات الحياة التي تواجهك، وسترى في كلّ الأمور من حولك سبباً يدعو للقنوط والأسى، ستتشاجر مع جيرانك وسائق الحافلة وزملائك في العمل وستعود إلى منزلك مثقلاً بالمشاكل وستصبّ حنقها في رؤوس أطفالك وزوجتك، وهذا كلّه سيجعلك تنتهي بنسخةٍ منك منتهية الصلاحية لا يجد الناس فيها أي منفعة ولا يسعدون برؤيتها صدفةً في الشارع بعد غياب!
بينما على الطرف الآخر، إن كنت شخصاً مَرحاً متفائلاً تبحث عن حلول كل ما يعترضك بطريقة هادئة وبعقل مؤمن بأنه لا بد من توافر الحل الناجع في مكان ما، ستسطيع إزاحة كل العثرات في طريق الحياة الهانئة الخاصة بك دون أن تقف عاجزاً مكبّلاً بالقيود، وستكون قادراً على إضافة المحلّيات لكلّ المشروبات المرّة التي تملأ حياتك، فلا يمكن للمرء أن يبحث عن السعادة في كومة من السّلبية والسوداويّة دون شك.
تفاءل.. اضحك.. سامح.. طهّر قلبك من كلّ الملوّثات..
اجعل الفرح صديقك المقرّب .. ابحث عنه في كل مكان حولك..
وصدّقني.. سوف تجده بلا شكّ
وإن لم تفعل ذلك.. فلا بأس بأن تجعلهُ صنع يديك..
بوابة الشرق الأوسط الجديدة