لهذه الأسباب أجل وزراء فرنسيون زيارتهم للمغرب
تأجلت زيارات عدد من الوزراء الفرنسيين إلى المغرب كانت مقررة في بداية الأسبوع الحالي بسبب جدول أعمال نظرائهم المغاربة، فيما أكدت مصادر مغربية رسمية أن الرباط وباريس تنسّقان من أجل تحديد موعد جديد لها، في وقت يحرص فيه البلدان على تنفيذ خارطة الطريق الهادفة إلى إعادة الدفء إلى العلاقات المغربية الفرنسية.
وكان مقررا أن يصل وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إلى المغرب الأحد في زيارة تستغرق ثلاثة للقاء نظيره المغربي عبدالوافي لفتيت بهدف مناقشة سبل تعزيز التعاون الأمني بين الرباط وباريس مع التركيز على مجال مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات.
كما كان مبرمجا أن تؤدي رشيدة داتي وزيرة الثقافة الفرنسية، التي تنحدر من أصل مغربي، زيارة رسمية إلى الرباط، هي الأولى من نوعها منذ تعيينها، بينما أكدت مصادر مغربية أن الزيارة ستتم قبل موفى شهر أبريل/نيسان.
ويتزامن تأجيل زيارات الوزراء الفرنسيين مع استقبال المملكة عددا من المسؤولن الأجانب من بينهم الوزير الأول الهنغاري فيكتور أوربان الذي جمعه لقاء برئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش تباحثا خلاله سبل تنويع الشراكات مع دول الاتحاد الأوروبي والاستعدادات لعقد اللجنة الاقتصادية المشتركة المغربية الهنغارية، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء.
كما أدى ألكسندر دي كرو رئيس الوزراء البلجيكي زيارة إلى المغرب الاثنين ترأس خلالها مع نظيره المغربي الدورة الثالثة للجنة العليا المشتركة بين المغرب وبلجيكا وشدد بالمناسبة على موقف بلاده الداعمة لمقترح الحكم ذاتي تحت سيادة المملكة الذي تطرحه الرباط كحلّ وحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وفي سياق متصل استقبلت المملكة خلال الفترة نفسها بعض المسؤولين الأفارقة المشاركين في أشغال الدورة الـ33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) للقارة السمراء.
وأفاد موقع “مدار 21” المغربي نقلا عن مصادره بأن زيارة وزير الداخلية الفرنسي إلى المغرب لا زالت قائمة، فيما يتوقع أن يحدد لها موعد جديد خلال الأيام القليلة القادمة.
وكانت مواقع إعلامية فرنسية قد أشارت في وقت سابق إلى أن دارمانان سيلتقي خلال زيارته إلى الرباط العديد من المسؤولين من بينهم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق مشيرة إلى أن باريس ترغب في الاستفادة من التجربة المغربية في تكوين الأئمة على أسس نشر قيم التسامح بالإسلام المعتدل.
وتبادل المغرب وفرنسا خلال الآونة الأخيرة زيارات رفيعة المستوى، بعد أن أرسلت باريس إشارات تفيد باستعدادها لإنهاء ترددها في الاعتراف بمغربية الصحراء، فيما شكل إقرارها بمبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب حلا وحيدا قابل للتطبيق إقرارا ضمنيا بسيادة المملكة على صحرائها.
وشدد ستيفان سيجورني وزير الخارجية الفرنسي خلال لقائه نظيره المغربي ناصر بوريطة في باريس منذ نحو أسبوعين على أهمية تنفيذ خارطة الطريق التي تهدف إلى تسريع تعزيز التعاون بين البلدين، مؤكدا أن العلاقات الثنائية “فريدة” من نوعها.
وكثّفت باريس من مساعيها لإعادة الدفء إلى علاقاتها مع المغرب بعد أن باتت مقتنعة أكثر من أي وقت مضى بأن فتح صفحة جديدة مع الرباط يستوجب الاعتراف بمغربية الصحراء، في وقت يتصاعد فيه التأييد الدولي لمقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة لحل النزاع المفتعل.
ميدل إيست أون لاين