الحاصودي . . !!
وأنا أكتب العنوان تذكرت الحاصودي وهي أقرب ما تكون الى أغنية أنشدها الفنان علي الديك منذ أكثر من عشر سنين .. معلنا بداية حقبة جديدة من موسيقى الريف بكلمات خفيفة ظريفة تصور واقع الحال في المناطق الريفية .. وبنكهة لطيفة محببة .. دبكت عليها الأمم الشرق أوسطية .. ووصل صيتها من المحيط الى الخليج ..وأصبح هذا النوع من الموسيقى رائجا ودارجا … وانطلقت شتى أصوات الديكة من بعده تصدح بها ، لتتحول الى شكل فلكلوري مرغوب حديث يعبر عن سكان هذه المنطقة .. تتشابك أيديهم على الدبكة ويجمعهم الفرح والرقص.
مقدمتي هذه ليست دعاية لهذا النمط من الغناء أو ترويجا للحاصودي .. او احياء لموسيقى الريف السورية .. انها مجرد مدخل لفكرة حصاد السنين .. وحاصودة الأيام .. خاصة ونحن على مشارف وداع عام واستقبال عام .. فماذا جرى .. وماذا حصل.. وما حصادنا السنوي ؟؟!!!
كثير من الاحداث والتغيرات هزت كياننا على مستوى البلد .. لدرجة أن الأحداث الشخصية والتطورات الفردية لم تعد ذات قيمة ولم يعد لها معنى أمام ما نواجهه كبلد !!
هل هذا جيد أم سيء أن نتحول من الاحلام الفردية الشخصية الى أحلام بمستوى بلد ؟؟!! بالطبع من الجميل والراقي ان نرتقي بمستوى طموحنا وأحلامنا لنخرج من الأطر الشخصية الى حجم البلد .. وتصبح نظرتنا للأحداث وتقييمنا للسنة من منطلق ما التغييرات السلبية والايجابية التي حدثت للبلد ؟؟!!
بمنظوري الخاص عنوان ٢٠١٥ العريض هو (( عام التهجير والتفريغ الممنهج للبلد ..)) والذي تحول الى جائحة وعدوى أصابت الجميع .. فباتت الهجرة والرحيل أجمل الأحلام التي تدغدغ الناس .. وتأمين جنسيات واقامات أجنبية أقصى الطموح العام .. وما دعمها من تدخلات عسكرية علنية وتفجيرات متطرفة ارهابية، وسحب الشباب الى الخدمة العسكرية !!
ورغم نوايا الحل السياسي الذي بدأت تلوح في الأفق ، الا أنه لم ينضج عند المتحكمين في مصير البلدان بعد .. وها نحن ذا نودع عام ٢٠١٥ عام التهجير والرحيل .. ونستقبل عاما على ابواب رغبة الحل ..
لا يسعني الا ان أتمنى أن يبدأ فعلا الحل .. لتتوقف الهجرة والترحيل وتعود الحاصودي لتعود الدبكة والرقص .. !!