تحليلات سياسيةسلايد

مجزرة مدرسة “التابعين” تحرق أوراق مفاوضات وقف إطلاق النار ومصير مجهول للقاء الخميس و”حماس” ترفض المشاركة والسنوار غاضب وتململ عربي 

باتت جولة المفاوضات التي كان من المقرر أن تُعقد في الـ15 من الشهر الجاري في القاهرة أو الدوحة مهددة بالفشل، أو حتى الإلغاء بشكل نهائي نظرًا للتصعيد الإسرائيلي الممنهج في قطاع غزة، والمجازر التي ترتكب يوميًا وراح ضحيتها مئات الشهداء والإصابات.

وبعد تعليق الكثير من الأطراف بعض الأمل على هذا الاجتماع، إلا أن الأوضاع الميدانية في قطاع غزة ومجزرة إسرائيلية الأخيرة بقصف مئات النازحين خلال صلاتهم الفجر بأحد مدارس النزوح بمدينة غزة، ستحرق كل أوراق المفاوضات وتعيدها لمربعها الأول من جديد.

نتنياهو هو البطل الأول والأخير بهذه المعضلة، فخطواته على الأرض من تصعيد ميداني ومجازر وحصار ووضع شروط جديدة لعرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار، كفيلة ليكون بطلاً من نوع آخر كلتا يداه ملطختان بدماء الفلسطينيين، فبات القتل هو شعاره الوحيد لضمان بقائه في السلطة وعرقلة محاكمته.

ad

ومن الجانب الآخر، فحركة “حماس” يبدو أنها حتى اللحظة مصممة على قرار عدم العودة لطاولة المفاوضات من جديد، والذي جاء بعد اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران قبل أيام، وهذا الموقف زاد تشددًا بعد مجزرة مدرسة “التابعين” التي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات الإصابات، وهذه المجازر جميعها تثير غضب رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة “حماس” يحيى السنوار، الذي يعلن أن لغة الميدان هي الكلمة الأقوى التي يتجبر نتنياهو على التراجع عن مخططات حرب الإبادة.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية ومصادر طبية رسمية، في وقت سابق من اليوم السبت، باستشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة العشرات، إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة “التابعين”، التي تؤوي نازحين في حي “الدرج” وسط مدينة غزة، خلال أداء صلاة الفجر.

وأمام هذه التغيرات على الأرض فيبدو أن مصير جولة مفاوضات وقف إطلاق النار سيكون لا جدوى منها في ظل المجازر الإسرائيلية، فيما تشتد حالة الغضب العربي والدولي على نتنياهو للنهج الذي يتبعه في إبادة غزة وسكانها بعد حصوله على الضوء الأخضر الأمريكي.

والخميس، قالت قطر ومصر وأمريكا، في بيان مشترك، إنهم “عملوا لشهور للتوصل لاتفاق إطاري، وهو الآن على الطاولة، وتتبقى فقط التفاصيل الخاصة بالتنفيذ”، مبينين: “بصفتنا وسطاء مستعدون لتقديم الاقتراح النهائي لحل القضايا المتبقية المتعلقة بالتنفيذ بطريقة تلبي توقعات جميع الأطراف”.

وتشير المصادر إلى أن الاجتماع المرتقب الخميس المقبل يعد بمثابة “اجتماع الفرصة الأخيرة”، حيث تم تحديد موعد الجولة المقبلة من المفاوضات من قبل البيت الأبيض، على أمل إبداء الجانبين مرونة كبيرة.

ومن المتوقع أن يرأس رئيس الموساد الوفد الإسرائيلي خلال هذه الجولة المصيرية.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية، نقلا عن مصادر مطلعة، عن الشروط التي وضعها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لصفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس في قطاع غزة.

وتتضمن هذه الشروط مطالب رئيسية، من بينها سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا، والتأكد من عدم وجود عناصر حماس في معبر رفح، كما تطالب إسرائيل، بزيادة عدد “الرهائن” الأحياء الذين سيتم الإفراج عنهم إلى الحد الأقصى الممكن، مع الاحتفاظ بحق اتخاذ القرار بشأن الأسرى المدرجين ضمن الفئة الإنسانية.

وأحد الشروط الأخرى يشمل طرد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم في إطار الصفقة خارج قطاع غزة.

وأمام هذه المتغيرات الساخنة..

هل مطلوب من “حماس” المشاركة بجولة المفاوضات المقبلة؟ وما مصير تهدئة غزة؟ وكيف سيكون الرد العربي على فظائع نتنياهو؟

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى