اقتصاد

الرؤية السورية للخروج من الأزمة الاقتصادية

عماد نداف

خاص :  شهدت جمعية أصدقاء دمشق نقاشا موسعا حول المحاضرة التي ألقاها الخبير الاقتصادي الدكتور شادي أحمد حول الرؤية السورية للخروج من الأزمة الاقتصادية التي نتجت عن الحرب التي طالت السوريين لمدة تزيد عن عقد من الزمن .

وقد شارك في الحوار الذي تلا المحاضرة وزير الزراعة حسان قطنا واقتصاديون معروفون وبعض أعضاء غرفة التجارة بدمشق .

وفي محاضرة الدكتور شادي أحمد رأى أن الأزمة الاقتصادية مركبة بحيث كان هناك أزمة ماقبل الأزمة ، ثم جاءت الحرب لتعمق الأزمة الاقتصادية في الحياة السورية، وأورد الدكتور أحمد أرقاماً عن الوضع قبل الحرب فهناك 135 ألف منشأة اقتصادية صناعية ، وكانت سورية تنتج 4 ـ 5 مليون طن قمح سنويا، ووصل الإنتاج النفطي قبل الحرب إلى 350 ألف برميل يوميا ، وكان هناك احتياط نقدي يتراوح بين 12 ــ 18 مليار دولار ..

ورغم هذه الحالة المزدهرة والتي كان يمكن أن تعكس نوعا من الرخاء في حياة المواطن نبه الدكتور شادي أحمد إلى أن الأزمة الموجودة في عمق الاقتصاد تعود إلى أن 68% من الشعب السوري كان خارج العملية التنموية.

انكشف ذلك بعد 2011 مع اندلاع الحرب ، وكانت أول عملية اشتغلت عليها الحرب على السوريين هي قطع الأوصال بين الجغرافية السورية ، وأدى ذلك إلى تفاوت كبير بين أماكن الإنتاج الكبير وأماكن الاستهلاك الكبير ، مشيرا إلى أن المجموعات التخريبية استهدفت المال والطاقة وعندها دخلت سورية في حالة الاختناق.

وأوضح الدكتور شادي أحمد أن الحرب الاقتصادية الفعلية بدأت فعليا عام 2018 وترافق ذلك مع ضعف في الإدارة وأورد إجراءات المصرف المركزي كنموذج على ذلك  ونتج عنه تدهور الليرة السورية.

وقال الدكتور أحمد إن مسارات معالجة بواطن الأزمة كانت بعكس مايجري عادة في العالم حيث تحقق الدول الخارجة من الحرب أعلى معدل في الإنتاج لتدخل في إعادة الإعمار، لكن المعوقات في سورية حالت دون ذلك ومن بينها: البنية التشريعية، البيئة التنظيمية، البيئة التشغيلية ، وهي مفاتيح الخروج من الأزمة عادة.

ودعا الدكتور شادي أحمد إلى ما أسماه الاستحقاقات العاجلة، وهي : الاشتغال على الوضع المعيشي ، وإعادة الاعتبار لليرة السورية ، وإعادة النظر في برنامج الإصلاح الإداري ، ونبه إلى أن هناك ست مراحل جرت مؤخرا تهيء لظروف عمل جديدة من بينها الإصلاح الذي يجري في البنى السياسية والاستحقاق التشريعي لمجلس الشعب وتغيير الحكومة وانتخابات غرف التجارة والصناعة وإعادة هيكلة هيئات المجتمع المدني.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى