شارع الحمراء في دمشق: 99% للنساء !!

دمشق ــ خاص :

شهرة شارع الحمراء في دمشق ، ليست شهرة اقتصادية باعتباره سوق تجاري فحسب، رغم أهميته على هذا الصعيد، بل أخذ هذا الشارع شهرته باعتباره المكان الذي يستقطب فتيات ونساء دمشق لشراء أحدث موديلات الألبسة، إضافة إلى مشاوير المساء التي تخلو من التبضع!

وفي تاريخ هذا الشارع نقطتان مهمتان، الأولى أنه يوازي شارع الصالحية، أحد أشهر شوارع العواصم العربية على هذا الصعيد، وقد اختطف شارع الحمراء الشهرة منه منذ أكثر من عقدين. والثانية أن الشارع أخذ اسمه من شارع الحمراء في بيروت، رغم فارق الطول والحجم بين الشارعين، فشارع ((الحمرا)) يمتد على مساحة تعادل عشرة أضعاف المساحة التي يمتد عليها تؤامه بالاسم الشارع السوري ..

وعندما تتجول في شارع الحمراء السوري تكتشف أن 99 % من المحلات هي محلات خاصة بالنساء، كالألبسة والأحذية والإكسسوارات والعطور والحقائب وغيرها، وتشعر بفرق في الحركة بين الرصيف الشرقي والرصيف الغربي، فالرصيف الغربي أكثر حركة وحيوية من الرصيف الشرقي، وبضائعه تبدو أكثر حداثة من الآخر.

في الحرب، تراجعت الحركة فيها مع تصاعد قذائف الهاون وازدياد الهجمات على أطراف دمشق قبل نحو سنتين، ثم مالبثت هذه الحركة أن راحت تستعيد حيوتها، إلا أن الوضع الاقتصادي ظل يقيد جدواها، رغم أن البائعين يستخدمون طرقا كثيرة لجذب الراغبات في التسوق، فثمة واجهات آسرة بالموديلات ورخص متتالية بين الفصول إضافة إلى فتيان صغار يدعين الفتيات والنساء لشراء ما يحتجن بثرثرة إلى أقرب للغزل منها للبيع :

ــ تفضل ياحلو ..
ــ أحلى الموديلات لأحلى صبايا .. تفضلي !
ــ بيلبق الحلو للحلو .. تفضل ياحلو ..

والغريب أن الفئات الاجتماعية تتقاسم الأسواق في دمشق ، فشارع الحمراء والصالحية ترتاده فئات الطبقات الوسطى وهي في انحدار هذه الأيام، وشارع الشعلان الذي يتصل بشارع الحمراء من جهة الغرب ترتاده شرائح من الطبقة الأغنى في المدينة، وهذه المسألة يمكن التعرف عليها من الأسعار والماركات وطبيعة الحركة عند المساء، ونوع السيارات التي تعترض الناس في حركة البيع والشراء ..

ويقال في لغة البائعين في توصيف الزبائن: إن نساء سوق الحميدية أنجبن نساء شارع الصالحية وبدورهن أنجبن نساء شارع الحمراء ، أما نساء شارع الحمراء، فقد أنجبن فتيات شارع الشعلان !

أما الشباب، فينحصر دورهم في استخدام هذه الشوارع في العبور العرضي والعفوي، أو في المرابطة عند الزوايا والمنعطفات لمشاهدات الجميلات أغلبها عند الغروب ..

والغريب أن الحرب أن تركت آثارها على كل شيء في سورية، لم تلغ هذه الملامح في الحياة اليومية، وهذا مؤشر مهم على استمرار الحياة رغم كل شيء ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى