نوافذ

الإنسان الغربي وتكسير الصحون لتغريغ العنف

مقبل الميلع

سان فرانسيسكو ــ كثير من الأعمال التجارية نجحت بسبب الإدارة الجيدة واستخدام أدوات حيوية كعلم النفس في التأثير على العملاء بالتسويق الجيد من خلال الدعاية والإعلانات، إضافة إلى الإيمان بالمشروع التجاري، يرافقه الطموح لإنجاحه.

في الغرب، ترى الكثير من محلات التسوق الكبيرة التي تبيع كافة احتياجات المتسوق، ومن سياستهم المعتمدة على علم النفس وضع الحاجات الضرورية الرخيصة في آخر المتجر، ولكي يصل إليها المتسوق عليه عبور مسافة طويلة يرى في طريقه الكثير من المعروضات التي تستهويه فيشتريها..

وقد لفت انتباهي ما فعله مدير مبيعات واحدة من أكبر مشروبات الطاقة في العالم ، فأول نزول المنتج إلى الأسواق، لم يلق رواجا بسبب المنافسة والعادة، فوجد الحل برمي كميات كبيرة من العبوات الفارغة في سلل المهملات في الأندية والملاعب الرياضية تظهر كأنها مستعملة، فاقبل الناس على شرائها ونجحت الفكرة .

بالأمس كان عيد ميلاد ابن صديقي وعادة ما يشتري الأهل دمية محشوة بالكاراميلا والشوكولا وأنواع مختلفة من الألعاب الصغيرة التي يحبها الأطفال يعلقون الدمية في الحديقة ويبدأ صاحب عيد الميلاد بضرب الدمية بعصا فيتساقط منها ما بداخلها فيتراكض الأطفال فرحين بالتقاطها.

إن الأعمال التجارية تركض حول رغبات العملاء وهواهم فلقد افتتح مطعم في فرنسا يتيح لرواده أكل اللحوم والدجاج بطريقة همجية ، حيث يرمون العظام خلف ظهورهم وبذلك يشعرون بالتحرر من قيود الإتيكيت .

كذلك انتشرت في الآونة الأخيرة حالات الاكتئاب والروتين والضجر فقام رجل أعمال باستشارة متخصص بعلم النفس الذي أفاده بان الإنسان يحن إلى العنف الذي كان يمارسه الإنسان الأول على زمن (الهوموسابيان) وحياة الكهوف، فيفرغ كل ما بداخله من عنف فيرتاح..

لم يضيع رجل الأعمال هذه الإفادة فقام بافتتاح مكان على شكل كهف قديم، وبداخله عدة غرف، وفي كل غرفة صحون من الزجاج وأثاث مستعمل وفيه أيضا فؤوس وعصي ومطارق، أدوات للتكسير..

يدخل الزبون إما بمفرده أو مع مجموعة من الأصدقاء، ويغلقون عليهم باب الغرفة مع الموسيقا الصاخبة، بعد ارتداء قبعات حماية كالتي يضعها مهندسو البناء عند دخولهم الورشات ويبدؤون بتكسير الموجودات فيشعرون بإخراج شيء كان يضايقهم فيهدؤون!

هل فعلا يحتاج الإنسان إلى ذلك ؟!

سؤال يحاول الغرب الإجابة عليه من خلال التجربة في الحقول الاجتماعية، والإنسان في هذه الحالة ، هو أداة تجاربهم، إلا أن الحقيقة العلمية تحتاج إلى البحث عن الأسباب الحقيقية التي تجعل الإنسان في لحظة ما بحاجة إلى لحظة يفرغ فيها غضبه، بدل تفريغها بالإجرام وتخريب الممتلكات العامة والاعتداء على الآخرين إلى حد يصل إلى القتل في أغلب الأحيان .

هي قضية تشير إلى أن الإنسان بحاجة ماسة إلى عالم جديد ، عالم غير مشحون بالعنف والضغينة والأسى، كي لايقع هو في متغيرات نفسية تجعله يبحث عن تفريغ تلك الطاقة الغريبة التي سببتها عوامل خارجية لابد من الاعتراف أن المجتمع الغربي هو أحد أهم أسبابها التي تفرض المخاطر على العالم .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى