افتتاحية الموقع

الجنون “إله” إسرائيل المتجدد. وأمريكا تدعمه بدل أن تلجمه!!

د. فؤاد شربجي

رغم أنها ارتكبت الجريمة العظمى بحق المقاومة عندما اغتالت السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله بعد اغتيالها لإسماعيل هنية زعيم حركة حماس. رغم هول جريمتها، إسرائيل تستغرب قيام إيران برد انتقامي على فعلتها أي (تسوق الهبل لتغطية الجنون). ‏وكلاهما الهبل والجنون مدمر ومجرم إذا اعتمد في الحروب. واسرائيل تعتمدهما كلاهما معا بعد مزجهما بشيء يجعل عدوانها أكثر إجراما.  وإسرائيل عندما بدأت باغتيال نصر الله ‏ثم استهدفت خليفته المتوقع هاشم صفي الدين، أثبتت للعالم أن الجنون بات “إله” إسرائيل المتجدد. وليس أكثر جنونا من هذا المجنون الشيطاني إلا من يعامله على انه ‏عاقل وطبيعي!

‏بعد انفلات شياطين جنون نتنياهو، وانتشاؤه بجرائم البيجر واللاسلكي وقنابل الأعماق ذات الطونين، هاهو يتفاوض مع بايدن أو ‏يلاعبه باختيار الاهداف الإيرانية التي سيرتكب ضدها جرائمه الجديدة. باسم الرد على القصف الصاروخي الإيراني المنتقم لاغتيال السيد نصر الله وهنية، رأسي المقاومة في لبنان وفي فلسطين، ‏تصوروا، العالم يتحزر حول الجريمة المعلنة لنتنياهو. يتحزرون هل سيقصف المنشآت النفطية أم مواقع الحرس الثوري أم المنشآت النووية. العالم يتحزر ويحلل بينما نتنياهو يتحضر ويهيئ لجريمته الشيطانية القادمة. فعلا الجنون فنون!

‏في التصريحات الإعلامية، الادارة الأمريكية ما زالت تردد أنها ضد توسيع الحرب في المنطقة. طيب، ألا يؤدي الرد الإسرائيلي ضد إيران إلى توسيع الحرب؟! ثم ألم تنتبه واشنطن إلى أن اغتيال السيد نصر الله ليس إلا طرقا على أبواب توسيع الحرب؟؟  طبعا العالم كله سمع مباركة الإدارة الأمريكية لجريمة اغتيال السيد نصر الله. وهي نفس الإدارة التي تطالب إعلاميا بعدم توسيع الحرب؛ وهي ذاتها من تدعم تعميق الانفجار بتعميق الحرب في محل توسيعها!

‏الجنون “إله” إسرائيل المتجدد. والإدارة الأمريكية بدل أن توقف هذا الجنون تسلحه بأحدث الطائرات وأفتك الذخائر من الصواريخ الخبيثة إلى القنابل المجرمة، وفوقها تحاوره وتناقشه وتشاركه في اختيار الأهداف التي سيرتكب بها جريمته الجديدة. فعلا (أمريكا تنتقل من توسيع الحرب إلى إدارتها) ولكن تديرها وفق (نظام الإدارة بالدعم) بدلا من (نظام الإدارة باللجم) والمنع، خاصة وأن لا سلام في المنطقة ولا استقرار ولا أمن ولا بيئة للمصالح الأمريكية دون لجم ومنع جنون نتانياهو الذي بات أكثر أجراما وتفجيرا للمنطقة، ونسفا لمصالح الجميع. كما أنه لا أمل للمنطقة بالعيش بسلام فإنه بالمثل لا إمكانية للإسرائيليين العيش بأمن واطمئنان واستقرار دون إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية كاملة وإقامة دولته ذات السيادة الكاملة على أراضي 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

‏إذا كان الجنون “إله” إسرائيل المتجدد، فعلى عقلاء المنطقة وحكام الدول العاقلة والقادرة فيها العمل بقوة وفي كل الاتجاهات لإيجاد الطريقة المجدية في مواجهة هذا الجنون ووقفه وإطفاء حرائقه ومنع جرائمه، لأن ترك شعوب المنطقة عرضة لهذا المجرم خدمة لشعار هنا وأيديولوجيا هناك، بعيدا عن العقل الوطني والقومي والإنسان،. ترك شعوب المنطقة عرضة لهذا المجرم إسهام في الجريمة، وتهاون في حماية أوطاننا وشعوبنا. وإذا كان الجنون إجرام في الحرب فإن عزيمة العقل هي طريق الخروج منها. وقوة الحكمة هي في فهم حقائق الواقع المستجدة وإيجاد مخرج من الكارثة. واي مخرج ينقذ المنطقة وشعوبها هو المقاومة الحقيقية للإجرام الصهيوني، ولكل اجرام ضد شعوبنا..

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى