(( جحا بين قوسين ..))
وما زال جحا بنوادره الغريبة وقصصه العجيبة .. مضربا للمثل يتداوله الكبار والصغار في البلاد العربية. . فهو ظاهرة لطيفة ظريفة .. تعيش أحداث حياتنا اليومية ولكن بطريقة غريبة .. تعري واقعنا وتضفي عليه لمسة سخرية .. ليوصل لنا العبرة والخلاصة ببسمة اعجاب ونظرة اندهاشية
انه جحا يا أخوان .. والذي ارتبطت شخصيته بمقالب ومواقف مضحكة تداولتها الرويات والأفلام .. !! وها هو اليوم عاد ليظهر بشخصه الساذج البسيط .. ولكن بدهاء ومكر (أحيانا ) غريب عجيب ..!! ليقول لنا أنه و في احد الأيام جاءه رجل يشكي اليه المصيبة فهو يعيش في غرفة واحدة مع زوجته وأولاده الخمسة وأمه وحماته .. ويشعر بالضيق والاحباط ..ويطلب المشورة و النصيحة ..
فقال له اذهب الى السوق واشتري دجاجة ولتعش معك في الغرفة ..
فذهب الرجل واشترى دجاجة وأقعدها معه ليعود في اليوم التالي الى جحا يشكو له كبر المصيبة
فقال له : اذهب الآن واشتري خاروفا وليعش معكم في غرفتكم ..
ففعل الرجل وعاد في اليوم التالي يصرخ من ضغط الازدحام وتضخم المصيبة ..
فأخبره جحا أن يذهب ليشتري بقرة ولتعش معهم في نفس الغرفة ..
فلبى الرجل الطلب ، وعاد يبكي ويضرب أخماسا بأسداس ، ويوشك على الانتحار من حجم الضغط وهول المصيبة .. !! فقال له جحا:
اذهب الآن الى السوق وبع الدجاجة والخاروف والبقرة .. فعاد الرجل بعد ساعات وابتسامات الارتياح تعلو وجهه وكلمات الشكر والامتنان لجحا وهو يقول ..
( الحمدلله وشكرا لك يا صديقي فلولاك لما عرفت طعم الراحة والهناء … فقد أرحتني وقدمت لي حلا رائعا .. وخلصتني من المصيبة قبل أن تتحول الى زريبة ..!!!! ))
نعم يا أصدقائي .. فجحا لا يقل ذكاء عن الحكومات الشقيقة واللصيقة .. والتي بحنكة ودهاء .. تجعلنا نتقبل واقعنا الأليم بدل تحسينه .. ونعتاد أن نتعايش مع المصيبة !!!