افتتاحية الموقع

بين “طوفان ‏التحرير” وبين “قيامة التدمير” المنطقة في خطر متصاعد مجنون !!

د. فؤاد شربجي

الخطر يتصاعد في المنطقة. نتنياهو استغل طوفان الأقصى التحريري، وبدأ عدوان القيامة التدميري. وبدءاً من تفجيرات (البيجر) في لبنان، بدأت إسرائيل مرحلة متصاعدة من عدوانها أساسها اغتيالات القادة، وتدمير البنية التحتية، وترويع المدنيين. ‏ومع اغتيال السنوار واستهداف حزب الله للمقر الخاص بنتنياهو في “قيسارية”، أعلنت مقاومة حزب الله مرحلة جديدة ومكثفة من مواجهتها للعدوان. ‏إذن المنطقة باتت ساحة لتصعيد متقابل. طوفان التحرير يصعد، والعدوان التدميري يجرم. وبموازاتهما الكل ينتظر “الضربة الإسرائيلية” المتوقعة لإيران رداً على قصفها الصاروخي الانتقامي لهنية ونصر الله. خطر يتصاعد وخطورة تتزايد. مقاومة مصممة ومستمرة، ‏وعدو منتش وسكران بما حققه من اغتيالات وتدمير وترويع. والحرب تنتظر الدبلوماسية والحل السياسي.

‏استهداف حزب الله في بلدة قيسارية قرب حيفا يوم السبت بمسيرة إيرانية استغله العدو ليعلن مكتب نتنياهو أن (إيران حاولت اغتيال رئيس الوزراء)، خاصة وأن تل أبيب ترى أن إيران تدير حزب الله بعد غياب قادته السياسيين والعسكريين. وهناك من يقول أن إسرائيل ‏ستعمق وتوسع أهداف ضربتها لإيران، أو أن تقوم باغتيالات أوسع رداً على أستهداف قيسارية نتنياهو. وهذا كله يوسع الحرب ويعقدها ويفاقم من خطورة نتائجها، خاصة وأن نتنياهو يطمع بتدمير المنطقة كلها. ويتوهم أنه يستطيع بمساعدة أمريكا إعادة هندستها لتكون على مقاس إسرائيل، بحيث تكون هي الدولة العظمى المسيطرة في الإقليم كله.

‏بايدن يقول أن خروج السنوار من الصورة يشكل (فرصة للحل السياسي). وقيادة حزب الله تقول أن (وقف إطلاق النار) يعيد سكان الشمال الإسرائيلي، ورغم تمسك حماس بمطالبها لإعادة الرهائن، والمتمثلة بالانسحاب من غزة، فإن وزير الخارجية الإيراني يجول في المنطقة لـ (دفع الحل السياسي والتهدئة). بالمقابل فإن إسرائيل تتمسك بمطالبتها بمنطقة عازلة تمتد حتى نهر الليطاني في جنوب لبنان. كما تطالب بعدم بقاء أي وجود لحماس في غزة. وهكذا فإن مقابل احتمال قبول حزب الله وحماس بحل سياسي. نجد إسرائيل تتمسك تمسك المجنون السكران بما حققه من إنجازات، وتندفع في مخططاتها لتنفيذ “القيامة” عبر تدمير المنطقة وإبادة شعوبها. وهذا ما يستلزم تدخلا إقليميا ودولياً لخطورة المخطط الصهيوني على مستقبل المنطقة وأمنها واستقرارها، وتهديده بالتالي لأمن واستقرار العالم.

‏الفرصة الآن متاحة للدول العربية الفاعلة والقادرة والتي يمكن تمثيلها في “الرباعية العربية”، المملكة العربية السعودية ومصر وقطر والإمارات الغربية المتحدة، لصياغة وطرح حل سياسي يقوم على حفظ سيادة لبنان وحقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية. ولابد للرباعية العربية من الحصول على التمثيل العربي كي تفاوض إيران وتضمن انضمامها للحل المطروح. تستطيع الرباعية العربية تحفيز ودفع الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتبني (حل سياسي يوقف الحرب وينقذ المنطقة من التدمير والانفجار أكثر وأكثر) لأن في ذلك مصلحة ليس للفلسطينيين واللبنانيين والعرب فقط، بل فيه مصلحة الإسرائيليين أيضا لأنه لا استقرار ولا أمن لهم إلا بتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية بإقامة دولته ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية.

المنطقة تنزلق في مهاوٍ للخطر المتصاعد للحرب ولا بد من تدخل فعال وذي جدوى من العرب الفاعلين القادرين، خاصة وأن الخطر يحيق بالجميع ويطال كل الدول العربية تباعا.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى