علاقات اجتماعية

كيف تتواصل بفعالية مع أصدقائك؟

سامر سليمان

البشر كائنات اجتماعية تحتاج للتواصل بشكل دائم، وغالبًا ما تكون المقدرة على التواصل الناجح والفعال غريزية عند بعض الأشخاص، في حين أنها تكون مكتسبة عند آخرين، إلا أننا في كثير من الأحيان، عندما نحاول التواصل مع الآخرين، قد يحدث خطأ ما كأن نقول شيئًا، ويسمع الشخص الآخر شيئًا آخر، وينشأ سوء الفهم والإحباط والصراعات، مما يتسبب في حدوث مشاكل في العلاقات العائلية ومع الأصدقاء أو بالعمل، بالسياق التالي “سيدتي” التقت د. سارة جابر، خبير تنمية بشرية وتعديل سلوك؛ لتحدثك حول كيف تتواصل بفعالية مع أصدقائك

 

التواصل عملية متأصلة في الإنسان ككائن اجتماعي

تقول د. سارة جابر لسيدتي: التواصل عملية متأصلة في الإنسان، باعتباره كائناً اجتماعياً بطبيعته، على أن الشكل الأكثر استخدامًا للتواصل هو اللفظي، ولكن تتدخل سلسلة من العوامل في طريقة إيصال المعلومة أو الرسالة التي ترغب في إيصالها، ومن ثمّ لكي تنجح في تحقيق التواصل المطلوب مع الآخرين لتحسين علاقاتك الاجتماعية خاصة مع الأصدقاء أوالزملاء أو شريك الحياة يجب أن تدرك أن التواصل لا يتعلق فقط بتبادل المعلومات. بل يتعلق بفهم المشاعر والنوايا وراء المعلومات التي تتبادلها مع الآخرين، وبالإضافة إلى القدرة على نقل الرسالة بوضوح، تحتاج أيضًا إلى الاستماع بطريقة تجعلك تكتسب وتفهم وتستوعب جيدًا المعنى الكامل لما يُقال وتجعل الشخص الآخر يشعر أيضًا بأنه مسموع ومفهوم، ومن هنا تظهر أهمية اكتساب مهارات التواصل الفعال، والتي تمكنك من تعميق اتصالاتك بالآخرين، وبناء ثقة واحترام أكبر، وتحسين العمل الجماعي، وحل المشكلات، وتعزز صحتك الاجتماعية والعاطفية بشكل عام.

حواجز تمنعك من التواصل بفاعلية

  • التوتر والعاطفة الخارجة عن السيطرة

فعندما تكون متوترًا أو مثقلًا عاطفيًا، فمن المرجح أن تسيء فهم الآخرين، وترسل إشارات غير لفظية مربكة أو مزعجة، وتنزلق إلى أنماط سلوكية غير صحية. لتجنب الصراع وسوء الفهم، يمكنك تعلم كيفية الهدوء بسرعة قبل مواصلة المحادثة.

  • قلة التركيز

لن يمكنك التواصل بشكل فعال عندما تقوم بمهام متعددة. إذا كنت تتحقق من هاتفك، أو تخطط لما ستقوله بعد ذلك، أو تحلم، فمن المؤكد أنك ستفتقد الإشارات غير اللفظية في المحادثة. للتواصل بفاعلية أكبر ينبغي تجنب عوامل التشتيت والبقاء مركزًا.

  • لغة الجسد غير المتسقة

يجب أن يعزز التواصل غير اللفظي ما يقال، وليس أن يتناقض معه. إذا قلت شيئًا، لكن لغة جسدك تقول شيئًا آخر، فمن المرجح أن يشعر المستمع أنك غير صادق. على سبيل المثال، لا يمكنك أن تقول “نعم” بينما تهز رأسك “لا”.

قد ترغب في التعرف على: طرق للعثور على أصدقاء يجعلونك سعيداً

نصائح لتحسين مهارات التواصل

تقول د. سارة “هذه بعض النصائح التي يمكن أخذها بالاعتبار لتحقيق التواصل الفعّال مع الآخرين”:

  • حافظ على التواصل البصري

من الأسهل دائمًا على كل شخص رؤية من يتحدثون إليه. هناك إشارات بصرية يمكن أن تساعد في ملء الفجوات في المحادثة. لذلك لا بد من التأكد من الحفاظ على التواصل البصري وإبعاد اليدين والأشياء عن الوجه.

  • اجذب انتباههم

إن جذب انتباه شخص ما قبل البدء في التحدث سينبهه بضرورة الانتباه. فإذا بدأت في التحدث قبل جذب انتباهه، فغالبًا ما يتم تفويت بداية المحادثة تمامًا ولا “يلحق” بك حقًا.

  • حدد الموضوع

حدد موضوع المحادثة القادمة قبل المضي قدمًا في أي تفاصيل. هذا مفيد جدًا عند تبديل الموضوعات داخل المحادثة.

  • تحدث ببطء ووضوح

تحدث بهدوء ودون صراخ. إن رفع صوتك كثيرًا قد يسبب ضررًا أكثر من نفعه عندما يتعلق الأمر بفهم الكلام. إن التحدث بطريقة بطيئة وواضحة سيجعل من الأسهل بكثير مواكبة الحديث.

  • كن منتبهًا لمحيطك

من الأسهل سماع المحادثة ومتابعتها عندما لا يكون هناك ضوضاء في الخلفية. ولذلك حاول تقليل أي أصوات متداخلة بحيث يسهل سماع المحادثة وفهمها.

  • اطرح الأسئلة الصحيحة

اطرح أسئلة تتطلب أكثر من إجابة بنعم أو لا للتأكد من أن المستمع يتابعك. اطرح الأسئلة في وقت مبكر حتى تتأكد من البداية من أنه يتابعك.

  • أعد صياغة الجملة أو السؤال عندما تعتقد أنه لم يسمعك أحد

إذا كان التكرار ضروريًا، فأعد صياغة الجملة أو السؤال. سيسمح هذا للمستمع بالتقاط كلمات مختلفة ويكون قادرًا على تجميع الأشياء معًا. أيضًا، عندما يطلب المستمع تكرار شيء ما، فمن المفيد إخبار الشخص الآخر بما سمعته في المرة الأولى حتى يكون الجميع على دراية بالموقف والحدث.

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى