لأنه عند دانييلا الخبر اليقين عن إسرائيل، لابد لك يا سيد أنطوني بلينكن من لقائها والاستماع لها كي تفهم حقيقة الموقف الإسرائيلي، وكي تقدر معنى حل الدولتين الذي تحمله وتروج له (أو تتلفع به) ادارتكم. والوصول إلى دانييلا بسيط. عليك أن تسأل وزير المالية المتطرف سموتريتش عنها لأنها جارته وتسكن معه في نفس المستوطنة. وهو سيأخذك إليها بكل ترحاب وفخر.
دانييلا فايس كانت أبرز من حضروا مؤتمر (الاستعداد لإعادة استيطان غزة)، والذي عقد في منطقة عسكرية مغلقة قرب مستوطنة بئيري بمحاذاة قطاع غزة. المؤتمر جاء بدعوة من حزب الليكود، وحضره وزراء المالية والأمن القومي والرياضة والرفاهية وشؤون الشتات، أي أنه ضمن النخبة الحاكمة إضافة إلى عدد كبير من وجوه اليمين الإسرائيلي. وكانت دانييلا أبرز المعبرين عن هذا المؤتمر الذي سبق وصول أنطوني بلينكن إلى إسرائيل، حيث قالت للصحافيين (جئنا إلى هنا بهدف واضح استيطان قطاع غزة بأكمله. كل شبر. من الشمال إلى الجنوب. نحن آلاف الأشخاص مستعدون للانتقال إلى غزة في أي لحظة لأن العرب فقدوا حقهم في الحياة في غزة. ستشاهدون كيف سيسكن اليهود في القطاع وكيف سيختفي العرب منه). دانييلا تتحدث بوضوح عن اليوم التالي الذي جاء بلينكن لبحثه مع الليكود الحاكم الذي عقد هذا المؤتمر. لذلك سألناه إن كان ألتقى دانييلا وسمع منها حقيقة ما تفعله و ستفعله إسرائيل.
دانيلا فايس وفي حديث عقب طوفان الأقصى وبدء العدوان التدميري الإبادي على غزة، دانييلا وفي حديث للنيويورك تايمز قالت (يتحدثون عن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية. هم يتحدثون. ولكننا نحن بالاستيطان نلغي من الواقع أي إمكانية لإقامة دولة أو أي كيان للفلسطينيين.) كلامها واضح. لتتحدث أمريكا والعالم ما شاؤوا عن إقامة دولة فلسطينية فإن الاستيطان يلغي من الواقع أي إمكانية لنجاح الحل الذي تتظاهر أمريكا بالتمسك به.
إذا لم تلتقي دانييلا يا أنطوني فإنك لن تنتبه إلى ما تحضره إسرائيل في الواقع للحلول التي تحملها. وستكون يا أبو زيد كأنك ما غزيت، الا إذا كنت موافق وتغمض العين عن نسف إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية وهذه هي الفضيحة للنفاق الأميركي.
بوابة الشرق الأوسط الجديدة