جحا خارج قوسين ….!!!
بعض النوادر التي لم يقلها جحا .. كتبها في مذكرات خاصة .. واحتفظ بها في بلاطة تحت السرير .. خوفا من المخفر والخفير .. خاصة وأن هذه المذكرات فيها مقالب وحكايات مع الملك رحيم .. صاحب السلطة العظيم .. والتي حاول جحا اخفاءها في مكان أمين ، الى أن يرتحم الملك .. أو ينتقل جحا الدار الآخرة في عهدة رب العالمين…!! فيصير جحا في مأمن من بطش الواعظين وحماة البلاط وحاشية الملك .. وكل من يزاود بولائه واخلاصه للملك على حساب عامة الشعب ويتسلق على ظهور المواطنين … !!
وها نحن اليوم استطعنا بفضل رجل فاضل .. اكتشف البلاطة وهو يحفر في دار جحا القديم .. ليرمم المنزل .. ويسكنه .. أن يوصل لنا الدواوين .. ونفتحها بحرص أن نبقى لجحا وسمعته حافظين … وبفضول من يسعى ليعرف( ماهي تلك الأسرار المخبأة في هذه الدواوين …؟؟!!! )
فتحتها بكل حذر واهتمام .. وقرأت منها قصة ، قال جحا :
كانت البلاد في حالة فوضى ودمار .. بسبب الفساد وقلة المال .. وأنا ذاهب الى مركز المدينة .. أبحث عن بعض الطعام لآكل أنا ودابتي المسكينة .. وكان الناس يتزاحمون .. يتدافعون والباعة يصرخون .. والناس يولولون من غلا الأسعار .. وقلة الطعام والخضار … عندما مر موكب الملك .. رحيم .. وهو محاط بثلة من الحراس الأوفياء الأمينين، فتدافع الناس باتجاهه يقدمون له سجدات الولاء والتبريك .. ويرفعون له دعوات الشكر والامتنان على كرمه وعطائه اللا محدود .. وأنا جالس على دابتي .. لم أحرك ساكنا .. مذهولا من التذلف والتبجيل والناس لا مال عندها ولا معيل ليصرخ من بين الجموع فجأة من يسأل أين مال الرعية ؟؟!! فالناس جياع يريدون الطعام وعيشة هنية … ليختفي المسكين فجأة من بين الجموع .. وتعود الرعية للهتاف للرحيم والخضوع ..
ناداني أحد الحراس .. وسألني عن سبب الجمود وقلة الولاء والاخلاص .. فأجبته يا سيدي جمدني منظر الرحيم وتفاجأت بهالة النور الساطعة حول عرشه العظيم ..!!
فأسرع الحارس يشرح للملك أن هالة تحيط به وأنني على ما يبدو حكيم رصين .. أرى ما لا يراه الآخرين ..
فأخذني الملك الى بلاطه وأطعمني وأطعم دابتي .. وأنا من يومها … بأمور الحكم وأمور الرعية مستشار … وللعرش وللحاشية معين …!!
هل عرفتم الأن يا أخوتي كيف يتم الانتقاء والتعيين .. من مقربين وبادارة الشؤون موكلين .. ؟؟؟!!!