تحليلات سياسيةسلايد

ماذا يجري في القاهرة؟| الرئيس عباس يزور مصر بشكل مفاجئ ولقاء قمة مرتقب مع السيسي …

نادر الصفدي

تشهد العاصمة المصرية القاهرة خلال هذه الساعات المقبلة تحركات مكوكية ومتسارعة لمناقشة تطورات المنطقة الساخنة على رأسها الحرب الإسرائيلية الطاحنة على قطاع غزة، ومعضلة إدارة غزة بعد انتهاء هذه الحرب.

 

ورغم فشل كل جهود الوسطاء “المصري-القطري-الأمريكي” في التوصل لأي تفاهمات جادة في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، مع استمرار تصلب الموقف الإسرائيلي من هذا الملف “الشائك”، وإبقاء أزمة “اليوم التالي” للحرب تراوح مكانها، إلا أن القاهرة حاولت مجددًا تحريك الملف.

الحديث يدور الآن عن مبادرة جديدة ستُطرح على حركتي “فتح” و”حماس” المتواجدتان الآن في العاصمة المصرية، من أجل الاتفاق على “اليوم التالي” بعد انتهاء الحرب الدامية التي دخلت عامها الثاني على التوالي، ومن سيدير قطاع غزة وكيف.

وقال مصدر فلسطيني، إن وفداً من حركة “فتح” وصل إلى القاهرة للقاء ممثلين عن حركة “حماس” برعاية مصرية، لبحث ملفات المصالحة والأوضاع في قطاع غزة، وأكد المصدر وفق “العربية” أن وفد “فتح” مكون من محمود العالول نائب رئيس الحركة، وعزام الأحمد، وروحي فتوح، عضوي اللجنة المركزية لفتح.

وكشف المصدر أن وفد “فتح” سيجتمع مع “حماس”، اليوم السبت، بالقاهرة بشكل ثنائي، لبحث حلول لمستقبل قطاع غزة، وسيكون هذا الاجتماع قبل زيارة الرئيس محمود عباس للقاهرة، المقررة يوم الأحد المقبل، للقاء مسؤولين مصريين.

وقد أكدت حركة “حماس” رفضها للمقترحات المطروحة حاليا التي تنص على هدنة مؤقتة في غزة وتبادل جزئي للأسرى، وقالت الحركة في بيان، إن المقترحات المطروحة لا تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار، ولا انسحابا للجيش الإسرائيلي من القطاع، ولا عودة للنازحين.

وفي وقت لاحق، قال القيادي في الحركة أسامة حمدان، إن إسرائيل تقدم أفكارا في الهواء وليس عروضا جدية، بحسب تعبيره.

وعن تفاصيل المقترح المصري الجديد الذي سيُقدم لـ”فتح” و”حماس”، أفادت وسائل إعلام عبرية وأمريكية، أن الاقتراح المصري ينص على “تشكيل هيئة إدارية لقطاع غزة” يطلق عليها اسم “اللجنة المجتمعية لمساندة أهالي قطاع غزة”.

وتتولى تلك الإدارة “مهمة العناية بالشؤون المدنية، وتوفير وتوزيع المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع، وإعادة تشغيل معبر رفح الحدودي مع مصر، والشروع في إعادة إعمار ما دمرته الحرب”، التي مضى عليها أكثر من عام، ونجم عنها استشهاد أكثر من 42 ألف شخص، أغلبهم من النساء والأطفال، حسب وزارة الصحة في غزة.

من جانب آخر، قال السفير الفلسطيني في القاهرة، دياب اللوح، إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس سوف يصل إلى مصر، الأحد، في زيارة رسمية تستمر لمدة يومين.

وأوضح أن تلك الزيارة تأتي تلبية لدعوة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى الحضري العالمي “والذي تشهد فعالياته مشاركة فلسطين بعدة وفود وزارية وفنية لأهمية تكريس حضورها في هذا المنتدى العالمي في دورته الثانية عشرة”، حسب كلام السفير.

وأضاف اللوح، أنه من المقرر أن يعقد الرئيسان خلال الزيارة لقاء ثنائيًا لتبادل الرأي و تعزيز التعاون المشترك و التشاور بشأن كافة التطورات الجارية في الأراضي الفلسطينية و الإقليم والعالم، وعلى رأس أولويات اللقاء “بحث سُبل إنجاح جهود مصر و الشركاء الآخرين لوقف الحرب التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وحمايته و إغاثته و إعادة إعمار ما دمرته الحرب”.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد قال، الأحد، إن بلاده أطلقت خلال الأيام الماضية مبادرة تهدف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لمدة يومين، وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، أن المبادرة تتضمن إطلاق سراح 4 أسرى إسرائيليين مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وتابع: “خلال 10 أيام (من الهدنة) يتم الاتفاق على استكمال الإجراءات في القطاع، وصولاً لإيقاف كامل لإطلاق النار وإدخال المساعدات لأشقائنا في القطاع، الذين يتعرضون لحصار صعب جدا يصل حد المجاعة”.

وأكد الرئيس المصري على وجود “توافق تام” بين الدول العربية على أهمية إعادة الاستقرار في المنطقة، بشكل بعيد عن “التدخل بشؤون دولة أخرى، أو التآمر أو إذكاء الفتن”، وفق تعبيره.

تزامنا مع الجهود الدبلوماسية الأميركية المكثفة الرامية إلى وقف الحرب الإسرائيلية على كل من غزة ولبنان، بدأت تحركات عربية بارزة في الظهور خلال الأيام القليلة الماضية.

وكان موقع “أكسيوس” الأميركي قد نقل عن مصادر إسرائيلية، في وقت سابق، أن مصر تقدمت بمقترح “مصغّر” لصفقة تبادل رهائن مع حركة حماس، يتضمن وقفا محدودا لإطلاق النار في قطاع غزة.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين، أن المدير الجديد لجهاز المخابرات العامة المصرية، حسن محمود رشاد، قدّم لرئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي، رونان بار، فكرة لصفقة “مصغرة” لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، قد تمهّد الطريق لمفاوضات بشأن اتفاق أوسع.

ومع هذا التطور… هل ستنجح القاهرة هذه المرة؟ وهل ستتيح المبادرة الجديدة لحماس فرصة تانية لإدارة غزة؟

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى