الهوية الوطنية في التربية والإعلام والثقافة
خاص
البحث عن الترابط العضوي بين مفهوم الهوية في بعده الوطني وبين مجالات الثقافة والإعلام والتربية أنشأ جوا ساخنا من النقاش خلال الندوة التي شارك فيها مجموعة من المثقفين والكتاب والإعلاميين ، وكان عنوانها : (دور التربية والثقافة والإعلام في حماية الهوية الوطنية) وقام الإعلامي والشاعر محمد خالد الخضر بإدارتها في مركز أبي رمانة الثقافي..
بدأت الندوة بالحديث عن دور المنظومة التربوية من خلال رؤية قدمها الدكتور عبد الحليم يوسف مدير تربية ريف دمشق عرّف فيها التربية بأنها عملية إعداد الأفراد ، وثمة مرتكزات تبني هذه العلاقة هي الأسرة والمجتمع داعيا إلى حماية دور المنظومة التربوية في ترسيخ القيم وحب الفرد لوطنه والانتماء له وتذكية التعاون بين أبناء الوطن والتساوي بينهم والتضحية من أجل الوحدة الوطنية وتعزيز دور المواطن في حماية الهوية الوطنية والارتقاء فوق الانتماءات الفرعية ودعم الاقتصاد الوطني والتاريخ المشترك والرموز الوطنية..
وتوقف الدكتور يوسف عند حوامل الهوية الكلاسيكية كالعلم والنشيد الوطني واللغة والموقع الجغرافي والتاريخ المشترك والثقافة .
وتحدث الدكتور هاني الخوري عن الثقافة طارحا لسؤاله الأساسي كيف نقدم الشخصية الوطنية المنتمية إلى هويتنا الوطنية، وكيف ندافع عنها في وجه استهدافها من قبل الإعلام الغربي، ودعا إلى تحقيق المواطنة وصنع حراك ثقافي لاستعادة الواقع السوري لغنى المكونات الاجتماعية وتسريع البناء وايقاف الانهيار الأخلاقي وانهيار القيم الناتج عن الحرب ونتاجها..
أما الإعلامية أنسام السيد وهي أيضا مديرة قناة دراما الفضائية فاغتنمت الفرصة لتؤكد أن على الإعلام أن يأخذ دوره في حماية الهوية والانتماء من خلال الأنشطة وزيارة الأماكن الأثرية والتراثية وثقافة الأصالة ..
وقالت : أنا سأكون واقعية كإعلامية، لأن الإعلام موضوع كبير وشائك وحساس ، فأشارت إلى تراجع الأسرة عن تلاحمها السابق مع الإعلام الوطني ، ورغم أن الإعلام اليوم سلاح وطني، فقد تمكن الإعلام الآخر من المشاركة في الحرب على سورية، ونوهت إلى الدور الأكبر لشبكات التواصل .
وأشارت أنسام السيد إلى أن الإعلام السوري قدم شهداء وأنها حريصة على العودة إلى الزمن الجميل واستعادة الفن القديم الذي تمكن من بناء الذوق عند الجمهور.
الحوار الذي نشأ على هامش الندوة أثار موضوعات حساسة تتعلق بدور الإعلام والثقافة وبتراجع الهم الوطني والقومي في اهتمامات الأجيال الجديدة التي استلبت أمام وسائل التواصل وإغراءات الهجرة، بل إن الكاتب عماد نداف أشار إلى أن الهوية في هذا العصر في أزمة، ونفى الدكتور عيد الدرويش هذه الفكرة، مؤكدا على الفرق بين الهوية والانتماء، وقال الكاتب الأرقم الزعبي إن هناك سعي حثيث لدى المؤسسات العامة للتأكيد على هذا الموضوع ، وكان هناك متحدثون آخرون من بينهم بكور العاروب ..
بوابة الشرق الأوسط الجديدة