تحليلات سياسيةسلايد

الحديث عن اتفاق سياسي ينهي الحرب على الجبهة اللبنانية يعود من جديد الى الواجهة..

نور علي

عاد الحديث عن اتفاق سياسي ينهي الحرب على الجبهة اللبنانية من جديد الى الواجهة على الرغم من عدم وجود شيء ملموس حتى اللحظة بهذا الخصوص اقله في بيروت، لكن يبدو وحسب بعض المصادر التي تحدثت اليها “رأي اليوم” فان زيارة المبعوث الأمريكي عاموس هوكوستين الى المنطقة مطلع هذا الأسبوع تحمل بعض الأفكار الجديدة، التي تأمل أوساط سياسية في لبنان ان تكون واقعية، وتختلف عن طروحات الاملاءات ولغة الشروط التي حملها في المرة السابقة.

 

وتبدو محاولة الإدارة الامريكية الراحلة هي الأخيرة، قبل ان تغادر مهمها لصالح إدارة جمهورية بدأت تتشكل لعهد الرئيس ترامب في البيت الأبيض، من هذا المنطلق يمكن الحكم المسبق على محاولة هوكوستين بانها بلا محركات فاعلة، او عوامل نجاح، لان الجميع ملزم انتظار توجهات الإدارة الجديدة، لكن اذا اضيف لها عامل مهم وهو الحاجة الإسرائيلية لوقف النار على جبهة لبنان نظرا للمراوحة في محاولات الخرق البري على جبهة الجنوب، ونفاد الأهداف النوعية في القصف الجوي، وتلاشي مفاعيل الضربات القاسية التي وجهها الجيش الإسرائيلي لحزب الله في بداية الهجوم أواخر شهر أيلول بداية أكتوبر الماضي، وعدم تحقيقها الهدف الأساس وهو افقاد حزب الله التوازن، وعدم قدرته على المواجهة ومن ثم فرض الشروط القاسية عليه. هذا العامل أي الحاجة الإسرائيلية الذاتية لوقف النار هو ما سيجعل لمحاولة هوكوستين معنى مختلف فقط.

وبناء عليه فان المقاومة في لبنان سوف تتمحص جيدا صيغ الأفكار التي سيطرحها، ولن تكون مستعجلة رغم حجم الألم والدمار، لانها ببساطة تعي انها دخلت مرحلة تصاعدية في الاعمال العسكرية، وبات من الممكن فعليا قلب الطاولة وتغير الوقائع، ومنع إسرائيل من تحقيق الأهداف، بل وجرها الى طلب وقف النار بصورة عاجلة.

وعلى الجانب الإسرائيلي نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن مصدر سياسي مسؤول قوله: ان هناك تقدم ملموس في المحادثات بخصوص جبهة الشمال، وأضاف “يدور الحديث حول اتفاق جيد جدا لإسرائيل يلبي مصالحها بشكل امثل ” وأكدت قناة كان العبرية هذا المنحى وقالت ان هناك تقدم حقيقي في الاتصالات بخصوص الجبهة الشمالية. بينما قالت القناة 12 العبرية ان إسرائيل تدرس إمكانية وقف اطلاق النار بالجبهة الشمالية لتجنب قرار من مجلس الامن ضدها.

وأفادت وسائل اعلام عبرية مساء امس، ان الجيش الإسرائيلي اعلن نهاية مهمته في جنوب لبنان، وانه انجز ما وصفه بتطهير خط القرى الأول في الجنوب وهو ينتظر الان توجيهات رئيس الحكومة ووزير الامن حول ما يجب فعله لاحقا، وهل يجب توسيع المناورة البرية او انتظار الاتفاق.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي قال في وقت سابق إنه بات بالإمكان إنهاء الحرب على جبهة لبنان، لأنه تم القضاء على القيادة العليا لحزب الله.

وجاء اطلاق حزب الله صواريخ نحو مستعمرة ايفن مناحم من خط الحدود ومن أماكن يفترض ان الجيش الإسرائيلي انهى العمل فيها، ليضرب رواية الجيش عن انجاز المهمة في القرى الحدودية اللبنانية.

وأعلنت إسرائيل ان هدف العملية العسكرية في لبنان هو إعادة سكان الشمال الى مستوطناتهم على الحدود، الا ان هذا الهدف لم يتحقق حتى الان، وما جرى هو العكس خلال الحملة العسكرية على لبنان فقد زاد عدد النازحين مع زيادة عمق ومديات الصواريخ التي تطلقها المقاومة. لكن نتنياهو اعلن عن اهداف ابعد من هدف إعادة مستوطني الشمال وتحدث عن تغير تركيبة النظام في لبنان، وصولا لتغير وجه الشرق الأوسط. ومع ثبات المقاومة واستعادة المبادرة في الميدان وتكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة وفشل الغزو البري، تلاشت هذه الأهداف ولم تعد واقعية الا في ظل التفاوض الغير المباشر والوصول الى اتفاق مع لبنان.

وبانتظار جولة المحادثات والاتصالات التي سيجريها المبعوث الأمريكي خلال الأيام المقبلة، لمعرفة ان كان هناك فرصة حقيقة لوقف اطلاق النار في لبنان، ام ان الحرب سوف تنتظر محاولات جديدة من الإدارة الامريكية المقبلة.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى