علاقات اجتماعية

أهم النصائح للحفاظ على التواصل العاطفي في الزواج لأمد طويل

الزواج هو استقرار نفسي وشريك يرافقك في رحلة الحياة، حيث يتطلع الجميع إلى بناء علاقة مستدامة وسعيدة، والتواصل العاطفي بين الزوجين يلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على العلاقات الأسرية على المدى الطويل، ويُعزز من الحب والتفاهم بينهما، فالقدرة على التواصل بشكل مفتوح وصريح حول مختلف الأمور تساعد على تعزيز واستدامة العلاقة، بالسياق التالي تعرفي إلى أهم النصائح للحفاظ على التواصل العاطفي في الزواج لأمد طويل.

التواصل العاطفي أساسه الثقة المتبادلة والانفتاح على الآخر

تقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية د.علياء النشرتي لسيدتي: إن التواصل العاطفي هو مفتاح السعادة بين الزوجين، وهو عملية مهمة تقوم على أساس من الثقة المتبادلة والانفتاح على الآخر بدون حواجز، فالحياة الزوجية لا تسير على وتيرة واحدة، حيث تشهد الكثير من التغيرات والتحولات والتحديات، فبعد فترة من الزواج ومع تزايد الضغوط والمسؤوليات، يقل اهتمام الزوجين كل منهما بالآخر، ما يؤدي لحدوث فجوة في التواصل العاطفي بينهما، وحتى لا تتسع هذه الفجوة، ينبغي على الزوجين بناء الثقة بينهما، حتى يكونوا قادرين على مشاركة مشاعرهم وأفكارهم بصراحة وبدون خوف من الحكم أو الانتقاد.

نصائح للحفاظ على التواصل العاطفي في الزواج

التسامح وتقبُّل الاختلاف

لاشك أن قبول الشريك في الزواج بجميع اختلافاته،قبول عيوبه قبل حسناته والتكيّف مع طبعه، وتقبّل الخلفيّة الاجتماعيّة التي ينتمي إليها، واحترام ما هو عليه، من أجل الحفاظ على الحياة الزوجية وتقبّل سلوكه وآرائه وأسلوبه في معالجة الأمور، من دون أن يعني ذلك الموافقة على كل ما يقوم به، فلا فائدة من جعل شريكك يشعر بالذنب بسبب اختلافه عنك، فالاختلاف في الآراء والطباع أمر طبيعي ولا يمنع الطرفين من التوصّل إلى أرضيّة مشتركة، كما لا بُد أن تتمتع بقدرٍ عالٍ من التسامح، ومن تقبّل هذا الاختلاف وتقديم بعض التنازلات أو تعديل بعض السلوكيّات التي تعوق عن التفاهم والتلاقي في الأمور الحياتية.

المرونة والتواضع

تتضمن الحياة العديد من التحديات، سواء كانت إيجابية أو سلبية، وهو ما يتطلب حالة من المرونة، فالعلاقة الزوجية القوية قائمة على التفاهم والوضوح والتضحية، والتسامح والتجاوز عن الهفوات، والتغاضي عن الزلات، وكلها أمور تساهم في استمرار الحياة الزوجية بحب ومودة واحترام، فالمرونة عنصر جوهري في مواجهة ضغوط الحياة التي تفرض الكثير من التحديات، أما إن قامت العلاقة بين الزوجين على الأنانية والعناد وتصيد الأخطاء والمشاجرات المستمرة على كل صغيرة وكبيرة؛ فإن ذلك يسرع بانهيارها، ويهدم كيانها بالكامل بل ويشتت شمل أفرادها، لذا لابد من التعامل بالمرونة والتواضع والصبر وعدم تصعيد الخلافات التي قد تحدث في الحياة اليومية.

التعاطف والشعور بالآخر

يتحقق التواصل العاطفي بين الزوجين من خلال شعور كل طرف بالآخر، بآلامه وتفهم مشاعره ووجهة نظره، فقد يكون هناك تحديات وضغوطات في حياة الزوج، أو انشغاله بالتفكير بمشكلة ما، سواء داخل الأسرة أو خارجها، لذا يجب أن يظهر هذا التعاطف والتفهم والانتباه له، فذلك سيعزز من التواصل العاطفي بين الزوجين، فالتفهم المتبادل والتعاطف عن طريق تقديم الدعم العاطفي، يعزز العلاقة بين الشريكين، وهو أحد العناصر الأساسية التي تساهم في استمرار علاقة زوجية ناجحة ومتوازنة.

الاستماع الفعّال

على الزوجين أن يعطيا بعضهما الاهتمام الكامل بالإنصات أثناء الحديث، وأن يظهرا التفهم الحقيقي لمشاعر وآراء الآخر، فعند حديث الشريك ينبغي عدم مقاطعته، والابتعاد عن الصوت المرتفع، وإبداء الاحترام والتركيز على ما يقوله بدون التدخل أو التقاطع، مع تجنب التشتت مع الهواتف أو التلفاز أثناء الاستماع، والتعبير عن الاستماع له من خلال لغة الجسد ونبرة الصوت، فمع الإنصات الجيد يمكن فهم مشاعر وتعبيرات الشريك غير المباشرة، ويمكن للزوجين بناء التواصل العميق والمستمر والمتبادل، وتعزيز الارتباط العاطفي بينهما.

التواصل غير اللفظي

إن التواصل العاطفي ليس فقط بالكلمات، فإلى جانب التواصل اللفظي، يمكن تعزيز التواصل العاطفي في الحياة الزوجية من خلال التواصل غير اللفظي، فلابد أن يتعلم الشريكان فهم لغة الجسد وتعبيرات الوجه واللمسات الحانية، للتعبير عن المشاعر العميقة، فيمكن لهذا التواصل أن يكون قوياً وفعالاً في إيصال المشاعر وتعزيز العلاقة بين الزوجين.

التركيز على إيجابيّات الشريك

لكل إنسان نقاط قوّة ونقاط ضعف، لكن البعض يميلون إلى ملاحظة العيوب والسلبيّات لدى الطرف الآخر، متجاهلين المزايا الإيجابية التي يتمتّع بها، ما يؤدّي إلى النفور بين الطرفين، لذا ينبغي على الطرفين التركيز على إيجابيات بعضهما، وإنماء الخصال الإيجابية وتعزيزها، والمساعدة على التخلص من الخصال السلبية بطريقة حكيمة دون اللجوء للشجار والعنف، بما يعمل على تحقيق الانسجام المطلوب لإنجاح الحياة الزوجيّة واستمرارها.

العفو والصفح

يعتبر الصفح والعفو عن الشريك أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى العيش في سلام، فيقومان بتعزيز أواصر العلاقة الزوجية، فالشريك الذي يسامح ويصفح كثيراً لشريكه لا يكون في قلبه مكان للبغض ولا الكراهية، ولا يكون دائماً تحت ضغط عصبي جراء المشاحنات والمشكلات التي يعيش فيها، لذا لا بد من الصفح عن الأخطاء البسيطة التي قد يرتكبها شركاء الحياة في حق بعضهما، وأن ينسى كل منهما ما بدر من الآخر من إساءات أو أخطاء، فالعفو والصفح يزيدان الحب والتقدير بين الزوجين ويؤديان إلى دوام العلاقة.

بناء الثقة والاحترام

لاشك إن الاحترام بين الزوجين يعتبر أساساً لتعزيز علاقة صحية ومستدامة، ويسهم في بناء الثقة،ويعزز عملية التقدير والدعم لبعضهما البعض، فيكونا على استعداد للتعاون والتفاوض في حل المشكلات والتحديات التي تواجههما من خلال  التواصل الفعال والتعاون، مما يسهم في بناء علاقة مستقرة ومتينة ومستمرة.

 

 

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى