احتفت دمشق بالذكرى الستين لرحيل الشاعر العراقي بدر شاكر السياب في ندوة خاصة أقامها النادي الثقافي الادبي بإشراف الدكتور راتب سكر ضمن أنشطة المركز الثقافي العربي في أبي رمانة بحضور نخبة من المثقفين والأدباء والنقاد.
والسياب (1926 – 1964)، شاعر عراقي ولد في قرَية جِيْكُور في محافظة البصرة في جنوب العراق، ويعد واحدًا من الشعراء المشهورين في الوطن العربي في القرن العشرين، وأحد مؤسسي الشعر الحر في الأدب العربي.
الشاعر بدر شاكر السياب في دمشق
وشملت الاحتفالية قراءة قصائد شعرية من نصوصه الشهيرة إضافة إلى قصائد عنه شارك فيها كتاب صغار العمر، وقد قدم الندوة الدكتور وائل بركات ، وبدأت بمداخلة مطولة للكاتب بيان الصفدي المعروف بعلاقته مع أسرة الشاعر المذكور، ومباشرة أكد الصفدي أن السياب له الحق أن يكون في الصدارة لأنه المؤسس الحقيقي للشعر الحديث.
وتحدث الصفدي عن حياة السياب المولود في قرية جيكور التابعة لقضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة، فأشار إلى أنه عاش مضهدا فقيرا ، ونوه إلى أهمية شعره من الناحية الفنية التي جعلتع مؤسسا للشعر الحديث .
عاش السياب في الريف والمدينة وكان مليئا بالعقد الشخصية وخاصة فيما يتعلق بقبحه ، وكان ناقما على الاضطهاد والظلم لذلك انتمى إلى اليسار العراقي ثم سار على اليسار ، ثم اتجه إلى اليسار القومي .
أصيب السياب بمرض التصلب اللويحي، وتعذب في معاناته مع المرض وظل ينتظر الموت لسنوات وعاش هذه التجربة بصبر، ونهل من الأساطير واستخدم التفعيلة والشعر العمودي وقصائده حكايا ودراما قصيرة.
كما ألقت الدكتورة الناقدة منى داغستاني مداخلة حول القصيدة السيابية والملحمية في هذه القصيدة، وأشارت إلى أن حياة السياب تقسم إلى قسمين قبل المرض وبعد المرض ، وكان أول استخدام له للأسطورة عام 1953 بعد عودته من طهران وكتب أنشودة المطر واقتبست مقاطع منها :
أنشودة المطر :
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر.
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء… كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما، النّجومْ…
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف،
والموت، والميلاد، والظلام، والضياء؛
فتستفيق ملء روحي، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر!
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر…
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر..مطر…مطر…مطر…
كما قدم الشاعر صقر عليشي مداخلة قصيرة هامة عن السياب ، قال فيها إنه قرأ السياب مبكرا، وأعاد قراءته عدة مرات، ثم كف عن ذلك. وأوضح أنه لم يكن الشاعر الأثير لديه، وقرأه تحت ضغط الاطلاع على نتاج الرواد .
بوابة الشرق الأوسط الجديدة