خاص
احتشد مئات المثقفين والسياسيين والناشطين المعارضين لنظام بشار الأسد المنحل في ملتقى حوار صريح في مقهى الروضة بدمشق في واحد من أوائل الأنشطة السياسية التي تقام علانية في مقاهي دمشق بعد إسقاط نظام بشار الأسد.
ودار في الملتقى حوار حول الوثيقة التي قدمها الناشط السياسي المعارض الدكتور حازم النهار وتحدث فيها صراحة عن مكامن الخلل في رؤية السلطة الجديدة (إدارة العمليات ) لمؤتمر الحوار الوطني، وقال : “إنَّ ما رشح حتى الآن من رؤية السلطة الحالية عن المؤتمر لا يبشِّر بالخير”.
واعتمد الدكتور في وثيقته السياسية على أقوال ترامت حول المؤتمر (قيل، قيل) دون مرجعية لها، لكنه لخص موقفه قائلا : ” نحن أمام لحظة مفصلية واستثنائية تتطلب خيارات وطنية عاقلة، ومن ثم ينبغي للسلطة القائمة حاليًا ألَّا تفصِّل المؤتمر على مقاسها بل على مقاس الوطن السوري، وهذا إن حصل ستكون هذه أعظم خدمة تقدِّمها أي سلطة للسوريين، وسيقدِّر السوريون هذا الفعل، وسيحملون هذه السلطة بقلوبهم”.
وتحدث الدكتور النهار عن الهدف الرئيس للمؤتمر السوري الكبير بأنه بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة، وإقرار مبدأ المواطنة المتساوية حقًا، بصرف النظر عن العقيدة أو الأيديولوجية أو القومية أو الطبقة أو الجنس، بما يعني التخلِّي عن أي أوهام، علنية أو خفية، تتعلق ببناء دويلات إسلامية أو كردية أو عربية أو علوية أو درزية، وغيرها.
وأوضح أن المؤتمر هو “مؤتمر استثنائي كونه يأتي في لحظة مفصلية، بعد إنهاء الحكم الشمولي، يواجه فيها السوريون مهمة إعادة بناء الدولة السورية على أسس جديدة. يمكن أن يكون المؤتمر إعلانًا لنهاية نمط من الحكم بدلًا من أن يُختزل الحدث السوري بإحلال سلطة جديدة محلَّ سلطة قديمة من دون أي تغيير في أسلوب الحكم وأهدافه.
ودعا إلى تُشكيل هيئة تحضيرية من شخصيات لا تطمح إلى أي منصب حكومي خلال السنوات الخمس المقبلة أو يُشترط عليها عدم تولِّي أي موقع خلال هذه الفترة.وإلى أن تتألف الهيئة التحضيرية من شخصيات قانونية وقضائية عريقة ومستقلة (مثلًا؛ اختيار أهم القضاة والمحامين والمثقفين السوريين المستقلين) ، كذلك الإعلان عن شخصيات الهيئة التحضيرية وتعريف الرأي العام السوري بها (اعتماد مبدأ الشفافية).
وقد تتالى الحديث عبر أجهزة صوتية أعدت لهذه الغاية ، فطرح كثيرون الأسئلة التي يرونها ضرورية للمرحلة فأجاب عليها الدكتور النهار بوضوح .
بوابة الشرق الأوسط الجديدة