تحليلات سياسيةسلايد

الاحتلال يواصل حملته في جنين… وتبادل اتهامات بين «فتح» و«حماس»

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي، حملتها العسكرية على مخيم جنين، حيث تركّزت الاشتباكات اليوم في بلدة برقين، بالتزامن مع تعمّق الخلافات بين حركتَي «فتح» و«حماس».

وتحاصر قوات الاحتلال منذ المساء، منزلاً في بلدة برقين غربي جنين، وأطلقت باتجاهه عدة قذائف وصواريخ من طائرة مُسيّرة. كما أكّد رئيس بلدية برقين حسن صبح خلال اتصال هاتفي مع وكالة «وفا» أن جيش الاحتلال استخدم النساء كدروع بشرية خلال محاصرة المنزل.

بدورها، أعلنت «سرايا القدس – كتيبة جنين» أن مقاتليها في سرية برقين «يخوضون معارك ضارية مع قوات العدو في محيط المنزل المحاصر (…) محقّقين إصابات مؤكدة». وفي بيان لاحق، أعلنت السرايا أنها أوقعت «قوة مشاة بحقل من النيران في محيط المنزل المحاصر، وأمطرتها بزخّات كثيفة من الرصاص».

كما اقتحمت قوات الاحتلال قريتي كفر عين وقراوة بني زيد، وبلدة بيت ريما وترمسعيا في رام الله، إضافةً إلى قريتي دير جرير ورمون، ما أدّى إلى اندلاع مواجهات بين الأهالي والقوات المقتحمة.

بالتوازي، تواصل قوات الاحتلال حصارها المشدّد على مدينة أريحا، حيث اقتحمت اليوم شارع القدس وعطّلت حركة المرور فيه. واندلعت على الأثر مواجهات أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي والقنابل، ولاحقت الشبان واعتقلت أحدهم.

«حماس» تتهم السلطة بالتعامل مع الاحتلال

إلى ذلك، استنكرت حركة «حماس»، في بيان، «تواصل نزيف الدم الفلسطيني على يد أجهزة السلطة في الضفة الغربية، والتي كان آخرها إصابة الشاب محمد شادي الصباغ من مخيم جنين، إلى جانب محاصرة مستشفى الرازي وملاحقة المقاومين، واعتقال المصابين، في سلوك يتجاوز كل الخطوط الحمر والأخلاق الوطنية».

واعتبرت الحركة أن «تزامن هذه الانتهاكات الخطيرة مع عدوان الاحتلال على جنين، لا يدع مجالاً للشك في أن التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال وصل إلى مستويات كارثية، وهو نهج مرفوض من كلّ مكوّنات شعبنا الفلسطيني وفصائله المقاومة».

كما دعت الحركة «كلّ الفصائل والشخصيات الوطنية والمجتمعية في الضفة الغربية إلى الخروج بكل قوة من أجل وضع حدّ لتجاوزات السلطة الخطيرة، ومواجهة عدوان الاحتلال واستهدافه للمقاومين في جنين، عبر تصعيد الاشتباك في كلّ نقاط التماس وعند الحواجز العسكرية والمستوطنات في الضفة»، إضافةً إلى «تنسيق الجهود الوطنية لمجابهة استهداف المقاومين، وتوسع عدوان الاحتلال في الضفة الغربية، والنهوض بالعمل المقاوم لتدفيع المحتل ثمن استمرار جرائمه وتصاعدها بشكل غير مسبوق».

و«فتح» تردّ

في المقابل، استنكرت حركة «فتح»، في بيان، «المواقف والتصريحات الغريبة» التي تصدر عن حركة «حماس»، متهمةً إياها بتقديم «تنازلات كبيرة للاحتلال الإسرائيلي للوصول إلى تفاهمات تحفظ سلطتها في قطاع غزة (…) بينما تصرُّ على منحه كل مبرّرات تدمير الضفة الغربية».

واتهم الناطق الرسمي باسم الحركة عبد الفتاح دولة، في بيان، قناة «الجزيرة» بشنّ «حملة إعلامية مشبوهة، تنسجم مواقفها مع أهداف الاحتلال، لتبرير سياساته العدوانية ضد الضفة الغربية، بما في ذلك اقتحام المستشفيات وتشويه صورة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في محاولة لخلق الفوضى وزرع الفتنة بين أبناء شعبنا».

وإذ شدّد على أن «الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني ومؤسساتنا الوطنية مسؤولية جماعية تتطلب الوحدة والتماسك»، أكّد دولة أن حركته «ستبقى الحامي الأمين لحقوق شعبنا وطموحاته في الحرية والاستقلال، وسنواصل العمل بكلّ قوة لإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967».

 

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى