تحليلات سياسيةسلايد

مفاجأة من العيار الثقيل.. هل وافقت دول عربية على استقبال سكان غزة وقبلت مُخطط التهجير؟

نادر الصفدي

من جديد، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على تمسكه بكل قوة بخطة ترحيل سكان قطاع غزة، نحو دول عربية مجاورة من بينها الأردن ومصر، رغم إعلان تلك الدول رفضها القاطع لـ”مخطط التهجير”، ومقاتلتها مع الفلسطينيين للتصدي له.

 

لكن، يبدو أن ترامب قد وضع فعليًا تفاصيل هذه الخطة التي وصفها الفلسطينيون بـ”النكبة الجديدة”، بل أكثر من ذلك حين أعلن للمرة الثانية أنه أجرى اتصالات رسمية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني، للتباحث في سبل تنفيذ هذا المخطط الذي يعد الأكثر خطورة على فلسطين وقضيتها.

خطوات ترامب والتي جاءت بعد أيام قليلة من إعلان توقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يؤكد وجود شيء يُطبخ على نار هادئة داخل الغرف المغلقة، وأن نتائج هذه التحركات ستكون خطيرة ومقلقة جدًا للفلسطينيين بشكل خاص والمنطقة بشكل عام.

ووفق رؤية مراقبين ومحللين، فإن تحركات ترامب قد تجد طريق التنفيذ الفترة المقبلةـ في حال استخدم الرئيس الأمريكي أساليب الابتزاز والضغط التي اعتاد استخدامها على الدول العربية وعلى رأسهم مصر والأردن، وقد يلجأ لتنفيذ خطته حتى لو لجأ للغة التهديد والعقوبات المالية والإقتصادية وغيرها من الطرق الملتوية.

وذكر مراقبون، أن مواقف مصر والأردن حتى اللحظة صامدة ومشجعة برفض قاطع لمخطط ترامب تهجير سكان غزة، لكن ذلك يحتاج إلى دعم عربي وإسلامي ودولي أكثر صرامة لإفشال هذا المخطط، ودون ذلك قد ينجح ترامب في تنفيذ خطته.

ووفق وسائل إعلام عبرية، فإن دول عربية غير مصر والأردن قد تقبل باستقبال الآلاف من الفلسطينيين على أراضيها ضمن تفاهمات خاصة ووفق آلية محددة يوافق عليها الفلسطينيون بأنفسهم، مُرجحة أن تخضع خطة ترامب للكثير من الجدل خلال الفترة المقبلة.

وبالنسبة لإسرائيل وما صرح به الكثير من المسؤولين هناك خلال الساعات الماضية، فإن خطة ترامب تعد “كنزًا إستراتيجيًا” لا يمكن التفريط به تحت أي ظرف كان، وأنها تبارك وتشيد وتدعم أي مخطط لتفريغ سكان غزة وتهجير سكانها لأي دول عربية أو أجنبية أخرى.

وقال عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية، إن الهدف الحقيقي وراء مقترح ترامب الأخير “تطهير” غزة وتهجير سكانها إلى الأردن ومصر، يخفي في الواقع سعيا إلى إرضاء وخدمة اليمين المتطرف في إسرائيل من جهة، ونهب ثروات القطاع الفلسطيني، وخصوصا منطقة الشمال من جهة أخرى.

واليوم الثلاثاء، جدد ترامب حديثه عن تهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة، موضحا أنه تحدث بهذا الخصوص مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وسط عودة عشرات آلاف من النازحين بجنوب ووسط القطاع نحو الشمال.

وقال ترامب للصحفيين، مساء الاثنين: “أرغب في جعلهم (فلسطينيي غزة) يعيشون في منطقة يمكنهم العيش فيها دون اضطراب أو ثورة أو عنف”، وفقا لما ذكره البيت الأبيض.

وأوضح أنه تحدث إلى السيسي بشأن هذه المسألة، لكنه لم يوضح ماهية رأي الرئيس المصري بهذا الخصوص، كما لم يصدر تعليق فوري من القاهرة بشأن ذلك.

حديث ترامب عن تهجير فلسطينيي القطاع جاء في تاسع أيام اتفاق وقف إطلاق النار بغزة بين “حماس” وإسرائيل، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

وأضاف: “عندما ننظر إلى قطاع غزة نجده تحول إلى جحيم منذ عدة سنوات (…) بدأت حضارات مختلفة على هذا القطاع منذ آلاف السنين، وكانت مرتبطة دائما بالعنف”.

وتابع الرئيس الأمريكي: “يمكننا جعل الناس يعيشون في مناطق أكثر أمانا، وربما أفضل بكثير وأكثر راحة”.

والسبت، تحدث ترامب عن رغبته في أن تستقبل مصر والأردن مزيدا من فلسطينيي غزة، الأمر الذي رفضته الدولتان، وقال إنه سيناقش هذه القضية أيضا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي من المتوقع أن يزور الولايات المتحدة “قريبا جدا”، وفق المصدر ذاته.

والأحد، أكدت مصر، في بيان للخارجية، رفضها “المساس بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل”.

واعتبرت ذلك المسار “تهديدا للاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها”.

كما أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في مؤتمر صحفي الأحد، أن “رفض الأردن للتهجير ثابت لا يتغير وضروري لتحقيق الاستقرار والسلام الذي نريده جميعا”، وشدد على أن “حل القضية الفلسطينية في فلسطين، والأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين”.

الأمم المتحدة أيضا رفضت تهجير فلسطينيين غزة إلى دول مجاورة، حيث قال متحدثها ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي الاثنين: “سنكون ضد أي خطة تؤدي إلى التهجير القسري للفلسطينيين من غزة، أو تؤدي إلى أي نوع من التطهير العرقي”.

ويبقى التساؤل.. هل سترضخ مصر والأردن لضغوط ترامب؟ وما خطورة الخطة؟ وهل هناك من العرب من يدعمها سرًا؟

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى