تحليلات سياسيةسلايد

إتمام جولة جديدة من التبادل: أميركا تدفع بمفاوضات المرحلة الثانية

انتهت الجولة الثالثة من المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين العدو الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه الثاني عشر. وبعدما علّق العدو الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين على رغم تسلّمه 8 أسرى إسرائيليين (أربيل يهود وغادي موزيس، والمجنّدة آغام بيرغر، و5 عمّال تايلانديين)، وذلك على خلفية ما أثارته مشاهد إطلاق سراح الأسرى من أمام منزل رئيس حركة «حماس» السابق الشهيد يحيى السنوار، في خانيونس جنوبي القطاع، من غضب لدى قادة الاحتلال، عاد الأخير وأطلق سراح 110 فلسطينيين، وفق الاتفاق. ومن بين هؤلاء، رشيد الرشق، الذي تزعم إسرائيل أنه خطّط لاغتيال وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير، وتنفيذ عمليات إضافية في عام 2022، والمحكوم عليه بالسجن لمدة 13 عاماً وأُطلق سراحه، أمس، في البلدة القديمة في القدس. وعلّق بن غفير على ما تقدّم بالقول، إن إطلاق الرشق مع زكريا الزبيدي وغيرهما، «شهادة على الاستسلام والاتفاق التفريطي».

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وصف مشاهد الأسرى الإسرائيليين وهم بين الجماهير وعناصر المقاومة في خانيونس، بـ«المشاهد الصادمة»، وقال في بيان: «أرى بهلع شديد المشاهد الصادمة خلال إطلاق سراح رهائننا. هذا دليل إضافي على قسوة حركة حماس التي لا توصف». أما بن غفير، فقال إن «الصور المروّعة القادمة من غزة توضح أنّ هذا ليس انتصاراً كاملاً، بل فشلٌ كامل، في صفقة متهوّرة لا مثيل لها». وفي حين كشفت قناة «كان» العبرية، عن تهديد إسرائيلي وصل إلى الوسطاء بأنه «إذا تكرّرت مشاهد خانيونس سيكون فتح معبر رفح في خطر»، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «عازمون على إعادة جميع مختطفينا الأحياء والأموات»، مضيفاً أن «مشاهد خانيونس الصعبة حصلنا على تعهدٍ بعدم تكرارها». وفي المقابل، رأت حركة «حماس» أن الاحتشاد الجماهيري خلال تسليم الأسرى الإسرائيليين في جباليا وخانيونس، «رسالة إلى المحتل بأنّ الشعب الفلسطيني باقٍ في أرضه».

وفي موازاة ذلك، استكمل المبعوث الخاصّ للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، زيارته إلى الكيان الإسرائيلي، بعدما زار قطاع غزة، أولَ أمس، بمرافقة المسؤولين الإسرائيليين. والتقى ويتكوف نتنياهو مرتين خلال 24 ساعة، إضافة إلى وزير الحرب يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومسؤولين آخرين في الكيان. وقال مراسل موقع «واللا» العبري، باراك رافيد، إن المبعوث الأميركي قال له في مقابلة خاصة، إنه «أبلغ رئيس الوزراء نتنياهو وكبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة تتقدّم بشكل جيّد، ويجب الاستمرار في تنفيذها والمضي قدماً في تطبيقها». وبحسب رافيد، فإنه من المقرّر أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة الإثنين المقبل، حيث «تريد إدارة ترامب رؤية تقدّم الصفقة إلى المرحلة التالية أيضاً من أجل إطلاق سراح الجميع»، علماً أن المنسّق الإسرائيلي لشؤون الأسرى، غال هيرش، أعلن أن «زيارة نتنياهو لواشنطن ستتزامن مع بدء مفاوضات المرحلة الثانية». كما التقى ويتكوف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ورئيس حزب «شاس»، الوزير أرييه درعي. وبحسب التقارير الإسرائيلية، فقد «تمّ إرسال الاثنين إلى الاجتماع من قبل نتنياهو، حتى يتمكّنا من فهم ثمن حلّ الحكومة». وقال سموتريتش، بعد لقاء ويتكوف: «ناقشنا عودة الرهائن والانتصار الكامل لأمن إسرائيل»، مضيفاً: «ناقشت مع ويتكوف التفكير الجديد الذي تشجّعه واشنطن للقضاء على قوى الشرّ وتعزيز السلام من خلال القوة».

 

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى