لماذا أعلن “الجيش المصري الثالث” الاستنفار؟..

يُلاحظ مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوى ومطّلع على خفايا الأمور أن الخطّة المصرية التي قُدمّت بملامحها الأولية للجانب الأمريكي بخصوص “إعمار غزة بدون تهجير” تضمّنت إشارات متقدمة بعنوان التاكيد على رفض مصر لأي نمط من التهجير يمكن أن يؤدي لخلط مكون ديمغرافي فلسطيني بآخر مصري في محافظة سيناء.
يرى المصريون أن الوضع الأمني في سيناء بالقرب من البحرين الأحمر والمتوسط وعلى ضفاف قناة السويس لا يقبل بأي حال أي مغامرة لوجتسية تتضمّن استقبال عدد ضخم من الفلسطينيين في الأراضي المصرية.
وقُدّمت للأمريكيين شروحات عسكرية وأخرى أمنية حاولت تقديم توضيحات بخصوص “الأمن القومي المصري”
واستنادًا إلى مصادر في واشنطن قدّم المصريون لوزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو مطالعة مكتوبة شاملة تتضمن شرحا مفصلا للأسباب الأمنية التي تُملي على المؤسسة العسكرية المصرية رفض تقديم أي تسهيلات لخطّة التهجير التي يقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وترتكز تلك المُطالعة على مخاطر التحريك الديمغرافي مع ترحيل فلسطينيين عن أرضهم على “أمن الممرات المائية” ووجود “حاضنة اجتماعية” من قبائل بدو سيناء متعاطفة مع الشعب الفلسطيني لا بل قريبة من حركة حماس التي تمكّنت برأي المؤسسات المصرية من اختراق مجتمعات قبائل سيناء في ملف تعمل عليه الآن المنظومة الأمنية المصرية وبكثافةٍ شديدة.
بالتوازي وفي المُقابل قُدّمت تلك الشروحات المصرية لدوائر أمريكية عميقة في الوقت الذي بدأت فيه المؤسسة العسكرية المصرية بتوجيه رسائل مُحدّدة للجانب الإسرائيلي.
وهي رسائل تقول وبالإشارت العسكرية إن مصر لن توافق إطلاقا على سيناريو التهجير الجماعي للفلسطينيين وإن كل ما ستقبله فقط هو مجموعة من الفلسطينيين من أبناء القطاع ولأسباب إنسانية وضمن إقامة الغرباء والزوار المؤقتة فقط.
ومن بين تلك الرسائل ما رددته بعض التقارير الإسرائيلية عن تمكّن خمس طائرات مسيرة من الإفلات بكمية كبيرة من الأموال النقدية من سيناء في مسألة من الصعب حسب الإسرائيليين أن تنجز بدون ضوء أخضر من السلطات المصرية حتى أن الجانب الإسرائيلي تمكّن من إسقاط إحدى الطائرات وأبلغ شاكيًا الجانب الأمريكي بالواقعة.
لاحقا وبمجرد انتهاء لقاء القمة بين الرئيس ترامب والعاهل الأردني الملك عبد الثاني أعلن الجيش المصري الثالث ويمثل القيادة المختصة بسيناء والحدود مع غزة الدخول في حاله الاستنفار القصوى فجر الأربعاء الماضي.
وهي رسالة طارئة تُفيد أن الجيش المصري مستعد للجانب العسكري القتالي في منع خطط ترامب في التهجير ولأي خطوة إسرائيلية عسكرية لتحريك السكان.
قبل ذلك تردّد أو ردد الخبراء العسكريون أن آليات مجنزرة عسكرية تابعة للجيش المصري الثالث دخلت إلى المناطق منزوعة السلاح في سيناء على الحدود مع الجانب الإسرائيلي.
واعتبر الإسرائيليون تلك رسالة أيضًا فيما يُصر الجانب المصري على أن خطّته لإعادة الإعمار تتطلّب انسحابًا إسرائيليًّا كاملًا من محور فيلادلفيا.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية