تحليلات سياسيةسلايد

هل استهان نتنياهو بمصر وقطر؟ وما هو هدف تعطيل الصفقة الآن؟ …

نادر الصفدي

نجح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بكل جدارة في قلب طاولة المفاوضات وتعطيل مباحثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع حركة “حماس”، بحجة “الطقوس المُهينة” التي تمارسها الحركة خلال عمليات تبادل الأسرى التي يشاهدها العالم أجمع.

 

نتنياهو كان ينتظر هذه الفرصة على أحر من المجر وقد جاءت لحجره على “طبق من ذهب”، فحاول استغلالها على أكمل وجه، لإرضاء الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تهدد بالانسحاب من الحكومة الإسرائيلية، فور دخول إسرائيل بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ونتنياهو بهذه الخطوة التي كانت متوقعة، أرسل رسالة جديدة للوسطين المصري والقطري، بأن الصفقة لا تزال هشة وأنه لا يزال يملك زمام الأمور وقادر على قلب طاولة المفاوضات بأي لحظة، حتى لا تسجل حركة “حماس” عليه أي نقطة يمكن أن تهدد حكومته المترنحة.

ومنذ قرار نتنياهو تعطيل الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، بدأ الوسطاء التحرك بهذا الملف بعد أن أصدرت حركة “حماس” بيانًا صارمًا وجهت فيه الاتهام لرئيس الحكومة الإسرائيلية بمحاولة نسف الصفقة، إلا ان جهود الوسطاء حتى هذه اللحظة لم تثمر عن أي نتائج تذكر، فيما لم يصدر عن الإدارة الأمريكية أي تعقيب.

وأعلنت إسرائيل ومصادر فلسطينية بشكل رسمي، تأجيل الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان مقتضب “تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي حتى إشعار آخر” دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

فيما أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، في بيان، تأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين “لحين التزام حماس بضمان إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليون المتبقين دون طقوس مهينة” حسب وصفها.

وكان مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس ذكر، أن من بين الأسرى 151 أسيرًا من المؤبدات والأحكام العالية موزعون كما يلي: 43 أسيرًا سيفرج عنهم إلى الضفة والقدس، و97 إبعاد إلى خارج الوطن، 11 أسيرًا من غزة قبل السابع من أكتوبر 2023، لافتًا إلى أن العدد المتبقي 445 هم من معتقلي غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إضافة إلى 24 من الأسيرات والأسرى الأطفال.

وضمن الدفعة السابعة لصفقة التبادل، سلمت حركة “حماس” الجانب الإسرائيلي 6 أسرى أحياء في وقت سابق السبت، وقبلها أطلقت الخميس 4 جثامين لأسرى آخرين.

وتعد الدفعة السابعة من الأسرى الإسرائيليين الأحياء الأخيرة في المرحلة الأولى من صفقة التبادل، حيث يتبقى تسليم جثامين 4 إسرائيليين فقط ضمن هذه المرحلة التي تتضمن إجمالا 33 أسيرا، 25 منهم أحياء و8 أموات.

وفي حال الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين المفترض ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل، يرتفع إجمالي المطلق سراحهم إلى 1755، بينهم عشرات ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن تأخر الإفراج عن الدفعة السابعة جاء “حتى انتهاء مشاورات أمنية يعقدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء السبت، بشأن مفاوضات المرحلة الثانية” من اتفاق غزة، وهو تأخير اعتبرته حركة حماس، على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع، “خرقا فاضحا للاتفاق.

وأضاف القانوع: “في الوقت الذي تجاوبت فيه حماس مع جهود الوسطاء لإنجاح عملية التبادل، يواصل مجرم الحرب نتنياهو سلوك التسويف والمماطلة ويؤخر الإفراج عن الأسرى”.

كما أكد عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عزت الرشق، أن قرار نتنياهو يعكس محاولة متعمدة لتعطيل الاتفاق ويمثل خرقًا واضحًا لبنوده ويظهر عدم موثوقية الاحتلال في تنفيذ التزاماته.

واستنكر الرشق، بشدة قرار الاحتلال بتأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين حيث يكشف هذا القرار مجددًا مراوغات الاحتلال وتنصله من التزاماته، معتبرًا تذرع الاحتلال بأن “مراسم التسليم مهينة” هو ادعاء باطل وحجة واهية تهدف إلى التهرب من التزامات الاتفاق، موضحاً أن المراسم لا تتضمن أي إهانة للأسرى بل تعكس التعامل الإنساني الكريم معهم.

وشدد الرشق، على أن الإهانة الحقيقية هي ما يتعرض له أسرانا خلال عملية الإفراج من تعذيب وضرب وإذلال متعمد حتى اللحظات الأخيرة، وقال:” يتم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وهم مقيدو الأيدي ومعصوبو الأعين كما يتم تهديد ذويهم بعدم إقامة أي احتفالات لاستقبال أبنائهم المحررين.”

وطالب الرشق، الوسطاء والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم والضغط على الاحتلال لتنفيذ الاتفاق والإفراج عن الأسرى دون أي تأخير.

هذا وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن تأخير إسرائيل عملية إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من شأنه أن يعرض تنفيذ الاتفاق للخطر، وأفادت الصحيفة: يمكن أن يؤدي التأخير الإسرائيلي في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين إلى انفجار يؤدي إلى العودة إلى القتال.

وتابعت “هذه ليست المرة الأولى التي يتشدد فيها نتنياهو في موقفه بعد التوصل إلى بعض الاستنتاجات في المناقشات”.

هل نسف نتنياهو الصفقة؟ وهل باتت الحرب أقرب من المرحلة الثانية من المفاوضات؟ وهل أحرج نتنياهو مصر وقطر؟

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى