تحليلات سياسيةسلايد

تسليح الجيش المصري يفاقم هواجس إسرائيل من فقدان التفوق

موقع إسرائيلي يصف حصول مصر على مقاتلات ‘رافال’ بأنه نقطة تحول إستراتيجية، مشيرا إلى أن باريس تمثل رافعة تسليحية كبرى للقاهرة.

 

سلّطت مجلة “إسرائيل ديفونس” التابعة للجيش الإسرائيلي الضوء على تسارع وتيرة تسليح القوات المصرية، معتبرة أن حصول القاهرة على طائرات “رافال” الفرنسية يشكل نقطة تحول إستراتيجية في توازن القوى بالمنطقة، فيما ينضاف هذا التقرير إلى تقارير أخرى نشرها إعلام عبري دعت إلى أخذ تنامي قدرات الجيش المصري على محمل الجدّ.

وبحسب المصدر نفسه فإن الدفعة الجديدة من المقاتلات الفرنسية التي ستعزز قريبا القوات المصرية خضعت خلال الآونة الأخيرة لرحلات تجريبية، مشيرة إلى أنها تأتي في إطار صفقة تسليحية بين القاهرة وباريس.

ويبدو أن إسرائيل تتوجس من تنامي التعاون العسكري بين فرنسا ومصر، خاصة بعد الزيارة التي أداها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى القاهرة منذ نحو أسبوع والتي توجت بتوقيع إعلان مشترك لتطوير العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، فيما توجت المباحثات بإبرام حزمة اتفاقيات في عدة مجالات.

وتعتبر ‘رافال’ واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة تطورا في العالم، وقد تم استخدامها في القتال في أفغانستان وليبيا ومالي والعراق وسوريا وحققت نجاحا كبيرا في سوق التصدير، حيث تم بيعها إلى العديد من الدول، بما في ذلك مصر والهند وقطر واليونان وكرواتيا وإندونيسيا وصربيا.

ويأتي هذا التطور في وقت تشهد العلاقات المصرية الإسرائيلية توترا على خلفية الحرب على غزة وتمسك القاهرة برفضها لأي مخططات تهدف إلى إجبار الفلسطينيين على اللجوء إليها، بينما تقود جهودا إلى جانب الولايات المتحدة وقطر للعودة إلى الهدنة في الحرب على القطاع وطرحت في وقت سابق خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها وذلك ردا على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيطرة على المنطقة وتهجير أهلها، فيما قوبلت الخطة برفض عربي واسع.

كما عمقت التعزيزات العسكرية التي دفعت بها مصر خلال الآونة الأخيرة إلى سيناء، القلق الإسرائيلي، في خطوة اعتبرها إعلام عبري بأنها تشكل انتهاكا لمعاهدة كامب ديفيد للسلام المبرمة بين البلدين في العام 1979.

وفي سياق متصل سلّط موقع “Nziv.net” الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الأمنية الضوء على تنامي التعاون العسكري بين باريس والقاهرة، لافتا إلى أن “فرنسا تمثل رافعة تسليحية كبرى لمصر، خصوصا في ظل التوترات المتصاعدة في الإقليم”.

وأشار إلى أن “القاهرة بدأت تحصل على أسلحة نوعية كانت محظورة عليها سابقا بفعل الضغوط الإسرائيلية، ومن أبرزها صواريخ ‘ستورم شادو’ التي يصل مداها إلى 300 كم، وصواريخ جو- جو بعيدة المدى و’إكزوسيت’ المضادة للسفن بالإضافة إلى قنابل ذكية”.

وذكّر المصدر نفسه بعدد من الصفقات من بينها صفقة وقعت في العام 2021 وتسلمت مصر بمقتضاها 30 طائرة رافال كدفعة أولى وحاملتي مروحيات من طراز ‘ميسترال’ وفرقاطة ‘فريم’ وطائرة متعددة المهام من طراز تيبا-1 مزودة بأنظمة متقدمة.

وكشف أن “إسرائيل تراقب عن كثب مساعي مصر للحصول على صواريخ “ميتيور” جو – جو ذات مدى يتجاوز 250 كيلومتر”، وهو ما تعتبره الدولة العبرية تهديدا مباشرا لتفوق قواتها الجوية. كما تتوجس من جهود تبذلها القاهرة لتزويد جيشها بغواصات هجومية متطورة.

ونقل الموقع الإسرائيلي عن اللواء سمير فرج، الخبير العسكري ومدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بالجيش المصري، قوله إن “مصر تمتلك منظومات دفاعية حديثة ومتنوعة، بما في ذلك المنظومة الصينية بعيدة المدى التي تشبه صواريخ إس – 400 الروسية”.

وأشار التقرير الإسرائيلي إلى أن “هذا الإعلان يمثل المرة الأولى التي يتم فيها الكشف رسميا عن تشغيل الجيش المصري لهذه المنظومة المتطورة”، مضيفا أن “هذا التطور يعكس نوعا في مصادر التسلح وتعزيزا لقدرات الدفاع الجوي المصري”.

وهي ليست المرة الأولى التي يحذر فيها مسؤولون إسرائيليون من سعي مصر إلى تسليح جيشها بأحدث أنواع السلاح، إذ أكد البروفيسور عوزي رابي وهو من كبار الباحثين بمركز ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب في وقت سابق أن “الجيش الصري بات من أقوى وأحدث الجيوش في المنطقة”.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى