بغداد تستكمل استعداداتها: قمة «فولكلورية» أخرى؟

أكّدت بغداد جاهزيتها الكاملة من النواحي اللوجستية والأمنية والدبلوماسية لاستضافة القمة العربية المقرّرة في 17 أيار الجاري، واصفة الحدث بـ”الفرصة التاريخية” لإعادة تثبيت مكانة العراق في المحيط العربي، وتعزيز دوره في الملفات الإقليمية الحساسة. وفيما أبدت بعض الكتل السياسية دعمها الكامل لانعقاد القمة في بغداد، معتبرة إياها خطوة مهمة لاستعادة ثقة العرب، أظهرت قوى أخرى موقفاً أكثر تحفّظاً، مطالبةً بأن تُستثمر القمة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية واضحة للعراق، لا أن تكون فعّالية بروتوكولية فقط.
وفي هذا السياق، اعتبر سياسي عراقي بارز، في حديث إلى “الأخبار”، أن زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لدول الخليج بالتزامن مع انعقاد القمة، ربما ستؤثّر عليها كحدث مهم في الساحة الإقليمية، متوقّعاً أن لا يحضر بعض القادة العرب القمة، وخاصة قادة السعودية وقطر والإمارات، في حال مضت زيارة ترامب وفق مواعيدها.
ورأى السياسي أن “القمة العربية لن تنتهي بنتائج مهمة، بل ستكون كما في السابق بروتوكولية، فضلاً عن أن حضور الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، المحتمل، قد يسبّب أزمة داخلية”.
وفي ما يتعلق بحضور الشرع، ذكرت وزارة الثقافة العراقية، في بيان، أنه بتكليف من رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، قام وزير الثقافة والسياحة والآثار، أحمد فكاك البدراني، بتسليم الشرع دعوة رسمية للمشاركة في القمة. كما ذكرت مصادر مقرّبة من “الإطار التنسيقي” أن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، طلب من قادة “الإطار التنسيقي” دعم القمة وعدم التقليل من أهميتها، مبيّنة أن السوداني دعا الشرع بطلب من دول خليجية، فضلاً عن اشتراط “جامعة الدول العربية” عدم تهميش سوريا في هذه المناسبة.
لكنّ النائب السابق، علي الموسوي، قلّل من أهمية انعقاد القمة، واصفاً إياها بـ”الاستعراض البروتوكولي المُكلف”، والذي لن يغيّر من الواقع العربي شيئاً. وقال في تصريح إلى “الأخبار”، إن “القمم العربية، ومنذ سنوات طويلة، لم تُفضِ إلى أي نتائج حقيقية يمكن البناء عليها، خصوصاً في ظل الأحداث القاسية والمؤلمة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة، والاعتداءات المتكرّرة في لبنان”، مضيفاً أن “البيانات الختامية لا تتجاوز حدود الورق، ولا تملك القوة أو الإرادة لمواجهة التحديات الإقليمية”.
وتابع أن “صرف الأموال والجهود على تحضيرات القمة في هذا التوقيت الحرج، وفي ظل أزمات اقتصادية وخدمية خانقة، لا يبدو خياراً منطقياً ولا مقبولاً لدى الشارع العراقي”، لافتاً إلى أن “ما يحتاج إليه العراق اليوم هو استقرار سياسي داخلي، وإصلاح حقيقي، لا مؤتمرات تُستهلك إعلامياً من دون أثر ملموس”.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية نقلت عن مصادر حكومية عراقيّة، قولها إن وفداً من الأمانة العامة لـ”جامعة الدول العربية”، ترأّسه الأمين العام المساعد حسام زكي، حطّ في بغداد في زيارة تهدف إلى مراجعة الترتيبات اللوجستية النهائيّة للقمة. وتفقّد الوفد القاعات التي ستحتضن الاجتماعات التمهيدية، والتي ستتوالى على مراحل تبدأ بلقاءات كبار المسؤولين، ثم المندوبين الدائمين، فاجتماعات وزراء التجارة، وصولاً إلى وزراء الخارجية، قبل أن تُختتم بحضور القادة والزعماء العرب.
صحيفة الاخبار اللبنانية