وزارة الرياضة والشباب في سورية : طموحات ولغة جديدة في التعامل مع الشباب
الكاتب السوري عماد نداف
اللافت في الحكومة السورية الجديدة التي تشكلت بعد سقوط النظام السابق هو إحداث وزارة جديدة تحت اسم ( وزارة الرياضة والشباب) ، وهي إطار حكومي يدير أنشطة الشباب في المجتمع وينظم نشاطات المجتمع الأهلي الشبابية، ويتولى الآن هذه الوزارة السيد محمد سامح الحامض.
وآليات التعاطي مع الشباب في سورية في الحقبة الماضية تمت من خلال منظمة اتحاد الشبيبة التي تهالكت في السنوات الأخيرة وفقدت مصداقيتها وتحولت إلى منظمة عاجزة حتى عن إقامة حتى مهرجان خطابي من المهرجانات التي اعتاد عليها السوريون في سياسة النظام للترويج لقيادته وسياسته.
وهذا يعني أن الاتجاه نحو وزارة للشباب سينسف المنطق القديم من جذوره ويؤسس للغة جديدة في التعاطي مع الشباب الذين هاجرت نسبة كبيرة منهم إلى بلاد العالم وبحثت عن أوطان جديدة لها نتيجة الملاحقات الأمنية والبطالة والتجنيد لسنوات طويلة في حرب غير مقتنعين بها.
وقد تسنى لي المشاركة في حوار مع وفد أوفده وزير الرياضة والشباب لزيارة مركز “رؤية للفنون”، كتأكيد منه عن التزام الوزارة بدعم المبادرات الثقافية والفنية الموجهة للشباب، وكانت مشاركتي هي من كوني قمت بتدريس مادة التثقيف الذاتي لكتاب السيناريو والمخرجين الشباب برفقة المخرج هشام فرعون وبإشراف السيد جورج بشارة.
مثل الوزير في هذا اللقاء شاب واسع الأفق هو السيد محمد السباعي الذي يعمل مستشاراً للوزير لشؤون الشباب، فأنصت باهتمام وصبر لآراء مجموعة كبيرة من الناشطين الشباب في مختلف الفنون، ووعدهم بتبني طموحاتهم التي أسعدته نماذجها التي تعرف عليها على صعيد المسرح والسينما والرقص والفنون التشكيلية .
وينبغي في هذا الصدد التأكيد على عدة مسائل على غاية الأهمية ، من بينها :
أن المجتمع السوري ينتظر بصبر المبادرات الخلاقة من الدولة الجديدة، وطبعا هذه نقطة تحتاج إلى سعي من أجل دمج المجتمع في تطلعات الدولة لأن الفعالية الحقيقية لاتتم من دون مشاركته .
أن الشباب هم في أخطر حالة من الحالات التي مرت على أجيالهم منذ الاستقلال، فهم أمام غزو عارم من منتجات عصر التفاهة ووسائل التواصل، وهم يعانون من كبت مزمن في الحريات الفكرية والثقافية ناهيك عن موات طويل أصاب مواهبهم نتيجة إهمال الدولة لها.
أن النقلة الفعلية لجيل الشباب من كونه (أداة تصفيق) إلى مهمة جديدة هي البناء والإبداع لاتتم من دون إدارة حديثة وشجاعة وسخية تقوم بها الجهة المعنية في الدولة أي وزارة الشباب .
يحتاج شباب سورية اليوم إلى حضن دافئ وحكيم ومنفتح على طموحاتهم وحريتهم الجديدة، وهذا الحضن تتكفل به الوزارة الحديثة ، ومن هنا ندعو إلى حوارات متواصلة في المراكز الثقافية والمنتديات للإصغاء إلى هموم الشباب ، وهموم الشباب بالضرورة هي هموم المستقبل التي تخص الجميع .
في الحوار الذي شاركتُ فيه، كنت متيقنا من وجود النية في العمل، ومن وجود الإرادة والتصميم على إحداث نقلات سريعة على هذا الصعيد، وأكبر خطر يواجه هذه الطموحات هو المراوحة ومرور الزمن من دون إنجاز .