المغرب يقترب من تعزيز قواته المسلحة بمقاتلات ‘الشبح’

يقترب المغرب من تعزيز قواته المسلحة بطائرات “أف – 35” الأميركية، على ما كشفه موقع “تايمز أيروسبيس” البريطاني، المتخصص في أخبار صناعة الطيران، ليكون بذلك أول بلد عربي وإفريقي يحصل على المقاتلات الأكثر تطورا في العالم، ما من شأنه أن يحقق نقلة نوعية في القدرات الدفاعية للمملكة التي تحولت إلى قوة عسكرية صاعدة.
ووفق المصدر نفسه لا تقتصر الصفقة على الطائرات، بل تشمل برامج تدريب وصيانة وتحديثات دورية، مما يرفع مستوى الكفاءة التقنية والعملياتية للقوات الجوية المغربية.
ومن شأن امتلاك هذا النوع من الطائرات أن يعزز القدرة الردعية للمغرب، ويجعله لاعبا عسكريا أقوى على الساحة الإقليمية والدولية، كما يبعث برسالة واضحة إلى جميع الأطراف، مفادها أن المملكة عازمة على حماية مصالحها وأمنها القومي، وتحظى بدعم قوى دولية كبرى تتصدرها الولايات المتحدة.
وأشار الموقع إلى أن “الصفقة تتضمن توريد 32 طائرة أف – 35 إلى القوات المسلحة المغربية، بقيمة تصل إلى نحو 17 مليار دولار تشمل تكاليف الشراء والصيانة”، موضحا أن “مصادر في معرض ومؤتمر الدفاع الدولي “أيدكس”، الذي احتضنته أبوظبي في فبراير/شباط الماضي، أكدت أن عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض من شأنها أن تُعجل باستكمال هذه الصفقة التي بدأها في ولايته الأولى.
وتعتبر الموافقة الأميركية على تزويد دولة غير عضو في حلف شمال الأطلسي “الناتو” أو من الحلفاء المقربين جداً للولايات المتحدة بطائرات أف – 35 مؤشرا قويا على عمق العلاقة الإستراتيجية والثقة بين البلدين
وتعكس هذه الصفقة تقدير الولايات المتحدة لدور المغرب كشريك أمني وإستراتيجي مهم في منطقة شمال أفريقيا والساحل، لا سيما في مكافحة الإرهاب والاستقرار الإقليمي.
وتشير بعض التقارير إلى أن الموافقة الإسرائيلية على الصفقة، التي تعتبر ضرورية نظراً لحساسية التكنولوجيا، تأتي في سياق اتفاقيات أبراهام، مما يضيف بعداً آخر للعلاقات الدبلوماسية والأمنية.
وعلى الرغم من القيود والشروط التي تفرضها الإدارة الأميركية على استخدام هذه الطائرات، إلا أن الحصول عليها يضع المغرب في مصاف الدول التي تمتلك تكنولوجيا عسكرية متطورة للغاية.
ويشهد التعاون العسكري بين واشنطن والرباط تناميا لافتا، حيث أبرم البلدان خلال الأعوم الأخيرة عدة صفقات تحصلت بموجبها المملكة على صواريخ من بينها “هيرماس” وهاربون” ومدرعات وأنظمة دفاع جوي متطورة بالإضافة إلى مقاتلات الأباتشي.
وأشارت تقارير إلى أن “المغرب يعد أكبر مشتر للمعدات العسكرية الأميركية في القارة الأفريقية“، فيما فاقت قيمة الصفقات 8.5 ملايير دولار.
وبحسب المصدر نفسه تجري شركة “لوكهيد” الأميركية تعديلات على سرب من طائرات أف – 16 التي يمتلكها المغرب بهدف تزويدها برادار متطور ونظام إدارة الحرب الإلكترونية ونظام دفاع متقدم بالإضافة إلى تجهيز طائرتي استطلاع ومراقبة جديدتين من طراز “Gulfstream 550 “تابعتين للمغرب.
وستؤثر هذه الصفقة بشكل مباشر على موازين القوى العسكرية في شمال أفريقيا، وخاصة مع الجزائر، التي تمتلك أسطولا جوياً يعتمد بشكل كبير على الطائرات الروسية، مثل السوخوي سو 57، ما من شأنه أن يدفع دولا أخرى في المنطقة إلى السعي لتحديث ترساناتها العسكرية بهدف مجاراة تفوق القوات المسلحة المغربية.
وأوضح الموقع البريطاني أن “حصول المغرب على هذه الأسلحة النوعية سيضمن له قدرة عالية على مراقبة الجيران والمنافسين الجيوسياسيين، ومن بينهم الجزائر”.
وتابع أن “السلطات الجزائرية تشعر بالقلق من تنامي قدارت الجيش المغربي”، مضيفا أن الإنجازات التي حققتها المملكة في تسليح قواتها دفعت الجزائر لتصبح أول زبون أجنبي لطائرة سوخوي من الجيل الخامس، غير أنها لا تقوم بدمج مختلف أصولها القتالية بالكفاءة والتكامل نفسهما اللذين يميزان جارتها.
ميدل إيست أون لاين