هل اعتزلت فيروز ‘جارة القمر’ الغناء؟
أشار الملحن والموزع الموسيقي زياد الرحباني نجل المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز ان والدته قد اعتزلت الغناء.
وكتب الرحباني عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “لقد تبدل العالم بعد أن تخلت أمي عن الغناء”، وأثار ذلك الخبر استياء متابعيه وعشاق فيروز.
وتسائل بعضهم: “هل تعتزل فيروز، أم أنها مجرد موجة غضب تمر بها جارة القمر”. وتوقع الرحباني أن العالم سيتبدل أحواله بعد هذا الحدث.
واثارت التغريدة جدلا واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي حيث اعتبرها البعض بمثابة تصريح من زياد باعتزال فيروز وابتعادها عن الغناء خاصة أنها دخلت في العقد الثامن قبل أشهر قليلة. في حين راى البعض الاخر انها تغريدة لها مغزى ومضمونها يحث على عودة نجمة الفن الجميل الى انتاج أعمال غنائية ولو بقلة باعتبار ان صوتها لا يمكن تعويضه.
وأطلقت النجمة اللبنانية القديرة آخر ألبوماتها الفنية في 2010 وحمل عنوان “إيه في أمل”. وأضاءت فيروز شمعتها الثمانين، في بيروت في وقت سابق بينما احتفل به معظم جهمورها ومحبيها في العالم العربي على مواقع التواصل الاجتماعي عبر عدد من الهاشتاغات.
واستطاعت فيروز التي احاطت نفسها بهالة من الغموض على امتداد مشوارها الفني، أن تصل إلى أسماع وقلوب الملايين في العالم العربي وخارجه، كما أدى عدد من الأجانب بعضا من أغانيها.
وتوالت تغريدات محبيها عبر تويتر وهاشتاغ فيروز، الذي ظهر في أكثر من 4 آلاف تغريدة خلال اربع وعشرين ساعة.وتداول المغرّدون صورا لحفلات أحيتها فيروز بمختلف بلدان العالم، وتحدثوا عن عطائها المستمر وتاريخها الفني الثري لتطبع بصمة خاصة وتجربة متميزة على امتداد مشوارها الفني.
ونشر عدد من الفنانين والمغنين العرب في وقت سابق تغريدات لتهنئة فيروز بعيد ميلادها. وقالت المطربة أحلام “من قلبي سلام_لفيروز قيثارة العرب_فيروز” و”كل عام وفيروز العرب فيروز الاحساس فيروز الأرزة الشامخة بألف خير ومن_قلبي_سلام_لفيروز”. أما الفنان راغب علامة فقال “حبيتك بالصيف.. حبيتك بالشتي .. كل عام و سفيرتنا الى النجوم فيروز بخير”. وقالت الفنانة جوليا بطرس “دمت لنا وللبنان… كل عام وأنت بخير فيروز”.
وعرفت فيروز بغنائها لقيم نبيلة من حب ووطنية وتغن بالطبيعة، كما أدت أشعارا لجبران خليل جبران وأحمد شوقي وبشارة الخوري. وتعتبر أغنية “زهرة المدائن” أحد أشهر الأغاني العربية المهداة للقضية الفلسطينية، فيما لا تزال أغنية “بحبك يا لبنان” تحظى بشهرة واسعة، إلى جانب قائمة طويلة من الأعمال الغنائية.
وبادر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى تهنئة فيروز بعيد ميلادها، واصفين إياها بنقطة الضوء وسط ما تعيشه المنطقة من صراعات وحروب أهلية.
وحرصت المطربة اللبنانية طوال مشوراها الفني على النأي بنفسها عن السياسية لتكون على مسافة واحدة من الجميع ولتكون مطربة الأوطان والشعوب، رافضة الغناء للزعماء. وفاجأت فيروز في عام 2010 جمهورها بألبوم غنائي ضم 12 أغنية بعد توقف عن الغناء دام سنوات، وقد حقق الألبوم نجاحا كبيرا.
وحظيت بالعديد من الألقاب التي تعكس في جانب منها مسيرتها الفنية وتحاكي تاريخها ومنها “جارة القمر” و”أسطورة العرب” و”ياسمينة الشام” و”ملكة الغناء العربي” و”عصفورة الشرق” و”الصوت الساحر” و”سيدة الصباح” و”صوت الأوطان” و”الصوت الملائكي”.
وولدت السيدة فيروز في حارة زقاق البلاط بلبنان في 21 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1935، وقدمت مع زوجها الراحل عاصي الرحباني وأخوه منصور الرحباني المعروفين بـ”الأخوين رحباني” العديد من الأغاني التي لاقت رواجا واسعا في العالم العربي والشرق الأوسط والعديد من دول العالم ويعدها أهل الطرب من أفضل الأصوات العربية وقد نالت جوائز وأوسمة عالمية.
بدأت حياتها الفنية مغنية كورس عام 1940 واكتشف موهبتها الغنائية الموسيقي محمد فليفل ومنحها حليم الرومي لحن أغنيتها الأولى وتزوجت عاصي الرحباني عام 1955 لديها منه أربعة أبناء زياد وهالي وليال وريما. وقدمت فيروز أكثر من 60 ألبوما و15 مسرحية موسيقية وشاركت في 3 أفلام سينمائية هي “بياع الخواتم” و”سفر برلك” و”بنت الحارس”.
وقال عنها نزار قباني “رسالة حب من كوكب آخر”، وتفنن الكاتب اللبناني الراحل أنسي الحاج في وصفها قائلا “أركع أمام صوتها كالجائع أمام اللقمة، أحبه في جوعي حتى الشبع، وفي شبعي أحبه حتى الجوع، كثيرا ما توقفت أقلام الكتاب في الكتابة عنها وكأن كل الجمل عم تنتهي فيه”.
ميدل ايست أونلاين