فوضى …. الشعب !!!
حملات إعلامية .. صور انتخابية … شعارات طنانة .. ملصقات جدارية .. صور إغرائية .. كلمات جذابة .. ألصقت على الحيطان وغطت الجدران .. ملأت الشوارع والحدائق وأعمدة الكهرباء .. تتطاير في الهواء وتلطم وجوه المارة في الشوارع ليقف المواطن مذهولا ويقرأ ويرى ويشاهد .. ما ينعش القلب .. ويُدهش العقول !!
فهذي صورة شاب وسيم يضع النظارات الشمسية ويرتدي بذلة مخملية .. يريد مكافحة الفساد والإصلاح ..
وتلك فتاة محجبة تريد دورا حقيقيا للمرأة ، ونشرا صحيحا للإسلام ..
وشابة جميلة مبتسمة .. تعد بمستقبل أفضل للشباب ..
وهذا رجل أعمال غاضب يطالب بحق المواطن بنهضة اقتصادية ..وإصلاح المؤسسات والمعامل !!!!
وتلك سيدة تعد بتعليم أفضل !!!
وهذان مرشحان يركبان الدراجة الهوائية ..تضامنا مع المواطن الفقير ويعدان الشعب ببيئة نظيفة صحية .. !!!!
وهذا غيض من فيض الصور والشعارات والحمات الانتخابية التي ضربت الشوارع والحواري والبلدات السورية لتعلنها عرسا وطنيا ديمقراطيا ..يدبك عليه المواطن وينسى غلاء الأسعار ، وانهيار الليرة السورية وتحليق الدولار، والفساد والتشبيح والدمار …. ناهيك عن قوائم الجبهات الوطنية والحزبية ، التي تضامنت في تكتلات انتخابية على عفوا من أجل الوطن والمواطن.
والمواطن يبحث كيف يؤمن قوته وحاجاته اليومية ، مع تطاير الدولار وصعوده المجنون ، وغلاء الأسعار وسعيرها الحارق .. ويشارك بالعرس الوطني بالفرجة والاندهاش ويأخذ الصور والأوراق والاعلانات ليستفيد منها في لف الخضار ومسح الزجاج الغابش .. عله يرى الصورة أوضح ويستطيع حينها أن يقرر أي مرشح وأي مجلس وأي إصلاح وديمقراطية وحرية وسلام .. سيواجه !!!