علاقات اجتماعية

هل تجدين نفسك عالقة في علاقة تستهلك طاقتك؟ 11 علامة لا تتجاهليها

زينة برجاوي

العلاقة السامة ليست مجرد علاقة تمر بلحظات صعبة أو خلافات عابرة، بل هي نمط مستمر من السلوكيات المؤذية، التي تُضعف الثقة بالنفس، وتُشعر الطرف الآخر بالذنب، وتُغذي القلق والخوف بدلاً من الحب والطمأنينة. قد تكون هذه العلاقة مليئة بالتحكم، التلاعب، الإهانة، أو حتى التجاهل العاطفي، وكلها علامات يجب عدم تجاهلها.

 

ما يجعل الأمر أكثر تعقيداً هو أن الكثيرين لا يدركون أنهم يعيشون في علاقة سامة؛ لأن التعلق، والخوف من الوحدة، والذكريات الجميلة القديمة، قد تُغلف الواقع بغشاء من الإنكار. وقد يختلط الحب الحقيقي بالاعتياد، أو يُستخدم بوصفه ذريعة لتبرير الألم المستمر.

الهدف من هذا الطرح ليس إصدار الأحكام، بل تمكينكِ من الفهم، ومنحكِ الأدوات النفسية والمعرفية لتحديد ما إذا كنت تستحقين علاقة أكثر صحة، وأكثر احتراماً، وأكثر حباً؛ لأنك تستحقين ذلك فعلاً.

هل أنت عالقة في علاقة سامة؟

المختصة النفسية جويل زعيتر تشرح لـ”سيدتي” العلامات التي تدل على وجود علاقة سامة مع شخص مؤذٍّ.

هل تجدين نفسك عالقة في علاقة تستهلك طاقتك وتطفئ فرحتك شيئاً فشيئاً؟

في بعض الأحيان، لا يكون الأذى واضحاً منذ البداية؛ فهو لا يأتي دوماً على شكل عنفٍ جسدي أو إساءةٍ صريحة، بل يتسلل تدريجياً في هيئة كلمات، مواقف، أو مشاعر تجعل الحياة اليومية مثقلة بالتوتر والقلق.

إليكِ إحدى عشرة علامة تدل على أنك في علاقة مؤذية. أو مع شخص يلحق بكِ الأذى النفسي والعاطفي من دون أن تشعري بذلك بوضوح:

1تراجع شعوركِ بالراحة والطمأنينة

العلاقة الصحية تقوم على الهدوء والاحترام والطمأنينة أيضا. أما إذا وجدتِ نفسك قلقة أو حزينة أغلب الوقت، تشعرين بالتوتر أكثر من الفرح، وتفتقدين الإحساس بالأمان والراحة؛ فهذه علامة على أن العلاقة تؤذيك أكثر مما تسعدك.

2تحميلكِ الدائم للذنب

إذا كان شريككِ يقنعك دوماً بأنكِ المذنبة حتى في المواقف التي لم تخطئي فيها، أو يحول أي خلافٍ إلى اتهامٍ ضدكِ؛ فهو يمارس شكلاً من التلاعب العاطفي. بهذا الأسلوب، يجعلكِ تتحملين مسؤولية أخطائه ومشاعره؛ ما يضعف ثقتك بنفسك مع مرور الوقت.

3الخوف من ردة فعله

من الطبيعي أن نحرص على انتقاء كلماتنا مع من نحب، لكن من غير الطبيعي أن نخاف منه.

إذا كنتِ تترددين في التحدث إليه أو تخشين أن يغضب لمجرد إبداء رأيك؛ فهذه علاقة لا تقوم على الأمان أو الاحترام، بل على الخوف والسيطرة.

4تبرير تصرفاته باستمرار

حين تجدين نفسكِ تبررين كل خطأ يرتكبه، بعبارات مثل: «ربما كان متعباً»، «هو لا يقصد»، «مشاعره غلبته»، فأنتِ بذلك تكذبين إحساسك وتغضين الطرف عن الأذى.

الاستمرار في التبرير يخلق دائرة من الإنكار تجعلكِ تغرقين أكثر في علاقة سامة.

5فقدان الإحساس بالذات

حين تبدأين بفقدان شغفك، وتكفين عن ملاحقة أحلامك لأن كل جهدك بات موجهاً لإرضائه؛ فهذه إشارة خطيرة.

العلاقة يجب ألا تلغي ذاتك، بل تنميها. إذا شعرتِ بأنكِ “تموتين من الداخل” لتبقيه راضياً؛ فهذه علاقة مؤذية.

6التنازل المستمر عن نفسك

حين تتنازلين عن شخصيتك واهتماماتك وأصدقائك فقط من أجل ألا تغضبيه؛ فأنتِ تفقدين جوهرك الحقيقي.

العلاقة المتوازنة تقوم على المشاركة لا على الذوبان في الطرف الآخر.

7غياب الحرية في التعبير

إذا كنتِ لا تستطيعين الحديث معه بصراحة أو التعبير عن رأيك خوفاً من أن يسيء الفهم أو يثور غضباً؛ فالعلاقة تفتقد للشفافية والأمان.

غياب حرية التعبير هو شكل من أشكال التحكم العاطفي.

8الإهانة أو التقليل من شأنك

الإساءة ليست فقط كلمات جارحة، بل قد تكون نظرة، أو سخرية أمام الآخرين، أو استخفافاً بآرائك.

هذه التصرفات تعَدّ عنفاً نفسياً يترك جروحاً عميقة في الثقة والكرامة.

9العزلة عن الآخرين

من علامات العلاقة السامة أن يحاول الشريك عزلكِ عن محيطك —كأهلك، صديقاتك، أو هواياتك— بحجة الغيرة أو “الاهتمام”.

لكنه في الحقيقة يهدف للسيطرة عليكِ وقطعك عن مصادر الدعم والمساندة.

10السخرية المستمرة حتى لو “على سبيل المزاح

قد يخفي بعض الناس الإهانة خلف المزاح؛ فيسخر من مظهرك أو طريقة كلامك، ويعتبر ذلك “دعابة”. لكن هذا النوع من المزاح يضعف صورتك عن نفسك ويهز ثقتك مع الوقت، وهو شكل آخر من الأذى العاطفي.

11غياب الدعم والتشجيع

في العلاقة الصحية، يكون الشريك مصدر أمان وسند، أما حين يغيب الدعم، وتجدين نفسكِ تشعرين بـالوحدة حتى وأنتِ معه؛ فذلك يعني أن العلاقة فقدت جوهرها.

العلاقة التي تستنزفك بدلاً من أن تنميك لم تَعد مكاناً آمناً، بل عبئاً نفسياً وعاطفياً.

وتختم زعيتر: “إن العلاقات المؤذية لا تبدأ مؤذية، بل تتحول تدريجياً إلى ذلك. قد لا يكون الطرف الآخر “سيئاً” تماماً، لكن طريقة التفاعل بينكما لم تعد صحية. إن الاعتراف بوجود الأذى هو أول خطوة نحو التعافي؛ فالحب الحقيقي لا يرهقك ولا يجعلك تخافين أو تشكين بنفسك. الحب الذي يستحقك هو ذاك الذي يمنحك طمأنينة، احتراماً، ونمواً”.

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى