اقتصاد

الشرق الأوسط على أعتاب طفرة في الطيران: أسطول ضخم وفرص استثمارية قياسية

توقعت شركة إيرباص العملاق الأوروبي لصناعة الطائرات نمو أسطول الطائرات في منطقة الشرق الأوسط بأكثر من الضعف خلال العقود المقبلة، ليصل إلى 3700 طائرة بحلول عام 2044، بحسب ما كشفت عنه اليوم الأحد غرين فان دين بيرج، رئيسة قسم التسويق في أفريقيا والشرق الأوسط لدى إيرباص. هذه التوقعات تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توسعًا اقتصاديًا وسياحيًا ملحوظًا، ما يعزز مكانتها كمركز عالمي للطيران والرحلات الطويلة.

وقالت غرين فان دين بيرج خلال مؤتمر صحفي عقد قبل معرض دبي للطيران، أكبر حدث للطيران في الشرق الأوسط والمقرر بين 17 و21 نوفمبر/تشرين الثاني، إن حركة الركاب في المنطقة ستنمو بمعدل سنوي مركب يبلغ 4.4 بالمئة على مدى العقدين المقبلين. هذا النمو المتوقع سيؤدي إلى تضاعف الطلب على الخدمات المرتبطة بالطيران، حيث تتوقع إيرباص أن يصل حجم سوق الخدمات في المنطقة إلى نحو 29.9 مليار دولار بحلول عام 2044.

ويمثل هذا التطور مؤشرًا على تحول الشرق الأوسط إلى مركز محوري للطيران العالمي، وهو ما أكده غابرييل سيميلاس، رئيس منطقة أفريقيا والشرق الأوسط في إيرباص، بقوله: “الشرق الأوسط يعيد تشكيل مشهد الطيران العالمي، ومن المتوقع أن يشهد توسيع الأسطول نمواً كبيراً، خاصة فيما يتعلق بالطائرات ذات الهيكل العريض”. وأضاف سيميلاس أن المنطقة أصبحت بالفعل مركزًا للرحلات الطويلة، وهو موقع سيستمر في التوسع خلال العقود المقبلة.

ويبرز التقرير أن الطائرات ذات الهيكل العريض ستشكل نحو 42 بالمئة من إجمالي الطلب في الشرق الأوسط بحلول 2044، وهو أعلى معدل على مستوى العالم. هذا التركيز يعكس حاجة شركات الطيران الإقليمية إلى طائرات قادرة على تغطية المسافات الطويلة بفعالية أكبر، واستيعاب عدد متزايد من الركاب، في ظل المنافسة المتصاعدة مع شركات الطيران العالمية ومحاولة جذب السياحة والأعمال إلى المنطقة.

ويأتي هذا النمو في سياق زيادة الاستثمارات في البنية التحتية للطيران، حيث تعمل دول مثل الإمارات العربية المتحدة وقطر والسعودية على توسيع المطارات وتعزيز قدرات شبكات النقل الجوي. هذه الاستثمارات، إلى جانب توسع خطوط الطيران الإقليمية مثل الإماراتية والقطرية والسعودية، تؤكد الدور الاستراتيجي للشرق الأوسط كبوابة عالمية تربط آسيا وأفريقيا وأوروبا.

كما أن النمو المتوقع في سوق الخدمات المرتبطة بالطيران، والتي تشمل الصيانة والدعم اللوجستي والتجهيزات الأرضية، يعكس تحول المنطقة إلى منصة اقتصادية متكاملة للطيران، مع توفير فرص استثمارية ضخمة للشركات المحلية والدولية على حد سواء. ويشير الخبراء إلى أن حجم السوق المتوقع، البالغ 29.9 مليار دولار، يمثل فرصة لتطوير قدرات محلية متقدمة في هندسة الطيران والخدمات اللوجستية، ما يعزز القيمة المضافة للاقتصاد الإقليمي.

ومن الناحية التنافسية، فإن هذه التوقعات تشكل تحديًا مباشرًا لمنافسي إيرباص، وعلى رأسهم شركة بوينج الأمريكية، التي تتنافس على نفس الطلب المتنامي في الشرق الأوسط. ومع تزايد الاهتمام بالطائرات ذات الهيكل العريض، من المتوقع أن يزداد الطلب على الطائرات الحديثة والفعالة في استهلاك الوقود، ما يعزز الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة ويزيد من معدلات الابتكار في القطاع.

في المجمل، تؤكد توقعات إيرباص أن الشرق الأوسط يعيش مرحلة تحول استراتيجية في صناعة الطيران، تجمع بين التوسع في أسطول الطائرات، ونمو حركة الركاب، وتضخم سوق الخدمات المرتبطة بالطيران. هذه الديناميكية تعكس مكانة المنطقة المتنامية كمركز محوري للنقل الجوي الدولي، وتؤكد قدرتها على استيعاب التطورات الاقتصادية والسياحية العالمية، ما يجعلها لاعبًا رئيسيًا على خريطة الطيران العالمية خلال العقود المقبلة.

 

 

ميدل إيست أون لاين 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى