كيف تصبحين الحماة المثالية؟

الحماة هي أم الزوج أو الزوجة، وهي بمثابة الأم الرؤوم والمستشارة الداعمة والسيدة الحكيمة التي قامت بتربية شريك الحياة على الخلق الطيب وغرست فيه القيم والمبادئ الطيبة، والحماة المثالية هي التي تتسم بالاحترام والتقدير، وتضع حدوداً واضحة في علاقتها مع زوج ابنتها أو زوجة ابنها، وهي التي لا تألو جهداً في تقديم الدعم والمساندة من دون فرض سيطرتها، وتتميز بالحكمة والتفاهم، وتحترم خصوصية عائلة ابنتها وزوجها، وتُعزز العلاقات الأسرية المبنية على الثقة والاحترام المتبادل، وتتميز بالصبر والتفهم تجاه ديناميكيات الأسرة، وتُدرك أهمية وضع حدود ذكية في التدخل بشؤونهم، حول هذا السياق “سيدتي” التقت خبيرة العلاقات الأسرية نسرين إمام لتخبرك كيف تصبحين الحماة المثالية؟
تقول نسرين إمام لسيدتي : الحماة المثالية هي من تعامل زوج ابنتها كابنها، وتعامل زوجة ابنها وكأنها ابنتها الثانية، لا تنحاز لطرف يخصها على حساب الطرف الآخر، فهي تتعامل بأمومة ومن ثمّ تبني علاقة إيجابية قائمة على الاحترام المتبادل والودّ، مما يقلل من المشاكل ويزيد من الترابط الأسري، والحماة المثالية لا بد أن تكون سيدة ذكية، تتميز دائماً بالحكمة والتفاهم، وتحترم خصوصية عائلة ابنتها وزوجها، معززة بذلك روابط الثقة والوحدة، وهي دائماً تكون متعاونة وداعمة، وتحترم استقلالية العائلة الجديدة ولديها القدرة على التواصل الفعال، ودائماً تكون محبة ومتعاطفة، وتُقدم الدعم والحكمة في الوقت المناسب من دون فرض الرأي، ولكي تكوني حماة مثالية، يجب أن توازني بين حبك لابنك وعائلته وبين احترام خصوصيتهم، وذلك عن طريق دعمهم مع وضع حدود واضحة، وتقدير استقلاليتهم في اتخاذ قراراتهم، تقدمين النصيحة عند طلبها فقط، وقومي بالاحتفال بإنجازاتهم واحتياجاتهم، مع تجنب الانتقاد أو المقارنات التي قد تؤذي علاقتك بهم.
صفات الحماة المثالية
احترام الحدود والاستقلالية
الحماة المثالية هي التي تحترم الحدود الشخصية وتدعم إستقلالية أسرة ابنها، أو ابنتها، فهذه الصفات تتجلى في تجنب التدخل في شؤون الزوجين، وتقدير خصوصياتهما، ودعم القرارات التي يتخذانها، مع تقديم النصح عند الحاجة فقط من دون فرض الرأي، كما أن الحماة المثالية تدرك أهمية ترك مساحة خاصة لعائلة ابنتها، أو ابنها وتحترم استقلالهما وقراراتهما، إلي جانب أنها تتجنب التدخل في الشؤون الخاصة، حيث تدرك الحماة المثالية أن للزوجين حياتهما الخاصة، ولا تتدخل في قراراتهما المتعلقة بالتربية، أو الحياة اليومية، أوالأمور المالية، كما تقوم بتشجيع ابنتها وزوجها، أو ابنها وزوجته على بناء حياتهما الخاصة وتكوين قراراتهما بأنفسهما، بدلاً من الاعتماد على تدخلها المستمر، إلي جانب أنها تضع حدوداً واضحة للتفاعلات بينها وبين أسرة ابنها، أو ابنتها وتُحافظ على الاحترام المتبادل في هذه الحدود.
التقدير والدعم
الحماة المثالية هي التي تُظهر التقدير والدعم لزوجة ابنها، أوابنتها، وتحترم حدودها، وتقدم الحكمة والنصيحة عند الحاجة، وتشجع على وحدة الأسرة بدلاً من فرض سيطرتها، والمفتاح هو بناء علاقة مبنية على الثقة، والتواصل المفتوح، والاحترام المتبادل، وتخصيص وقت لبعضها البعض لإنشاء ذكريات مشتركة، حيث تُظهر اهتماماً حقيقياً بحياة ابنتها وشريكها، أو ابنها وشريكته وتُشجعهما وتقف بجانبهما في الأوقات الصعبة، وتقوم بتقديم الدعم، والوقوف إلى جانب زوجة الابن، أو زوج الابنة ومساعدتهما عند الحاجة، سواء كانت مساعدة في الأعمال المنزلية أو تقديم نصيحة.
التواصل الإيجابي
الحماة المثالية تتواصل بإيجابية عبر الاحترام المتبادل، الاستماع الجيد، وتقديم الدعم من دون التدخل في شؤون الأسرة الزوجية، التركيز على الاهتمامات المشتركة، وتجنب النقد أو المقارنات. التواصل الفعّال يضمن بناء علاقة صحية قائمة على الثقة والود، فتكون المحادثات خالية من المبالغة أو الاستياء، و تعتمد على الهدوء والبساطة في التعامل اليومي. تتحدث بهدوء ووضوح، وتُبدي مشاعرها بشكل بناء من دون لوم أو اتهام.
الحكمة والتفاهم
الحماة المثالية هي تلك التي تتسم بالحكمة والتفاهم، فتقدم الدعم من دون فرض السيطرة، وتحترم خصوصيات أسرة ابنها، أو ابنتها وتشجع على الاحترام المتبادل، وتستخدم حكمتها لحل المشكلات بدلاً من خلقها، فتُقدم النصح عند الحاجة فقط وهي بذلك تعزز الروابط الأسرية وتعمل على استقرارها، وتقوم بمعاملة جميع الأبناء وزوجاتهم على قدم المساواة، فهي تُدرك أن لكل أسرة ديناميكياتها الخاصة.
التعاطف والود
لكي تكوني حماة مثالية يمكنك التعامل مع زوج ابنتك بود وتعاطف عبر بناء علاقة مبنية على الاحترام المتبادل، وإظهار المودة والتقدير له كأحد أفراد العائلة، وتشجيعه وطلب مشورته في الأمور العائلية، فالحماة المثالية تتعامل مع زوج ابنتها أو زوجة ابنها بالتعاطف والود من خلال معاملتهما كإبن أو إبنة جديد، وإظهار الإحترام المتبادل، وتقبل وجوده كشريك في سعادة ابنتها، أو وجودها كسعادة لابنها وتجنب الشكوى أو إثارة المشاكل بينهما، وهذا بالتأكيد ينعكس إيجاباً على العلاقة بين الزوجين، ودائماً تتمتع بروح محبة وعاطفة حقيقية، وتُظهر المودة والاهتمام.
تعزيز الوحدة العائلية
الحماة المثالية تعزز الوحدة العائلية من خلال الاحترام المتبادل، ووضع حدود واضحة، ودعم الزوجين في استقلالهما، مع الحفاظ على علاقة جيدة مبنية على الثقة، وبناء علاقة صحية مع زوج ابنتها تقوم على الاحترام المتبادل والتقدير والود. يتم ذلك من خلال معاملته بلطف، واحترام رأيه، وتجنب التدخل في شؤون ابنته وزوجها، والاهتمام بأبنائها، وحاولي الاستمتاع بوقتك مع العائلة، ولا تكوني مصدر مشاكلهم، وإن كنت تشعرين أنك لست قادرة على ذلك، فمن الأفضل أن تبتعدي عنهم في تلك الفترة، كما تعتبر الحماة المثالية مستمعة جيدة وتهتم بالتواصل مع زوجة ابنها أو زوج ابنتها كشخص واحد له اهتماماته، مما يبني علاقة قوية ومستمرة، كما تعمل على تقوية الروابط بين العائلتين، فعند وقوع خلاف، وتقديم النصح بناءً على خبرتها من دون فرض رأيها. وبناء علاقات مبنية على الثقة والاحترام المتبادل.
المرونة والقبول
تتقبل الاختلافات في الآراء والمعتقدات، ولا تفرض وجهات نظرها على الآخرين، بل تعمل الحماة على تقريب وجهات النظر بدلاً من الانحياز لأحد الطرفين.
نصائح فعالة لكي تصبحي الحماة المثالية
تقول نسرين إمام: لكي تكوني حماة جيدة لابد من تقبّل التغيير، والتواصل المنفتح، وممارسة التعاطف، وإدراك الخيط الرفيع بين تقديم المساعدة واحترام الحدود، وبين مشاركة الحكمة وإفساح المجال لتقاليد جديدة. وتنصحك بما يلي:
تقديم الهدايا
يمكنك استخدام الهدية كوسيلة للتواصل والتعبير عن المشاعر، فاختيار هدية مناسبة يمكن أن تُظهر اهتمامك ورغبتك في تقوية العلاقة، فيمكن التعامل معها كفرصة لتعزيز العلاقة، فاحرصي على مناسبات زوج ابنتك، أو زوجة ابنك مثل أيام الميلاد، أو الترقي في العمل، وانتهزي هذه الفرصة لتقديم الهدايا وللتعبير عن سعادتك بالانضمام كفرد من أسرتك.
الحكمة
لكي تكوني الحماة المثالية لابد أن تتعاملي بالحكمة والتفاهم، فتقدمي الدعم من دون فرض السيطرة عندما تحدث مشكلة بين ابنتك وزوجها، أو ابنك وزوجته، لابد أن تستخدمي الحكمة قبل أي شيء، ولا تنحازي لابنتك على حساب زوجها، أو لابنك على حساب زوجته، بل استمعي وحاولي تقريب وجهات النظر من دون انحياز، ينبغي معاملتهما كأبناء لك مع الحفاظ على الاستقلالية، وتجنبي التدخل في تفاصيل حياتهما الزوجية، واحترام الاختلافات بين الأجيال، وضعي في اعتبارك فرق الزمن بين جيلك وجيلهم، ولا تقارني بين أفعال زوج ابنتك وزوجك، أو زوجة ابنك وتصرفاتك، فالظروف تختلف من وقت لآخر، فهذه الطريقة تبني علاقة قوية بينكما، وتساعد على تقوية العلاقة بين العائلتين، وتقلل من حدة التوترات.
اظهري الاهتمام
لكي تكوني حماة مثالية لامانع من الاطمئنان على زوج ابنتك، أو زوجة ابنك من وقت لآخر، من خلال المفاجأة بمكالمة على الهاتف الشخصي للاطمئنان، فهذه المكالمة تجعل تقديرهما أكثر لاهتمامك به أو بها وتوددك إليهما، فاهتمام الأم بابنتها وبزوجها أو الإبن وزوجته ينبع من تقديرها لابنتها أو لابنها ورغبتها في إسعادهما، وهو ما يُعدّ امتداداً لدورها كأم تسعى للخير لأبنائها، يمكن تحقيق ذلك من خلال التعامل مع زوج ابنتها، أو زوجة ابنها كأنهما ابنيها، وتكريمهما، واحترامهما، وتجنب المشاكل أو افتعالها، خاصةً إذا كان التعامل قائماً على المحبة والاحترام، فمن المهم أن تكون العلاقة بين أم الزوجة وزوج ابنتها أو الإبن وزوجته مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التعدي على حقوق وواجبات كل طرف.
الثقة
عندما تكون الثقة متبادلة بينك وبين زوج ابنتك أو زوجة ابنك، سوف تزدهر العلاقة بالمحبة والتفاهم، فاجعليه يشعر بثقتك فيه، أو ثقتك فيها وبالقدرة على احتواء الأسرة، وحاولي أن تتخلي عن دور الناصح لبعض الفترات، واستمعي إلى الآراء، ولابد من الالتزام بتصرفات ثابتة تعكس المصداقية والاحترام، وتعزز الثقة بينكما ويمهد الطريق لعلاقة متينة ومستقرة بينكما.
المسافات الذكية
لكي تكوني الحماة المثالية يُفضل الحفاظ على حدود واضحة واحترام المساحة الشخصية بينك وبين زوج ابنتك، أو زوجة ابنك، مع الالتزام بالآداب العامة وتجنب أي سلوك قد يُفهم بشكل خاطئ أو يُثير الحرج لكلا الطرفين، فالمسافة الصحية ضرورية للحفاظ على الاحترام المتبادل في العلاقة الأسرية، مع إبقاء التواصل ممكناً وطيباً، فضعي مسافات بقدر كافٍ في تدخلاتك كأم وحماة في شئون أسرة ابنتك.
كوني حماة داعمة ومحبة
لكي تكوني حماة مثالية و داعمة ومحبة، عليك احترام الحدود وتقديم الدعم بدون انتقاد، والاستماع باهتمام من دون إصدار أحكام، والاحتفال بإنجازات العائلة، وتهنئة زوجة ابنك أو زوج ابنتك بصدق، وتذكري أنكِ جزء من عائلة جديدة وعليهم التعلم والتكيف معاً لبناء علاقة قوية، وتحدثي بلطف عن زوج ابنتك، أو زوجة ابنك، فالمديح أمام الآخرين يخلق جواً من الود والصداقة، واعرضي الدعم في أوقاتهما الصعبة، ولا تقدمي النصائح إلا إذا طُلبت منك، ولابد أن تعملي على تعزيز الروابط بين العائلات، وتعاملي معهما بالثقة والتعاطف والحب، مما يثبت أنك لستِ مجرد حماة بل جزءاً لا يتجزأ من نسيج الأسرة.
بالنهاية تؤكد خبيرة العلاقات الأسرية نسرين إمام أنك لكي تكوني هذه الحماة المثالية لا بد أن تكوني أمّاً قبل كل شيء، كما ذكرنا آنفاً، ومن ثمّ لابد أن تعاملي زوج ابنتك كابنك الحقيقي لأنه أصبح بالفعل جزءاً من الأسرة، كذلك زوجة ابنك يجب أن تشعر أنك أم لها، وأنها بالفعل ابنتك وأنها إضافة للأسرة فهم من سيأتون بالأحفاد الأعزاء وهم من سيكبرون الأسرة وينشرون الفرح والسعادة في أرجاء الحياة.
مجلة سيدتي



