أصوات جديدة من سوريا: الحربُ انتهت وأنت نائم
بشكلٍ ما، ولدت هذه الأصوات في الشوارع الخلفية للحرب، من دون هتاف، أو مقدمات، أو تصفيق. أسماء شابة وجديدة لم يُتِح لها غبار المعارك أن تسجّل بياناتها الشخصية في قيد النفوس الشعري، فوجدت ملاذها في المياه العائمة للفايسبوك، والمواقع الشعرية المعتمة في شبكة الإنترنت، فيما تسلل بعضها إلى صخب الحانات، في هدنةٍ طارئة للموت.
هناك ألفة صريحة مع مفردات معجم الجحيم، أتت من تلقاء نفسها، وإذا بالبلاغة تندحر طوعاً حيال حجم الوجع، لكننا على المقلب الآخر، سنقع على مكاشفات جريئة في حراثة تضاريس العزلة ومكابدات الجسد، من دون خفر أو مراوغة. اللافت في خريطة الأسماء هذه تفوّق عدد الشاعرات على الشعراء، وكأن الحرب ذهبت بالشعراء إلى أمكنة قصيّة، أو أطفأت مواقدهم باكراً، بسبب الهجرة القسرية أو الاختفاء، أو الانشغال بشؤون العيش، وإذا بنا إزاء نسخة أخرى من «بيت برناردا ألبا» لتصدير الألم والفجيعة. هناك حموضة ما في مذاق هذه النصوص، ابتكرتها الحرب في المقام الأول، وحيرة سردية في توصيف المشهد كما هو، نظراً إلى تشابك اللحظة وتعقيداتها، وهناك تفاوت في طموحات الكتابة ذاتها، كأن معظم أصحاب هذه النصوص قد باغتهم المخاض الشعري عند حاجز، أو على مقربة من شظيّة، أو في زقاق معتم. هناك أيضاً، تلك الجرعة الزائدة من مكاشفات الجسد الأنثوي في وحدته وانتظاراته وهزائمه. ليست هذه الأسماء موجة جديدة في الشعر السوري بقدر ما هي أصوات مفردة، وجدت في الكتابة عزاءً معنوياً في التعبير عن ذات عزلاء، لم يكترث بها أحد. نوتة غير مكتملة بكمنجات موجوعة، واشتهاءات، وعطب. بمعنى آخر، إن هذه النصوص تنطوي على أوجاع شخصيّة، أكثر من انتسابها إلى سلالة شعرية أو سياق شعري محدد. نصوص لم تفرمها آلات الحفظ والتعليب في مطحنتها العمومية، تحتاج إلى من ينصت إلى عوائها ومكاشفاتها وتشظيها، من دون مساطر نقدية صارمة. سنجد في تضاريس بعض هذه النصوص نتوءات مباغتة، في عبارة مارقة، أو مجاز، أو صورة صادمة، بما يتواءم مع النبرة الفيسبوكية غالباً، لجهة النزق، والإشهار، ومراودة رغبات الجسد، في الوقت المستقطع من الحرب. هنا نماذج من النصوص الشعرية السورية الجديدة بتواقيع مختلفة:
أسامة الدياب
الحداد الأخير
مزّقت الزوجة منديل الرأس
نكشت شعرها
تلفعت بالنحيب وردته إلى الخلف
الأخوات الخالات والعمات جميعهن
فرطن الدموع على مصطبة الدار
رمينَ غطاء الرأس
ورفعنَ الأنين كجسر
مضت الساعات بثقل شاهق
المحاربون الذين وصلوا في أواخر الليل
لم يعودوا لا بطرحته
ولا بخاتم زواجه المرصع بفصٍّ من الياقوت الأزرق
لا بمصحفه الصغير
ولا حتى بخيط من معطفه
بل بقداحته الصغيرة
وبندقيته الكلاشينكوف
نساء القرية المجتمعات في ساحة الدار
فرشنَ السماء بالعويل
الرجال واحداً تلو الآخر تداعوا
كخيوط كنزة منزلية
وحده طفله الصغير
كان يشدّ على القداحة الصغيرة
يشدّ على قلعة حلب المطبوعة حولها بألوان ترابية
ويضحك، يضحك، يضحك
على صوت الزغاريد والآويهات السوداء
التي تتساقط زخات زخات
كالطلقات الفارغة.
إياد حمودة
الموت هشّ وطويل
عند التاسعةِ صباحاً
أشجارُ الأفق الضبابي
زرقاء، مطموسةٌ
وغائرة تخترقُ الشارعَ المبلل.
شاحنةُ البريد شخوصٌ تتلاشى عبر النافذة
بين ثابتٍ ومتحرّكٍ يطوفُ المشهد
وأنتَ تشتهي ما تشتهيه
ليسَ واضحاً بما يكفي
فبين شفتيك تنصهرُ حلمةٌ من غبار
2
أيها البصرُ الخاطف
كرصاصةٍ في حرب شوارع
مرتطماً بأخيلةٍ متروكة
بكلمات الجدران، يافطات العيادات، والكوافيرات
بعرباتٍ تنكبُّ على ظهرها
كأنها أخيراً، تعاتبُ السماء
الموتُ هشٌّ وطويلٌ
كخيط بارد.
كدمية الموت.
سقفٌ مثقوبٌ.
شجرةٌ.. أدركَت.. عرجها.
مصباحٌ.. اكتشفَ أخيراً، أنهُ رأسٌ يحترق.
بسمة شيخو
كانت الأمور على ما يرام
كانت الأمور على ما يرام
كنتُ أنكسر
فأمسك المكنسة، ألمّ أشلائي
وأنا أسمع الأغاني بصوتٍ عالٍ،
قلبي يقف بعيداً قرب النافذة
يدخن ويصفّر،
يراقبني وأنا أصنع نفسي من جديد
ليأتي ويأخذ مكانه.
■ ■ ■
كنتُ أنفض الغبار الذي جمّعته
من حكاياتٍ قديمة،
أعطس كلما تطايرت حولي،
مع رذاذ عطاسي تتناثر الذكريات،
أعود خفيفة ولمّاعةً كما كنت،
أقف بثقةٍ في وجه الريح.
■ ■ ■
كنت أربي الخوف كحيوانٍ أليف،
أربتُ على رأسه،
أتركه يلعق أقدام الغد،
كان يداعب أحلامي
ويرجف معي عند سماع أصوات الحرب،
كنت أزيّنه!
أجمل ما فيّ كان وجه الخوف!
■ ■ ■
كنت أخجل من أجنحتي
يشبهان جناحي ذبابة،
هشين للغاية،
لا ريش أنفشه بين زملائي،
أغطيهما بعباءة،
ألف رأسي بوشاح
وأهتف بالناس كي يبتعدوا
لأحلّق عالياً.
■ ■ ■
كنت أتأقلم مع الغياب
أحبس أنفاس من أحب ببالون،
أتركه يزفر قرب وجهي كلما اشتقت،
كل شهقةٍ في البعد
أكورها
صنعتُ سبحة وأهديتها له
من ثلاثٍ وثلاثين شهقة!
كلما مررها بين أصابعه سمع صوتي.
■ ■ ■
كانت الأمور على ما يرام
أيام الموت تمرّ من جانبي خفيفة
أغمض عيني أحياناً
وتارةً أدير ظهري لوجهها القبيح؛
كانت الأمور على ما يرام
إلى أن سمعتُ بكاءً عالياً في البيت!
خلود شرف
مهاجرون
عبروا الغيبَ مُنهَكين.
وصلتِ الأشجارُ قبلَهم،
ومواءُ القططِ والطيور،
والأضواءُ التي رأوْا وجوهَهم من خلالها في المرآة،
والأحلامُ عبرتْ خفيفةً كريشة.
حتّى الكوابيسُ عبرتْ،
وما دوّنوه على دفاتر وكتبٍ وأبواب
ـــ ما دوّنوه على الخشب ــــ
وعلى الشبكةِ الذكيّة
وعدسةِ التصوير
والغيم الذي راقب طويلًا فبكى،
والحرّ الذي مرّ من هنا في الأمس، قد وصل
أوغلوا جميعهم في الوصول
وما بقي سوى عكّازِ أبي على كتفي
وما وصلنا بعدُ إلى معنىً
نحن مَن صنع الحدود
ونحن مَن صدّق.
راما وهبي
صوت الكلارنيت
القليل فقط
كما ترى القمر مغمض العينين
في حريق الزمن
وطعم الالتواء
وراء صوت الكلارينيت.
■ ■ ■
القليل فقط
من اللمس الذي يحمل الكلام كالأصداف
في نهم خامل
وهواء كثيف يوسع استدارة اللذة
■ ■ ■
القليل فقط
لأنك تحب أكثر أطراف البن
الظهر المكشوف إلى أغنية
والعطر في ثنية الركبتين.
■ ■ ■
القليل فقط
من الحب الذي لا تريد تحطيمه
من الربيع الذي يناقض حقه في البقاء
من الجهات المقطوعة كجسد ينكر الجسد
من زهرة الجنون التي لا يستردها الوقت
من الحروب التي لا ينجو منها أحد
لأن البقية وحدها
البقية لا تكفي.
ستيفاني دالال
فزّاعة
دعني أقترب قليلاً
خطوة واحدة
كبداية..
أناسبُ كقالبٍ
الفراغَ بين ذراعيكَ المفتوحتين للريح
اتركني أجرِّدكَ من سياجكَ،
سأكون رقيقةً
عندما أقتلعُ الخصلات الضّارة
من شعركَ الذي نضج قبل موسمه
أعِدُكَ..
لن أُعَرِّيَ أسنانكَ دفعةً واحدة
نصف ابتسامة تكفي
لأَمُدَّ يدي في عمقكَ
لأُمسك بطرف إصبع
الصبي المتكوّر داخل كومةِ القش..
الحربُ انتهت
وأنت نائم
يمكنكَ أن تخلع خوذتكَ الآن
الشتلةُ التي نحمِلُها
مكشوفةُ الجذور
خوذةٌ صَدِئة قد تنفع
كحوضٍ آمن..
أسلاكٌ قديمة قد تصلح
لأرجوحة.
مرح مجارسة
كان هذا الحبّ
كان هذا الحبُّ
وكنا ندفن ألعابنا في التراب
لنخبئها من مخالبِ الحرب
وكانوا يمضغون عروق السّماء
ويلدغون بلفظِ أسماء قتلاهم
ويتبخرُ الرملُ في ساعاتهم وتتلفُ
كان هذا الحبُّ
وكنا نشحذُ ألواناً
وننتظرُ الصحو لنباغتَ الشفقَ الغافل بقوسِ قزحٍ
وكانوا يشحذون باروداً لبنادقهم المعقوفة
ويوقدونَ الشتائم لوجه الله
كلما تلعثم الموتُ في بندقيةٍ
وأخطأ قبلتهُ فأصابَ شفاهاً بدلَ أخرى
كان هذا الحبُ يمسحُ بلعابهِ
غبار ما بعد المعركة الطويلة
وكنتُ أقبلُ دمعكَ أيها الناجِي المشؤوم
وأجمعُ الصور المتآكلةَ عن خدكَ
وأعيد تحميضَ شريطِ الحسرةِ الذي يمرّ سريعاً
مثلَ سهوةِ في عيني عجوزٍ
يسودُ شعري الخمري عشيةَ صيفه الأخير.
كنتُ أتمنى أن تنفجرَ ليتشظى بكَ عنبي
كنتُ أتمنى فراقاً حزيناً وعنيفاً
يليق بحربٍ طاحنةٍ كهذه..
كأن تطلبَ قبلةً عذبةً أشبه بلثعةِ ثعبانٍ
توقظُ الموتَ الغافي في حوضِ فمي
وتقول كلاماً يقولهُ العشاقُ والشهداءُ
في لحظاتهم الأخيرة
لكنكَ تغادرُ الحبَ كما غادرتَ الحرب
بقلبٍ كلسي وشراعٍ زاهدٍ للرياح
وتقفلُ فستاني لآخره دونَ أن ترتجف.
مروة ملحم
لو كنت رملاً
لو كنت رملاً
ولي من وجـعِ
الصّلابـة هربٌ مبـرّر
أترجمُ الهباءَ بيتـاً
وأصوغُ الرّياحَ أعـذاراً
لو كنتُ أجفلُ من غرز مرساة الرغبةِ في ضلوعي
وأتشكّـل بالمـاءِ جسـداً جـديـداً
لكـنني زورق أهادنُ المـاء
على سفرِ الحنيـن كغرقٍ مؤجّـل
أوقّـع باسـمي الكاملَ على قدمِ الموج
ألـوّح للمنارات
كلما تذوقـتُ الزّبد
فإذا ابتلعني الوهم لا عذر لي
لو كـنـتُ نجمـاً أحصي السّنيـن بالضوء
وأنكرُ هيبـةَ العدم
أدوس شـامةَ الفتنـةِ
إذ أتسلق ظهر الليل
وأندسّ في عرى النوافذ مرّةً
للشغف مرّةً
للتواري مرّةً
لغمزِ تكوّر الملاءات على شبقٍ وديع لكنّني شجرة
أفسّر التعرّي بموسـم البرد
أفردُ مئة يـدٍ لتغزوني الأراجيح
وأغازلُ كلّ حطّـابٍ كان ينوي اقتـلاعي
لو كـنـتُ نَـدَمـاً وأهدي الحـسرةَ امتداداً من قامةِ الدمع
لو كنتُ ندماً، لكن التّبريـر والعمرُ لا يكفي لأسردَ حجّتي
معاذ زمريق
رقصة رجلٍ مكسورٍ وخائب
الجراح باردة
وقلبي يضحك
العشاق سعداء
والجنود في عطلة مفتوحة
العمال المياومون يشربون البيرة
بعد انتهاء العمل
والشمس تمنح الجميع نهاراً لطيفاً
الورود توزّع بالمجان
والأطفال يأكلون الآيس كريم
الرجل يجلس على حافة النهر
يقرأ كتاباً
والمرأة تثرثر وجاراتها
عن عنب الحياة
الطغاة يسقطون في البئر
وأنا أرقص
وأرقص
وأرقص
… ابتسموا قليلاً
أرجوكم… تظاهروا بتصديقي
ألا تعرفون مدى حاجة رجلٍ
مكسورٍ وخائب
للكذب؟!
ماذا أفعل إن كانت
الجراح تضحك
وقلبي باردٌ كطعنة في الظهر
العشاق يتبادلون النحيب
والجنود يشربون البيرة
ويلمّعون الرصاص الذي يلتف كالحبال
حول أعناقهم!
الشمس تشوي جباه العمال المياومين
والرجل يرمي نفسه في النهر
الأطفال تُصنع من أصابعهم الرقيقة
ولاعاتٌ لسجائر الحرب
والمرأة تصلّي… تصلّي بخشوع
لإلهٍ عابر
الطغاة يدوسون عنب الحياة
وأنا أرقص… وأرقص… وأرقص
في البئر!
ألا تعرفون ماذا يعني أن يرقص
رجلٌ مكسورٌ وخائب؟!
أرقص
وأرقص
وأرقص
أفتح ذراعيّ كمن يحاول أن يضم الهواء
وحين أغمض (عيوني المغسولة)
بعرق الكون
رافعاً رأسي كرايةٍ على جبهة الحياة
أحلمُ
أني نهشتُ «راء» الحرب بأسناني
كوحشٍ مفترس
ثم علّقتها هلالاً أليفاً
في عتمة الوطن!
..
ألا تعرفون ماذا يعني أن يحلم
رجلٌ مكسورٌ وخائب؟
أفكُّ أزرارَ وحدتي بتمهّلٍ مريب.
معتز حرامي
وصية
لا تهدر طلقات مسدسك عبثاً
فجسدي منهكٌ
وممتلئ بالثقوب
لا تبكني بعد أن أموت
بل ابتعد ودعني أغفو بهدوء
…
وقبل أن تذرف الدموع علي
ارفع قدمك قليلاً
عن جسدي الملقى على الأرض
ودع الأزهار تنمو فوقه
…
أترغب أن تركض في الشوارع
وتقطف الورود المنتشرة
على الشرفات
تعالْ ولكن لا تنسَ
عكازيك
…
أترغب أن تحضن حبيبتك
على ناصية الشارع قبل
الغروب
تعال ولكن لا تنسَ
أنك بلا ذراعين الآن
…
أترغب أن تشعر بنشوة المطر المنهمر
لا عليك… ولا تفكر كثيراً
في غربة جسدك
الماء يتسرب إلى قبرك الآن!
مناهل السهوي
هذه البلادُ لا تعنينا
شهيةً كنتُ
على سريرٍ تتقافزُ فوقهُ الأسماك..
متدثرةً بما تودّهُ
أنحني كلما لزمَ..
هو حزنٌ صلب
تتركني
ماذا بعد؟
تسألُ متكئاً على حافة الباب
تهزّني من كتفيَّ
ماذا صنعنا طوال هذا الانحناء!
نودُّ تغيير المكان
فحتماً هذه البلاد لا تعنينا
نريد كلَّ شيء
نحن الشرهين،
الغارقين فينا،
الأنيقين في المشي،
حتماً هذه البلاد لا تعنينا..
تتركني،
تتركني..
لأعترف مرغمةً بعد حين
أنّي لم أملك سوى سرير
تتقافز فوقه الأسماك.
أحببتُ رجلاً في الحرب
يقولون إنّ الحب وباء فصليٌّ
نجد له مصلاً في آخرٍ
مرّت أربعة فصول ورجل واحد
أحبُّ رجلاً منذ زمن
منذ كنتُ أبذر الحقل
منذ زرعت أشجار الكرز
لا أدري متى حصل ذلك
كنت أعلم فقط أنه قادم
أخبرني صديقي
بأني أنتمي لنساء الخمسينيات
لم أسأله وجه الشبه
إلا أن الأشياء العتيقة
تدعى أيضاً حباً
أحببتُ رجلاً في الحرب
في ذاتها لم نعد عاشقين
بعد كلّ هذا الوقت
وددتُ فقط
لو هربنا فقط نحو الخمسينيات.
نور كنج
أنا بخير
أنا بخير
أجهّزُ طاولةً لأربعة أشخاصٍ،
وآكل على طرف السرير بمفردي
أنا بخير
أجرُّ خِزانة جدّتي العجوز
على مهلٍ.
فأوقِظُ شبحَهَا، وأنام.
أنا بخير
لساعاتٍ، أحملقُ بأسطوانة الغاز
وأتذكّرُ خوفَ الدّرويش من الحريق!
أنا بخير
في المنام، هناكَ، امرأةٌ، تقدّمُ لي سهماً
وفي اليقظة، ألاحِظُ تقوّساً شديداً في ظهري.
القاتل
القاتلُ يبقى وحيداً،
لا أحد يقاسمهُ نشوةَ الأحمر
لا أحد يهديه شفرة سكينٍ نظيفة
لا أحد يقلّد له صوتَ العنق
صوتَ القلبْ.
ولا أحدٌ أيضاً، يُهديه فِعل النّدم!
القاتِلُ؛
وحيداً، يراقبُ موكبَ الضّحية!.
* هذه القصائد منتقاة من ديوان مشترك بعنوان «سرير تتقافز فوقه الأسماك» سيصدر قريباً عن «دار التكوين»، ويضم شعراء آخرين أيضاً.
صحيفة الأخبار اللبنانية